السبت 03/مايو/2025

قبل أن يشتعل فتيل غضبنا الكامل!

د. أسامة الأشقر

1. يستكمل الأعداء هذه الأيام منظومة حكومتهم بتصعيد أكابر أوغادهم وغوغاء متطرفيهم إلى سدّة الوزارات الحسّاسة في كيانهم ويتبجّحون بأنهم سيأخذون مسجدنا الأقصى منّا وسيكونون أشدّ علينا ليُخضعونا ويقهروا كرامتنا ولا يدرون أنهم يفتحون على أنفسهم باباً لا يستطيعون أن يقابلوه بظهور غضبنا المكتمل في بنائه الناريّ الحميم.

2. هذا الغضب الكامل هو من غرائز البقاء لدى الإنسان يستنفر فيه البدن بكل أجهزته المعقّدة الطاقة المخزونة في الجسم لرفع الظلم الذي يحسّ به وإيقاف الاعتداء الذي يلحقه ومواجهة التهديد الذي يترصّد له.

3. عندما نغضب فإن قلوبنا الخافقة وأصواتنا الصارخة ووجوهنا المحمرّة وحركاتنا الهائجة تعني كلها أننا مستعدون لمواجهة شرسة من أجل بقائنا وحماية كل ما يلينا.

4. ونحن إذا غضبنا فإننا نترك العنان لغضبنا أن يستطيل ويستطير ولن نسعى للتحكّم به أو السيطرة عليه بل نريده أن يسيطر علينا ويقودنا نحوكم ليس لأننا سراع الغضب بل لأننا لا نغضب إلا إذا استحق الأمر غضبنا.

5. غضبنا لم يعُد سلوكاً ارتدادياً نتيجة مواقفكم وردود أفعال على سياستكم بل أصبح اليوم أفكاراً مبطّنة بالمشاعر العميق الجذور تستجيب لتهديدكم بالكثير من الإبداع والتنويع والمفاجآت.

6. إن غضبنا لا يمكن قياسه؛ وسترون أن له سيناريوهات غير مقروءة وردوداً غير متوقعة ونوبات غير محتملة وسيعمل كل مبدع على إنتاج غضب فرديّ وعصبويّ لا يجاري موجة التكرار وربما يركبها.

7. إن غضبنا لم يعُدْ يتأقلم مع التفسيرات المهدّئة التي تدعونا للحذر والتعقّل وحساب النتيجة وتخدّرنا بالتفكير بإتاحة المزيد من الوقت لاختيار عمل آمن إذ إن الغضب يصبح هو العقل ويصير همّه توسيع فضائه إلى أقصى حدّ ممكن لثورته.

8. إن غضبنا ليس نتيجة تقدير خطأٍ أو اعتقاد في غير محلّه أو ممارسة سلوكية شائعة أو مغالطة في فهم واقعٍ ما أو تحميل للواقع فوق ما يحتمله أو تعميم لموقف ما وتحويله إلى حقيقة عامة دون سبب أو البحث عن غير المعقول في مطالبنا وحقوقنا ولذلك فإن غضبنا لا ينتهي بالندم ولا يتوقف بالتوقيف.

9. إن غضبنا ليس استسلاماً لليأس وليس تمكيناً لمشاعر سالبة وليس انجراراً وراء سلوك عدوانيّ وليس انغماساً في ظروف خاصة وليس فشلاً في إدارة واقعنا القاسي… إن غضبنا بمعنى آخر قد بات حالة روحية سامية.

10. ولأن غضبنا بات حالة روحية فقد أصبح عاطفياً تلقائياً يتركّب بسرعة ليحمله كل من يتلقّى رسالته المستغيثة ويتحوّل إلى برنامج عمل: فوريّ التنفيذ ميدانيّ التخطيط تلقائيّ الوسيلة عشوائيّ الأسلوب يعمل بالمتاح مهما صغر.

11. إن غضبنا الذي يجتاحنا اليوم هو إيماننا العميق الذي يفتح علينا بوابة السماء المتلألئة وسنطلق أرواحنا إلى هذه البوابات برضاً وحُبّ والتزام … لا يتخلّف منا أحد.
فاغضبوا واغضبوا واغضبوا !

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...