من جنين إلى دمشق.. حكومة نتنياهو تقصّ شريط 2023 بالدم والدمار

هكذا راق لحكومة بنيامين نتنياهو أن تفتتح العام الجديد 2023 بما يليق بها كدولة إرهاب وقتل وتدمير وتشريد. وبينما يحتفل الغرب والمسيحيون في العالم بأعياد “الكريسماس” كانت “إسرائيل” تصبّ نيرانها وصواريخها على جنين ودمشق.

في جنين وقبل أن يشقشق الصبح اقتحمت قوات مدجّجة بالسلاح بلدة كفر دان وحاصرت منزليْ شهيديْ عملية الجلمة أحمد وعبد الرحمن عابد وزرعت في أركانهما المتفجرات وأخلت سكان المنازل المجاورة في ساعات الفجر الباردة قبل أن تهزّ أصوات تفجير البيتين أنحاء جنين في عملية عقاب جماعي عنصرية.

جنين تواصل الصمود

في الأثناء هبّ رجال جنين وثوّارها لصدّ هذا الاقتحام ومواجهة القوات المقتحمة وشاركت أجنحة المقاومة المسلحة كافة في المعركة بالرصاص والعبوات المتفجرة ارتقى خلالها الشهيدان فؤاد عابد ومحمد حوشية على مذبح الحرية والكرامة ليرسما بمداد الدم خريطة الوطن من جديد على تراب جنين الطاهر.

ورغم كلّ هذا الإرهاب تُواصل جنين صمودها وثباتها في أرضها وينبري ثوارُها من أبناء كتيبة جنين والقسام وفصائل المقاومة للدفاع عن حياض المدينة يتشبَّثون بالسلاح عملا بوصية الشهيد البطل أحمد أيمن عابد التي قال فيها: “لا تتركوا الجهاد فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا”.

وأضاف في وصيته: “تشبثوا بسلاحكم ففيه تكون العزة والغلبة ولا تتخلفوا عن الجهاد في أي حال من الأحوال ولا تتراجعوا أمام عدوكم بل تقدموا في ساحات الجهاد والنزال ولا يضركم كيد الكائدين ولا كلام المنافقين فالجهاد يحقق النصر والشهادة للمؤمنين”.

وقالت حركة حماس في بيان لها صباح اليوم: “إنّ تصاعد جرائم الاحتلال بحقّ أبناء شعبنا لن يزيدنا إلا قوّة وإصراراً على المقاومة ومواجهة إرهاب وفاشية حكومة الاحتلال الجديدة فكل قطرة دم على تراب الوطن ستشعل ثورة تقض مضاجع المحتلين”.

وحدة ساحات العدوان

وفي نفس الليلة وبالتزامن مع العدوان على جنين فجرًا كانت صواريخ الغدر والحقد الصهيونية تُمطر مطار دمشق الدولي انطلاقًا من شمال شرق بحيرة طبريا المحتلة السليبة.

عسكريان اثنان استشهدا خلال هذا العدوان وأصيب آخران بجروح ووقعت بعض الخسائر المادية وقالت مصادر سورية إنّ مطار دمشق الدولي خرج عن الخدمة فيما قالت وكالة الأنباء الرسمية إنّ الدفاعات الجوية السورية تصدت للعدوان الصهيوني.

حكومة تهوى الدم

لم يمضِ على تشكيل حكومة نتنياهو وحيازتها ثقة الكنيست عدة أيام ولم يلزمها وقت طويل للتخطيط للعدوان حتى قصّت شريط العام الجديد بالدم والتدمير في رسالة تريد إيصالها للجميع بأنها بالفعل: الحكومة الأكثر تطرفًا وعدائية في تاريخ الكيان.

إذا كانت هذه بداية العام الجديد في إطار حكومة نتنياهو فإنّ مختصين يؤكدون أنَّ مخاطر كبيرة تنتظر القضية الفلسطينية لا سيما المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة وفلسطينيي الداخل المحتل.

وأثناء ورشة سياسية حديثة عقدت في غزة بعنوان “آثار برنامج الحكومة الصهيونية المتطرفة على القضية الفلسطينية” حذّر مختصون من مخططات حكومة نتنياهو على الشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته ودعوا إلى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة مخاطرها.

ومنح “الكنيست” الإسرائيلي الخميس الماضي ثقته لحكومة الاحتلال الجديدة برئاسة نتنياهو بعدما حظيت بتصويت 63 نائبًا لها من أصل 120.