عاجل

الجمعة 02/مايو/2025

التهجير في القدس.. إسرائيل تسابق الزمن لحسم الديموغرافيا

التهجير في القدس.. إسرائيل تسابق الزمن لحسم الديموغرافيا

بموازاة التوسع في الوحدات الاستيطانية بمستوطنات القدس المحتلة وتسارع وتيرة التهويد يعمل الاحتلال على “غزو منظم ومنهجي” لقلب الأحياء الفلسطينية في المدينة ضمن مساعي الجمعيات الاستيطانية لتهويد حوض البلدة القديمة والأحياء الفلسطينية المحيطة بها وفرض تغيير ديمغرافي فيها.

ومع تولي حكومة اليمين الصهيوني المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو تنتظر المدينة المباركة وضع المزيد من خطط التهويد والتهجير موضع التنفيذ دون مراعاة لقواعد وأعراف القانون الدولي الإنساني وأمام الصمت المطبق للنظام الأممي.

ووفق خبراء؛ تسعى “إسرائيل” لحسم الديمغرافيا لمصلحة المستوطنين اليهود بالقدس بوسائل عدة أبرزها الهجرة اليهودية والزيادة الطبيعية والانتشار السكاني والاستيطان والتضييق على السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض وفرض حالة الحصار عليهم في شتى المجالات؛ للوصول إلى معادلة الأغلبية اليهودية لبسط السيطرة والسيادة بالقوة والبطش عليها.

ويهدد خطر الإخلاء نحو 300 منزل فلسطيني سواء في حي بطن الهوى ببلدة سلوان أو في حي الشيخ جراح بالإضافة لما كشفته سلطات الاحتلال مؤخرا عن إفساح المجال لتسجيل الأراضي للمستوطنين في القسم الغربي من الشيخ جراح بادعاء أنهم يملكون أراضي في المنطقة قبل عام 1948.

ويحذر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي من أن 13 ألف فلسطيني مهددون “بالتهجير القسرى” من أحياء كاملة في محيط البلدة القديمة في القدس المحتلة لإقامة مشاريع استيطانية.

وقال الرويضي في بيان له: إن أعمال الحفريات الإسرائيلية الجارية حاليا في محيط البلدة القديمة تهدف لدفع السكان إلى الهجرة الطوعية لخطر الحفريات على منازلهم وحياتهم أو الهجرة الجبرية ضمن سياسة التهجير القسري لإخلاء أحياء عدة.

كيان قائم على التطهير العرقي
الباحث في الشأن المقدسي جمال عمرو يؤكد أن مشروع الاحتلال قام أصلا على مبدأ التهجير والتطهير العرقي والعمل على تفريغها من السكان وبالتالي فإن فلسطين التاريخية عندما سقطت تحت الاحتلال كان حديثه للعالم أنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض وتم ترسيخها والعمل عليها بكل تزوير وإجرام.

وأوضح عمرو في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال في القدس أخذ منحى آخر وأكثر خطورة حيث يعدون في أبجدياتهم التي كانت سرية ومن ثم الآن هي علنية أن القدس هي عاصمة الدولة اليهودية القومية وأن أهل هذه المدينة يجب التخلص منهم.

وحسب عمرو؛ فإن الاحتلال استخدم هذه الطريقة عام 1948 عندما أخفى 39 حيًّا من أحياء القدس عن الوجود ودمرها كليًّا أو جزئيًّا وبالتالي أصبحت القدس في قبضة الاحتلال بنسبة 80% مشيراً إلى أن كنيست الاحتلال مقام على أرض الشيخ بدر وغيره من الأحياء.

وعام 1967 برزت سياسية الاحتلال -وفق الخبير المقدسي- بوضوح تام عندما هجّر حي المغاربة بأكمله ودمّره مع حي الشرف بالكامل منبها إلى أن هذه الوسائل من سياسة العقلية الصهيونية التي تقوم على تطهير وتدمير الطرف الآخر وقتله وتشريده.

ويشير إلى أن السياسة “الإسرائيلية” تطول البشر والشجر والحجر وحتى الموتى حيث يزيل الاحتلال قبور المسلمين بالجرافات والتي آخرها معركة تثبيت القبور الوهمية لليهود فهو يعمل على أنه لا يريد الفلسطيني الحي والميت على حد سواء فكلهم مطلوب إزالتهم من الوجود.

وفي عام 2022 نفذت قوات الاحتلال (306) عمليات هدم وتجريف في القدس وسلّمت ما يزيد عن (220) قرارًا وإخطارًا بالهدم شملت: منازل ومحال تجارية في أحياء متعددة منها: حَيَّ الشيخ جراح وحَيّ وادِ الربابة وحيّ بطن الهوى وحيّ عين اللوزة وحيّ البستان وحيّ واد ياصول ببلدة سلوان وحيّ وادي الجوز وفي بلدات جبل المكبر والعيساوية وصورباهر وعناتا وكفرعقب والطور ومخيم شعفاط وبيت حنينا والولجة.

الحوض المقدس!
وفي المساحات والأحياء القديمة في مدينة القدس يجرى أمر في منتهى الإجرام -حسب الخبير عمرو-؛ وهو أن الحرب على الأرض مستعرة وخاصة فيما يسمى “الحوض المقدس” والتي هي تسمية إسلامية فهم تعودوا على سرقة الرواية والأسماء وتهويدها.

ويضيف “ما يجرى في الحوض المقدس الإسلامي من تهويد وتزييف للحقائق يجعل الاحتلال يقدم رواية يهودية تلمودية خالصة بامتياز وتكون هي الرواية التي ترقى لمستوى التقديس لدى المسيحية الصهيونية العالمية”.

ويتابع: “نحن أمام اعتداء آثم في محيط البلدة القديمة ويشمل وادي حلوة و6 أحياء إضافية منها: عين اللوزة وواد ياصول وما يسمى حي اليمن وبطن الهوى وحي البستان وكلها في منطقة سلوان”؛ لكن هناك حي آخر مستهدف من الشمال للبلدة القديمة؛ وهو حي الشيخ جراح الذي يتم دفع 10 مليار دولار من دولة عربية ليتم البناء على أنقاضه ما يسمى وادي السليكون”.

غزو منظم
وتسعى مخططات الاحتلال لطرد السكان الأصليين وتوسعة المشاريع الاستيطانية ضمن عملية &ldquoغزو منظم&rdquo تستهدف الأحياء الفلسطينية في المدينة المحتلة.

ويؤكد عمرو وجود 6 أحياء في دائرة الاستهداف لأجل ترحيل سكانها ويتم السطو على عقاراتها واحداً تلو الآخر وتتساقط بخطط ومنهجية حتى بات 40% من حي واد حلوة الملاصق للأقصى في قبضة الاحتلال ومن ضمنها ما حصل مؤخراً من الاستيلاء على 5 آلاف متر مربع من كنيسة الروم وما يعرف بأرض الحمراء”.

ومن الأساليب والوسائل التي ينتهجها الاحتلال في تزييف الحقائق وتهجير السكان -حسب عمرو- تزييفه وثائق وتوقيعات بأسماء أشخاص أموات مشيراً إلى سلب الأراضي والبيوت لعائلات مقدسية لا حصر لها في وادي الربابة وفي حي البستان وغيرها من الأحياء.

التهجير القسري
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يؤكد بدوره أن سلطات الاحتلال تعمل على فرض التهجير القسري على أهل القدس المحتلة في أحيائها المختلفة بطرق عديدة وأساليب مختلفة.

وأكد الهدمي في مقابلةٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلامأن الاحتلال يرى في أهل مدينة القدس عقبة في طريق تنفيذ مخططاته بحق المسجد الأقصى وبحق المدينة المقدسة وهو ينتهج خطة بعيدة المراحل للتهجير.

وأشار الهدمي أن هناك صراعا واضحا عبر تهميش المقدسيين والسيطرة عليهم ومنعهم من التمدد الطبيعي مستدركاً أن ذلك يصطدم بصمود المقدسيين ووجودهم وثباتهم في المدينة وحفاظهم على هويتهم في المدينة ويجعله حجر عثرة في طريق تنفيذ مخططاته.

ويرى الهدمي أن الاحتلال ينظر للمقدسيين على أنهم أعداء ويؤخرون تنفيذ مخططاته مشيراً أن أهل مدينة القدس يمثلون المفجر للأوضاع في كل فلسطين المحتلة والضفة المحتلة تغلي وأحد أسباب غليانها هو ما يجرى في المسجد الأقصى المبارك.

وحول المواقع المتوقع أن يهجر منها أهلها سواء على المستوى القريب أو البعيد شدد على أن كل القدس مهددة.

وسائل التهجير
وبيّن المختص في شؤون القدس أن الاحتلال يستخدم عدة وسائل في حربه ضد المقدسيين لتهجيرهم وطردهم من المدينة المقدسة أبرزها: الإبعاد والاعتقال والإصابات والإفقار والاستهداف للتعليم.

وبيّن أن أبرز ما يهدد حياة المقدسيين هي القوانين العنصرية الإسرائيلية التي يسنّها الاحتلال لمصلحة المستوطنين ويهدف لاقتلاع المقدسيين والمواطن الفلسطيني من أرضه.

ورأى أن استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي القدس من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة جديدة مع الاحتلال قائلاً: “القضية ليست مرتبطة بحيّ مقدسي كحيّ الشيخ جراح فقط؛ بل مرتبطة بجميع أحياء القدس”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...