الشتات الفلسطيني والمقاومة المباشرة.. إعادة تموضع وعودة للدور الحقيقي

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أسالت حوادث إطلاق الصواريخ من جبهتي لبنان وسوريا تجاه المستوطنات الصهيونية في الشمال الفلسطيني المحتل، الكثير من حبر الكتابة تحليلاً وتوضيحاً وتبياناً، بينما ما يثير الانتباه أكثر هو عودة الشتات الفلسطيني لتصدر المشهد المقاوم من جديد بعد تقزيمه وتحجيمه في العقود القليلة الماضية التي تخللتها مسارات سياسية فاشلة.
عاد الشتات الفلسطيني ليحمل البندقية والصاروخ في وجه الاحتلال، بعدما جردته الاتفاقيات السلمية والخطايا السياسية التي ارتكبتها منظمة التحرير، وجماعات المصالح والسلطة من دوره الأهم، وأبقته حبيس الدول المضيفة يعيش الآلام والمعاناة وحيداً دون أي دور فاعل وحقيقي في مسار التحرير والعودة.
حاولت الأطراف كلها جعل اللاجئ الفلسطيني في الشتات غارقاً في همومه اليومية، يحاول تسيير حياته الصعبة، فأبعدته مجبراً عن الهموم الوطنية وحصرتها في بعض المناسبات الوطنية، ليخرج كما المتضامنين فقط يحيي الذكرى والمناسبة، ومن ثم يعود للغرق مرة أخرى في حياة اللجوء البائسة والقاسية.
لكن الشعب الفلسطيني كالعادة، فاجئ الجميع، وخرج من تحت ركام اللجوء والمرارة والحرمان والقسوة، حاملاً سلاحه شاهراً سيف القدس، يدافع بكل بسالة عن مسرى الرسول محمد وعن مدينة القدس العاصمة.
دور ما قبل الاتفاقيات
منسق شبكة صامدون في بروكسل محمد الخطيب، أكدّ أن الأحداث الأخيرة تشير إلى تكامل الدور الفلسطيني كما كان عليه قبل الاتفاقات السياسية التي مزقت هذا الدور وحيّدته.
وقال الخطيب، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن الشعب الفلسطيني ينتقل من هذه اللحظة الصعبة إلى فضاء الثورة الفلسطينية، من أجل تحقيق أهدافه في العودة والتحرير والنصر، فالمقاومة هي الممثل الشرعي الوحيد.
ويرى أن الشعب الفلسطيني في فعله عاقد العزم على استعادة صوت الشتات الذي صادرته اتفاقيات أوسلو، وبناء الحاضنة الشعبية العربية والأممية للمقاومة، في كل موقع وعاصمة ومدينة ومخيم ومنطقة.
وشدد أنه من الطبيعي أن يقاتل الفلسطينيون ويتصدون للاحتلال ويتحدون الاستعمار، ويدافعون عن أرضهم وقضيتهم في كل مكان، وبكل الوسائل الممكنة.
وأكد أن فلسطينيي الشتات سيكون مسارهم دائما صوتاً لفلسطين ودرعاً وسيفا في مواجهة الحركة الصهيونية، في كل موقع وعاصمة ومدينة ومخيم ومنطقة.
إعادة تموضع
خالدية أبو بكرة عضو الهيئة التنفيذية في حركة المسار الثوري البديل، أكدّت أن الشتات الفلسطيني مصرّ على إعادة تموضعه في دوره الطليعي بالقضية الفلسطينية، بعدما جرى تحييده لعقود طويلة، واختزال تمثيله في بعض السفارات.
وقالت أبو بكرة، في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن الشعب الفلسطيني في الخارج يشكل الخزان البشري الأكبر في القضية، ورغم شتاته لكنه يحتوي على عناصر قوية في تأثيرها، خاصة في القارة الأوروبية، وثبت ذلك عبر حملات المقاطعة.
وأشارت لحشود متنامية من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية في أوروبا، وقالت: “في برلين العاصمة الألمانية المئات خرجوا ليهتفوا للمقاومة وقائدها، ولغزة، هذا المتغير نتيجة عمل دؤوب بذله الفلسطينيون بالخارج لعقود طويلة ونجحوا في التأثير”.
وأكدّت أن عملية التأثير ضعفت نتيجة غياب التوظيف لهذه الطاقات، وتغييب العمل الشعبي في الخارج عن صناعة القرار، إلى جانب تغييب المؤسسة التي تحتوي هذا الجهد.
ورأت في التطورات الأخيرة، إشارة للدور الفلسطيني الذي بدأ ينهض من جديد على ضوء المتغيرات الدولية، والتي فرضت من فلسطينيي الداخل صناعة أدوات أكثر تأثيرا عبر مقاومتهم التي يرون فيها ممثلا شرعيا واضحا للقضية.
البوصلة الحقيقية
الناشط السياسي والباحث ثامر سباعنة، يرى أن الرد من ساحات المقاومة المختلفة أثبت للجميع أن الأقصى هو بوصلة المقاومة الحقيقية ونبض الأمة.
وقال سباعنة، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، إن هذا الرد أثبت للجميع أن المسجد الأقصى والقدس نبض المقاومة، ونبض الأمة والشارع العربي والمسلم، والبوصلة الحقيقية للمقاومة سواء فلسطينية أو عربية أو مسلمة.
وأضاف أن هذه العمليات أرسلت أهم الرسائل للاحتلال بأن المسجد الأقصى خط أحمر، وتجاوز الحدود بالاعتداء عليه سيكون هناك رد.
وأوضح أن المشاهد التي خرجت من الأقصى بتدنيسه من قبل جنود الاحتلال والاعتداء على المعتكفين، كانت مؤلمة موجعة لكل فلسطيني وعربي ومسلم، بل لكل إنسان يمتلك حس الإنسانية.
وأردف: “الحمد لله لم تطل هذه الصور المؤلمة، حيث جاء الرد من ساحات المقاومة المختلفة، لبنان وغزة والجولان والضفة والداخل المحتل”، متوقعاً أن تكون الأيام القادمة أقوى وأفضل وأعز للمسجد الأقصى وللمقاومة.
وستبقى ساحة الشتات الفلسطيني ذخراً استراتيجياً لمعركة التحرير والعودة الطويلة الممتدة، وصولاً إلى معركة تشترك فيها كل الساحات التي يتواجد فيها الفلسطيني، ليلتقوا جميعاً في فلسطين محررة، وهو ما بات يراه الفلسطينيون واقعاً عما قريب.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام يوقع قوة صهيونية من 10 جنود بين قتيل وجريح في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري، لحركة حماس، تنفيذ كمين لقوة صهيونية راجلة من 10 جنود وإيقاعها بين قتيل وجريح في...

38 شهيدًا و145 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وصول 38 شهيدا، منهم 4 شهداء انتشال، و145 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال 24 ساعة...

مخطط إسرائيلي لإقامة أحياء استيطانية في قلقيلية وبيت لحم
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عن مخطط تعمل عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل بناء مجموعة من الأحياء...

تقرير إسرائيلي: 3 آلاف قنبلة لم تنفجر في غزة إعادة تدويرها يثير المخاوف
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد تقرير إسرائيلي بأن نحو 3 آلاف من القنابل التي أسقطها جيش الاحتلال على قطاع غزة خلال حرب الإبادة المتواصلة، لم...

استشهاد المعتقل إسماعيل الأسطل في سجون الاحتلال
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر حقوقية استشهاد المواطن محمد إسماعيل الأسطل نتيجة التعذيب الوحشي في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر...

محمد طوباسي .. مدني فلسطيني اغتاله الاحتلال لأنه رفض التخابر معه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن وثق شهادات مقلقة تفيد بقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي شابًّا مدنيًّا في قطاع...

الاتحاد الأوروبي تطالب الاحتلال بعدم تسييس المساعدات الإنسانية بغزة
بروكسيل - المركز الفلسطيني للإعلام قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر على هذا النحو. وفي...