مؤتمر الغرفة المشتركة بغزة.. دعم لمقاومة الضفة ورسائل لا تقبل التأويل

لطالما رددت المقاومة الفلسطينية في أعقاب المعركة العسكرية “سيف القدس” عام 2021 أن ما قبل هذه المعركة ليس كما بعدها وأن الأرض الفلسطينية أضحت ساحة مواجهة واحدة موحدة لا يمكن الاستفراد بجزء منها دون الآخر ولا يمكن فصل الاعتداءات الإسرائيلية جغرافيا بحيث تتوقف غزة حين يكون الاعتداء على جنين أو نابلس أو القدس والعكس.
ومع اشتداد وتصاعد وتيرة المواجهات المسلحة العسكرية بين المقاومين في مناطق الضفة المختلفة والاحتلال الصهيوني وبعد أن أضحت عملية اعتقال شاب فلسطيني في أي منطقة من الضفة الغربية تحتاج إلى كتائب كاملة من جيش الاحتلال وإطلاق عملية عسكرية بكل معنى الكلمة وباتت الاشتباكات المسلحة طقساً معتاداً تحركت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في غزة لتقول كلمتها.
ففي مؤتمر صحفي عقدته الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أكدت أنّ المساس بالمسجد الأقصى المبارك وازدياد جرائم العدو بحق أهل القدس وتدنيس المقدسات هو نذير شؤم على هذا الاحتلال وإيذانٌ بقُرب زواله واندحاره.
;
وقالت الغرفة المشتركة إنّها تتابع عن كثب ما يقترفه العدو من جرائم والمقاومة المتصاعدة في الضفة والقدس وبطولات أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله ومقاوميه ومقاتليه في القدس ونابلس وجنين ورام الله وبيت لحم وقلقيلية والخليل وفي كل المدن والقرى والمخيمات.
;
وعدّت أنّ هذه التشكيلات المقاومة في الضفة والقدس هي تعبير عن روح الشعب الفلسطيني الأصيلة في مقارعة المحتل وقراره النهائي بالرد على عدوان الاحتلال على القدس والأقصى مهما كانت النتائج ومهما عظمت التضحيات.
;وأكّدت أنّه آن الأوان لدكّ حصون العدو في كل مكان مشددة أنّها “ستظل عند حسن ظن شعبها بها حصناً حصيناً وسنداً قوياً فاعلاً ومؤثراً وسيفاً ودرعاً للقدس والأقصى والمقدسات وعلى عهد الشهداء والأسرى”.
تقديرات خاطئة ومخططات لن تمر
المحلل السياسي أيمن الرفاتي يرى أن الغرفة المشتركة أرادت أن توصل عدة رسائل أبرزها أن مقاومة غزة تدعم وتساند المقاومة في الضفة بكافة تشكيلاتها وبكل ما لديها من وسائل وأن من خاض معركة “سيف القدس” لن يتردد في فتح معركة جديدة لأجل القدس.
وشدد “الرفاتي” أن الانتهاكات والخطط التهويدية الصهيونية نابعة من تقديرات خاطئة للاحتلال بأنّ المقاومة لا ترغب في فتح مواجهة عسكرية من قطاع غزة خلال الفترة الحالية.
وقال إن “تقدير الاحتلال خاطئ وغير واقعي بدرجة كبيرة نظراً إلى تحرر المقاومة من أي قيود داخلية أو خارجية. وبناء عليه فإنّ الواقع يقول إنّ استمرار المخططات ومحاولات تمريرها سيدفع المنطقة كلها إلى زاوية حرجة وانفجار كبير”.
وبين أن المقاومة أكدت عبر مؤتمرها أن سياسة الاحتلال التي تهدف إلى تمرير المخططات التهويدية على أمد بعيد لن تمر بسهولة بعد معركة “سيف القدس” نظراً إلى أن قضية القدس حاضرة دائما في التفكير الفلسطيني المقاوم.
بندقية واحدة
من جهته يرى المحلل والكاتب السياسي ذو الفقار سويرجو أن المؤتمر أعطى رسالة واضحة بأن غرفة العمليات المشتركة في قطاع غزة تعمل طبيعيا وأكد أن المقاومة موحدة تحت راية واحدة في الضفة وغزة وأن سيفها لا زال مشرعاً.
وقال في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الغرفة المشتركة ومن خلال مؤتمرها أكدت أنها المظلة الحامية لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة وأنها ستواجه أي محاولة من الاحتلال للتمادي في العقاب الجماعي والانتهاكات بحق أهالي الضفة الغربية والقدس.
وشدد أن خروج مؤتمر الغرفة المشتركة بهذه الطريقة رسخ مفهوم وحدة الميادين والبندقية وأكد أن “البندقية في الضفة تعبر عن البندقية في غزة بالكامل”.
وبين أن الغرفة المشتركة في مؤتمرها وجهت رسالة للاحتلال بأنها “لن تسمح بالاستفراد بأهالي الضفة الغربية والقدس وأنها جاهزة على الدوام لتقول كلمتها”.
رسالة وحدة وتحذير
من جهته قال المتحدث باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس محمد حمادة إن غرفة العمليات المشتركة أرادت من خلال مؤتمرها في غزة أن تؤكد أنها ترقب بعين المنتبه جيدا لكل ما يحدث في الضفة الغربية والقدس وأنها لا تنأى بنفسها عن الرد والتدخل لردع الاحتلال.
ويرى “حمادة” في تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المقاومة في غزة ترهن مسألة الرد والتدخل في أحداث القدس والضفة الغربية بالمناورة وتقديراتها الخاصة مؤكداً أن كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني وأن تقديم أي خيار أو تأخيره مرهون بتقديرات المقاومة.
وبين “حمادة” أن الغرفة المشتركة أرادت التأكيد أن “الصف الموحد خلف المقاومة في غزة هو ذاته الموحد في الضفة الغربية وأن غرفة العمليات المشتركة في غزة بات لها نظير في الضفة الغربية”.
وشدد أنها وجهت رسالة للكل أن الوحدة هي الطريق لردع الاحتلال ومنع استمراره في التغول على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وبين أن رسالة الغرفة المشتركة كانت واضحة بأن “سيف القدس الذي شرعته في وجه الاحتلال لم ولن يغمد وأن يد المقاومة لن ترتجف إذا ما قررت استخدامه مرة أخرى”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...