الأربعاء 30/أبريل/2025

محاولة وأد الانتفاضة في الضفة

إياد القرا

تحركات سياسية ودبلوماسية وتصريحات على أعلى المستويات تشهدها المنطقة في الأيام الأخيرة ولا سيما بعد عملية القدس البطولية التي نفذها المقدسي خيري علقم التي رد فيها على مجزرة جنين واتضحت في أعقابها الازدواجية التي تتعامل بها الولايات المتحدة وبعض الأطراف إذ سارعت إلى إدانة عملية القدس وصمتت على المجازر المتتالية في جنين ونابلس واقتحامات المسجد الأقصى والتصريحات العنصرية لحكومة المستوطنين وبن غفير وسموتريتش.

ثلاثة مسؤولين أمريكيين زاروا المنطقة المدة الماضية على رأسهم وزير الخارجية بلينكن وسبقه رئيس الأمن القومي وعقدت لقاءات إقليمية تركز عنوانها الرئيس على كيفية ما يسمونها تهدئة الأوضاع في الضفة وهو في الحقيقة تعبير عن حالة القلق التي أحدثتها الحالة الثورية المتصاعدة منذ معركة سيف القدس عام 2021 وخشية تلك الأطراف من اندلاع معركة سيف القدس 2 التي يتوقع الجميع اندلاعها مع قرب شهر رمضان الذي يتحضر فيه المستوطنون للقيام بعمليات اقتحام وتدنيس للأقصى وكذلك تنفيذ الحكومة الصهيونية الحالية تهديداتها ضد الفلسطينيين وخاصة السيطرة على الضفة وإعادة احتلالها كاملة إضافة إلى إقرار قوانين لتوسعة الاستيطان وتنفيذ إعدامات ضد الأسرى في سجون الاحتلال.

التحرك الذي تشهده المنطقة يركز على عدة قضايا يحاولون إنجازها وامتصاص حالة الهيجان المسعورة المصابة بها حكومة الاحتلال أهمها: ضمان أمن الاحتلال من شن هجمات نوعية كما حدث في عملية القدس التي فضحت الاحتلال وكشفت أمنه المزعوم وعودة الشباب الفلسطيني إلى تنفيذ عمليات نوعية تؤلم الاحتلال كذلك تعمل تلك الجهود على وأد الانتفاضة في الضفة ووضع حد لإمكانية تصاعدها اعتقادًا منهم أن ما يحدث هو تحول استراتيجي سيقود نحو فقدان السلطة سيطرتها على الضفة وعليه نمو وتصاعد العمل المقاوم وانهيار منظومة التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال وبالنتيجة سيؤدي إلى انهيار السلطة التي تقوم بدور وظيفي مهم لصالح الاحتلال ولسياسة الاحتواء التي تتبعها الولايات المتحدة.

من ضمن ما تهدف إليه تلك الأطراف احتواء الأوضاع في غزة القابلة للانفجار ومنع اندلاع مواجهة عنيفة بين المقاومة والاحتلال في رد منها على سياسات الاحتلال الإجرامية في الضفة والقدس وضد الأسرى وفي الداخل المحتل عام 1948 إضافة إلى تعطل المفاوضات في ملف تبادل الأسرى الذي ترى المقاومة في غزة أنها مضطرة إلى تنفيذ عمليات أسر للجنود والمستوطنين في سبيل الإفراج عن الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال وأن وجود 4 جنود لديها لم يجبر الاحتلال على دفع الثمن لإتمام الصفقة وهو موقف مشروع لكتائب القسام ومدعومة بمطالب شعبية واسعة في سبيل ذلك مهما كانت النتائج.

المتأمل في التجارب السابقة للتدخل الأمريكي والوسطاء يرى أن الجهود ستفشل في احتواء الموقف وكذلك في تحقيق الهدف المرجو بوأد الانتفاضة وهو ما حدث على مدار 20 عامًا مضت في انتفاضة الأقصى عبر عشرات المبادرات الإقليمية والأمريكية التي فشلت في النيل من المقاومة وذهبت تلك المبادرات في مهب الريح وانهارت مع أول عملية للمقاومة التي قد انطلقت في الضفة وفشلت السلطة في احتوائها وفشل الاحتلال في إنهائها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حملة دهم واعتقالات في الضفة

حملة دهم واعتقالات في الضفة

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...