السبت 29/يونيو/2024

القائد محمود المبحوح.. المُقاوم العنيد والمُطارد الشهيد

القائد محمود المبحوح.. المُقاوم العنيد والمُطارد الشهيد

قبل ثلاثة عشر عاما ارتقى آسر الجنود الصهاينة وأحد مؤسسي كتائب القسام الشهيد القائد محمود المبحوح في عملية اغتيال جبانة بعد مسيرة طويلة من الجهاد والمقاومة والتضحية ومقارعة الاحتلال وحياة طويلة من المطاردة والإبعاد التي توجها بالشهادة.

ويوافق اليوم الذكرى الثالثة عشرة على استشهاد القائد محمود المبحوح الذي عمل لأجل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبذل جهدا عظيماً في سبيل تحريرهم من داخل السجون عبر تنفيذ عدة عمليات أسر جنود صهاينة.

المجموعة 101
في عام 1988م بعث الشيخ الشهيد صلاح شحادة قائد الجناح العسكري لحركة “حماس” في حينه رسالة من داخل سجنه من ثلاث كلمات فقط “افتحوا البوابة الشرقية” وكانت هذه إشارة البدء في تنفيذ عمليات أسر جنود الاحتلال من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين.

وسبق ذلك تأسيس الشيخ صلاح شحادة المجموعة القسامية السرية (101) والموكل إليها مهمة تنفيذ عمليات أسر جنود الاحتلال والتي كان القائد المبحوح أحد أهم عناصرها.

عملية أسر الجندي آفي سبورتس
وفي السادس عشر من شباط عام 1989 نفذت الخلية المكونة من الشهيد محمود المبحوح والمجاهد محمد نصار أولى عملية أسر الجنود وبمحاذاة قرية جولس المحتلة القريبة من خط عسقلان القدس توقفا بسيارتهما ليقلا الجندي الصهيوني آفي سبورتس إلى مدينة عسقلان وبعد صعوده للسيارة قتلاه وأخفيا جثته قبل مصادرة سلاحه وأوراقه الشخصية.

قُتل سبورتس ولم يعلم الاحتلال عن فقدانه إلا بعد عدة أيام ولم يعرف مكان دفن جثته إلا بعد عدة أشهر في حين سلمت أجهزة السلطة سلاحه الخاص إلى الاحتلال بعد سيطرتها عليه فيما بعد.

عملية أسر إيلان سعدون
مثلت عملية قتل آفي سبورتس باكورة عمليات المجموعة 101 فبعد أقل من ثلاثة أشهر نجح المبحوح ورفاقه في تنفيذ عملية الأسر الثانية في الثالث من آيار عام 1989 إذ تمكنا من أسر الجندي إيلان سعدون قرب قرية المسمية في الداخل الفلسطيني المحتل ومن ثم قتله وإخفاء جثته.

عجز الاحتلال عن الوصول لمكان جثة سعدون فشن حملة اعتقالات غير مسبوقة شملت المئات من قيادات حركة حماس وأنصارها وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين ولم يعثر على جثته إلا بعد 7 سنوات حين حققت أجهزة السلطة مع بعض أعضاء الجهاز العسكري لحماس عام 1996 وسلمت خريطة دفن الجندي للاحتلال لتُفشل بذلك صفقة تبادل تم التوصل إليها مع قوات الاحتلال وتقضي بإطلاق سراح 76 أسيرًا وأسيرة من ذوي الأحكام العالية مقابل جثة سعدون.

أبرز المطلوبين
بعد النجاح الكبير للمجموعة 101 في تنفيذ عمليات الأسر برز اسم الشهيد القائد محمود المبحوح ورفاقه كأبرز المطلوبين للعدو الصهيوني ليبدأ رحلة طويلة من المطاردة وفشل الاحتلال في الوصول إليه واعتقاله فهدم منزل عائلته كعمل انتقامي وبعدها تمكن المطار القسامي محمود المبحوح مع رفاقه من مغادرة قطاع غزة باتجاه الحدود المصرية فاعتقلته السلطات المصرية أربعين يومًا ثم رحلته إلى ليبيا ليستقر بعد ذلك في سوريا حتى اغتياله.

غيّبت المطاردة المبحوح عن وطنه فلسطين لكنه واصل مسيرة الجهاد والمقاومة بأسلوب مختلف فعمل من الخارج على شحن خطوط إمداد الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام بالسلاح والعتاد والمال.

طوال فترة تواجده في الخارج كان المبحوح مدرجا على قوائم الاغتيالات لجهاز الموساد الصهيوني هذا الجهاز المجرم الذي عرف عنه باغتيال الشخصيات الفلسطينية في خارج فلسطين فقام الموساد بملاحقة ومتابعة المطارد المبحوح لما له من دور أساسي في تهريب الأسلحة والصواريخ إلى المقاومة في قطاع غزة ما جعله على رأس قائمة المطلوبين للاغتيال.

محاولات الاغتيال
وطوال فترة وجوده في الخارج اتبع المبحوح أسلوبا في التخفي والحس الأمني الشديد وهذا يفسر عجز الاحتلال الطويل في الوصول إليه مبكرا وإطالة أمد المطاردة.

وفي مقابلة تلفزيونية مسجلة أجرتها معه قناة الجزيرة قبل اغتياله بفترة أشار المبحوح إلى تعرضه لثلاث محاولات اغتيال من الاحتلال الأولى في عام 1991 وذلك إثر عمليتي أسر وقتل جنديين صهيونيين عام 1988 والمحاولة الثانية في الفترة التي اغتيل فيها القيادي في “كتائب القسام” عز الدين الشيخ خليل في دمشق أما المحاولة الثالثة فكانت بعد اغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية في دمشق في شباط (فبراير) 2008 بنحو شهر.

وبيّن المبحوح خلال المقابلة أن الاحتلال يصفه “بالثعلب” لما يتمتع به من حس أمني عالٍ ولا يغفل عن أمنه الشخصي ولو لدقيقة واحدة؛ ومن يختار هذا الطريق يعرف نهايته وكانت أمنيته أن يرزقه الله الشهادة.

“الأسرى يستحقون أن نستشهد من أجل حريتهم” بهذه الكلمات اختتم المبحوح مقابلته ودعا إلى العمل على إخراجهم من سجون الاحتلال بأي طريقة وأعرب عن أمله في أن تتمكن المقاومة الفلسطينية من النيل أكثر وأكثر من الاحتلال الصهيوني المجرم.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد إسماعيل هنية أكد أن الشهيد القائد محمود المبحوح استشهد بعد مشواره الجهادي والنضالي ودوره في تأسيس كتائب القسام إلى جانب إخوانه.

وأشار إلى العديد من العمليات الجهادية البطولية التي كان له دور كبير في تنفيذها مؤكدًا أن الطريق الذي بدأه الشهيد المبحوح في خطف وأسر الجنود لن تتركه المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام.

وختامها شهادة
في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني 2010 كان القائد محمود المبحوح على موعد مع الشهادة بعد مشوار مشرف وطويل من المقاومة والجهاد والمطاردة إثر جريمة اغتيال نفذها جهاز الموساد الصهيوني عبر مجموعة مكونة أكثر من عشرة عملاء يحملون جوازات سفر أجنبية مزورة خلال إقامته في أحد فنادق مدينة دبي عبر حقنه بمادة سامة ما أدى إلى وفاته على الفور.

مضى المبحوح إلى ربه بعد حياة طويلة من التضحية وظلَّ باب أسر الجنود الصهاينة مفتوحا أمام المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام حتى تحرير كل أسرانا من سجون الاحتلال.

وبعد استشهاد المطار القسامي المبحوح واصلت المقاومة الطريق ونفذت عدة عمليات أسر عديدة واليوم في قبضة كتائب القسام أربعة جنود صهاينة وتؤكد القسام أنها ستحقق من خلالهم صفقات تبادل سترسم بها فجر حرية قريب لأسرانا.

المصدر: الموقع الرسمي لحركة حماس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات