السبت 06/يوليو/2024

أبطال انتفاضة الأقصى يكملون مسيرة النضال .. الأسير أسامة الأشقر

خميس بن عبيد القطيطي

تعج الساجة الفلسطينية بمعالم نضالية عظيمة وملاحم يقدمها أبناء الشعب الفلسطيني البطل الذين سجلوا تاريخ نضالهم وبطولاتهم بأحرف من نور لتشكل قاعدة صلبة متراكمة يعمد عليها مشروع التحرير العظيم.

ولا ريب انهم يدافعون عن قضية عظيمة مقدسة ومقدسات شرفت أرضهم التي كتب الله لها أن تتبوأ هذا الشرف العظيم فطوبى لهم وتحية كبيرة نرفعها لهؤلاء الصامدون الأبطال في وجه الطغيان الصهيوني وأيم الله لقد نالهم الشرف العظيم وما أعظم أن تكون فلسطين هي القضية ومشروع التحرير هو الأمل الذين يعيشون من أجلة ويقدمون تضحياتهم في سبيله.

قضية الأسرى من أبناء الشعب الفلسطيني تمثل قضية كبرى وإحدى ركائز القضية المحورية الفلسطينية وشكلت بطبيعتها وحجمها حالة رئيسية توازت مع الحقوق الأخرى مثل قضايا الحدود واللاجئين والدولة والقدس الشريف ولكن تظل قضية الأسرى التي يتابعها نادي الأسير الفلسطيني بشكل دائم ملحمة فلسطينية فهؤلاء الأسرى الأبطال قدموا أعمال فدائية بطولية في سبيل فلسطين وهذا شرف نضالي عظيم لكن هذا النضال لم يتوقف في سجون الاحتلال بل قدموا دروسا للعالم.

فهناك في الأسر من قيادات الحركة الوطنية وكوادر النضال الذين ما زالوا ينقشون التاريخ من داخل السجون ويكملون مسيرة النضال التي تواءمت مع الأعمال البطولية التي يقدمها رفاقهم في جميع مدن فلسطين من الجليل الأعلى والى النقب بل أن الحركة الأسيرة قدمت نماذج أبهرت العالم نذكر منها حادثة حفر نفق في الأرض بملعقة طعام لمسافة كيلومترات في أكثر السجون الإسرائيلية تشديدا بل هم السابقون في تكريس فكرة الأمعاء الخاوية ومارسوا الإضراب عن الطعام تعبيرا عن الإرادة العظيمة التي فاقت كل التوقعات.

كما أن الحركة الأسيرة قدمت للعالم نماذج مشرفة من أصحاب الشهادات العليا تأكيدا لنضالهم متعدد الأوجه في سبيل الهدف الاسمى تحرير فلسطين.

الأسير البطل أسامة الأشقر الذي أكمل عامه ال20 وهو الأسر بتاريخ 14 نوفمبر 2022م كان أحد أبطال انتفاضة الأقصى التي اندلعت بتاريخ 28 سبتمبر 2000م وقدمت من الملاحم الكبرى ما يصعب وصفه.

وكان الأشقر أحد أولئك الأبطال الذين اقتحموا مخيم طولكرم وبعد متابعة استمرت عامين تم اعتقاله ليتلقى مختلف أنواع التحقيق والتعذيب والسجن الانفرادي وغيره لكن الأشقر أكمل مع رفاقه مسيرة النضال.

والأسير البطل أسامه الأشقر أسامة كان يبلغ من العمر 20 عاما عندما تم اعتقاله وهو من قرية صيدا من محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية حكم عليه بثماني مؤبدات وخمسين عام.

وخلال فترة اعتقاله قام بإطلاق مشروع ثقافي يشمل إرسال رسائل للناشطين الفلسطينيين والمتضامنين العرب وقام بإصدار كتابه الأول بعنوان (للسجن مذاق آخر) يتحدث فيه عن تفاصيل حياة الأسرى.

وحاليا يستعد لإطلاق كتابه الثاني بعنوان رسائل كسرت القيد وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل التي أرسلها أسامة والردود عليها.

وخلال فترة اعتقاله حصل على شهادة البكالوريوس وقريبا سيكمل إنهاء دراسة الماجستير.

وفقد الأشقر والده وشقيقه وهو بالسجن وفي العام ٢٠١٩ عقد قرانه على منار الأشقر التي تشاركه حمل راية النضال.

ولا شك كل أبناء فلسطين يرفعون العلم الفلسطيني ويناضلون من أجل قضيتهم التي وعدهم الله من فوق سبع سماوات بتحقيق غايتهم الكبرى التي يعيشون من أجلها فهم بين نصر واستشهاد لا يضرهم من خذلهم.

ولا ريب أن وعد الله حق وسوف تحرر فلسطين من النهر إلى البحر.

عاشت فلسطين حرة أبية تضيئ تاريخ الإنسانية والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

*كاتب وباحث سياسي من سلطنة عمان

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات