حكومة نتنياهو فرصة أو تهديد؟

أيام قليلة وتُعلَن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو وعضوية أربعة أحزاب دينية وقومية دينية متطرفة إضافة إلى حزب الليكود لنصبح أمام حكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفًا وفسادًا وفاشية في العصر الحديث.
اليميني المتطرف بن غفير سيتقلد منصب وزير الأمن الداخلي في حين المتهم بقضايا فساد وزعيم حركة شاس أرييه درعي سيتقلد منصب نائب رئيس الوزراء وسموتريتش سيتولى منصب وزير المالية إضافة إلى مناصب أخرى تسهل على الحكومة تنفيذ الاتفاق المبرم مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء وأهم بنوده فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني ما يأتي:
تسهيل عمليات ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
فرض “السيادة” على المستوطنات والطرق الاستيطانية الجاثمة عليها وعزم حكومته تخصيص مبالغ طائلة لشرعنة وتطوير البؤر العشوائية.
العمل على تطبيق قانون الإعدام بحق الفلسطينيين ومنح جنود الاحتلال وعناصر شرطته المزيد من الصلاحيات لإطلاق النار عليهم.
تغيير الواقع القائم في القدس عامة وفي المسجد الأقصى على وجه الخصوص.
وفقًا لما سبق يبقى السؤال: هل هذه الحكومة تهديد للفلسطينيين أو فرصة؟ وما آليات الاستثمار والتوظيف الأمثل لتحويل التهديد إلى فرصة؟
ثمة جدل كبير في الساحة السياسية على المستوى الفلسطيني والإقليمي والدولي حول مخاطر هذه الحكومة على حالة الأمن والاستقرار في المنطقة والولايات المتحدة ليست بعيدة عن هذا التقييم حتى اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة عبّر عن مخاوفه من إمكانية أن تشهد تلك الحكومة عزلة سياسية على المستوى الدولي ولكن لا يمكن أن يتحول التهديد إلى فرصة بعيداً عن وحدة الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي في التعاطي مع تلك الحكومة ومواجهة إجراءاتها على الأرض وهنا أرى أن وجود مثل تلك الحكومة يعد فرصة لو أحسنا التصرف على النحو الآتي:
حكومة نتنياهو مدخل إلى وحدة الفلسطينيين على برنامج سياسي واحد قائم على خيار مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة بمعنى آخر ينبغي العمل على إنهاء الانقسام والتحرر من الاتفاقيات الموقعة كافة التي تعد العائق السياسي الأكبر أمام إنهاء الانقسام.
وجود مثل تلك الحكومة سيحرج دول التطبيع العربي كافة وسيعمل على وقف قطار التطبيع.
ستعكس حكومة نتنياهو صورة (إسرائيل) الحقيقية بصفتها دولة فاشية تمارس سياسة التمييز العنصري وتنتهك القانون الدولي بدعمها للاستيطان والقتل وتغيير الأمر الواقع في القدس والذهاب نحو تطبيق سياسة الإعدام.
برنامج حكومة نتنياهو يستنهض الجماهير العربية في الداخل المحتل ويفتح جبهة الداخل؛ لمواجهة مخططاتها التي تقوم على التمييز العنصري.
وفقاً لما سبق وغيره الكثير فإن أهم الآليات التي ينبغي الذهاب إليها فلسطينيا تقوم على العمل الفوري للتوافق على استراتيجية وطنية موحدة تعمل عبر ثلاثة اتجاهات:
الأول: المسار الدبلوماسي والسياسي عبر توافق الدبلوماسية الفلسطينية والعربية بشقيها الرسمي والشعبي على التواصل مع الدول والشعوب والمنظمات والمحاكم الدولية؛ لفضح توجهات تلك الحكومة وإجراءاتها على الأرض.
الثاني: خطة إعلامية قادرة على الوصول للدول والشعوب كافة تدعم وتعزز أن (إسرائيل) دولة تمييز عنصري تنبغي مقاطعتها ووقف دعمها بكل الوسائل والسبل.
الثالث: إعلان فوري على تفعيل الإطار القيادي الموحد وأن يعمل فورًا على تجسيد وحدة وطنية في الميدان تعمل على تكثيف المقاومة واختيار الطريقة المناسبة لكل مرحلة بما يحقق المصلحة الوطنية العامة مع ضرورة العمل على تطبيق توصيات المجلس المركزي والتحلل من الاتفاقيات وتغيير وظيفة السلطة من الدور الوظيفي المكبل باتفاقيات إلى سلطة وطنية تعمل على دعم التوجهات الوطنية الجديدة ودفع العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم إلى توفير حماية سياسية ومالية وإعلامية للتوجه الوطني الجديد.
الخلاصة: كلما اتجهت (إسرائيل) نحو التطرف واليمينية اقتربت نهاية المشروع الصهيوني لأن سياسة التضليل التي مورست منذ قرن من الزمان على أنها مشروع أخلاقي ستسقط أمام المجتمع الغربي الممول الأكبر لبقاء (إسرائيل) وعليه سيبدأ هذا المشروع بالتفكك ولكن بشرط أن يعمل الجميع صفًا واحدًا على مواجهة تلك الحكومة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تنعى الأسير نجم وتحذر من استمرار السياسات التنكيلية بالسجون
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الأسير والجريح محيي الدين نجم، الذي ارتقى ظهر اليوم السبت، داخل سجون الاحتلال،...

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلي النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...

40 شهيدًا و125 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 40 شهيدا، و125 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى وإسرائيل من نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك هجومه على نتنياهو لما قال إنه بسبب سوء إدارته للحرب، في ظل تزايد خسائر...