الأربعاء 07/مايو/2025

الحزن يخيم على مدرسة الخنساء.. فقد غاب ريان غيابًا أبديًّا

الحزن يخيم على مدرسة الخنساء.. فقد غاب ريان غيابًا أبديًّا

لم يذهب ريان إلى مدرسته غاب الطفل الذكي غيابًّا أبديًّا فلن يعود إلى مقعده ولن يلعب مع أصدقائه وأشياء كثيرة أحبها الطفل الجميل لن يفعلها فقد توقف قلبه عن الخفقان.

اليوم الأحد كان المشهد حزينًا في مدرسته ; الخنساء الأساسية المختطلة ببلدة تقوع إلى الشرق من بيت لحم حينما حضر الجميع بعد عطلة نهاية الأسبوع إلا ريان سليمان (7 أعوام) الذي غادر إلى الله الخميس الماضي بعد أن طارده جنود الاحتلال وتوقف قلبه خوفًا ورعبًا.

صورة وقصائد حزم
حضرت بدلًا منه صورته وأغصان من الزيتون وباقات من الورد وملامح أقرانه في الصف الأول الأساسي التي ترتسم حزنًا وقهرًا وألمًا على رفيقهم الذي قتلته “إسرائيل” بدون أي ذنب.

ووقف مئات الطلاب في الطابور الصباحي يؤبنون زميلهم الطفل ريان في مشهد مؤثر للغاية فألقيت القصائد والخواطر في إطار هذا الغياب القسري لريان.

يقول صديقه محمود تابعها مراسلنا إنهم يخافون جنود الاحتلال لأنهم يحضرون إلى محيط المدرسة ويفتشون حقائبنا وأحيانًا أخرى يمنعوننا من الوصول إلى مدارسنا ويمنعوننا من العودة إلى بيوتنا .. ; كان ريان صديقي وأحبه كثيرًا وأنا اليوم بعد استشهاده أحبه أكثر”.

ترويع الطلبة
طلبة مدرسة “الخنساء” عليهم المرور يومًّا عن جنود الاحتلال المتمركزين في شارع المدرسة وكثيرًا ما يتعرضون للاعتقال والملاحقة والتخويف.

كان ريان يذهب إلى المدرسة ويغادرها رفقة والدته التي كانت تخاف عليه إرهاب وصلف جنود الاحتلال المجرمين إلا أنها لم تذهب معه الخميس الماضي.

يقول ;محمد سليمان نجل عم الشهيد: غادر ريان رفقة أخوته بعدما اندلعت المواجهات وبدأ جنود الاحتلال بملاحقة الطلبة الأطفال.

وفور وصول ريان وشقيقيه المنزل وقبل تغيير ملابسهم اقتحم جنود الاحتلال منزلهم بحثاً عن شقيقي ريان علي (8 أعوام) وخالد (10 أعوام) لاعتقالهما بزعم إلقاء الحجارة على الجنود.

وبيّن سليمان أن ريان اختبأ في أحد زوايا المنزل من شدة رعبه وخوفه وعند ملاحظة قوات الاحتلال له ركض هارباً حتى استشهد إثر إصابته بنوبة قلبية جراء خوفه الشديد.

تفاصيل المطاردة

وحسب بيان صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان؛ فإن 4 جنود من قوات الاحتلال مدججين بالأسلحة طاردوا مجموعة من الطلبة الفلسطينيين معظمهم لا تتجاوز أعمارهم 10 أعوام عقب خروجهم من مدرسة الخنساء الأساسية بزعم رشقهم الحجارة تجاه الشارع الالتفافي 3156 المحاذي لمحيط مجمع المدارس في حي خربة الدير في بلدة تقوع في بيت لحم.

وأضاف “فور وصول الأطفال بينهم الطفل ريان وأبناء عمومته وجيرانه إلى منازلهم المتجاورة في الحي لاحظهم ياسر سليمان والد الطفل ريان ومنع جنود الاحتلال الذين كانوا يطاردونهم من اقتحام المنازل”.

وخلال نقاش سليمان مع جنود الاحتلال الذين استمروا في التمركز في محيط المنازل لمدة نصف ساعة بحثًا عن الأطفال دخل ريان إلى منزله بحالة من الخوف الشديد والهلع وحاول الخروج من الباب الخلفي للمنزل بالتزامن مع وجود أحد جنود الاحتلال بالقرب منه وفي أثناء خروجه سقط ريان أرضًا ووجدته عائلته في مدخل المنزل قبل أن ينقله والده بمركبته الخاصة إلى المستشفى حيث أعلنت الطواقم الطبية أن الطفل ريان وصل متوفيًّا إلى المستشفى بعد توقف قلبه وأن جميع المحاولات لإنعاشه باءت بالفشل.

وأفاد والد الطفل أن جنود الاحتلال أوقفوا مركبته أثناء نقله طفله للمستشفى وصوبوا البندقية باتجاه رأسه وعرقلوا تحركه بدعوى اختباء الأطفال داخل منزله ما أعاق سرعة وصوله إلى مستشفى بيت جالا الحكومي. وأضاف والده أن الأطباء في المستشفى أبلغوه أن سبب الوفاة توقف قلب طفله نتيجة الخوف الشديد.

ويعاني طلبة المدارس في بلدة تقوع باستمرار من اعتداءات جنود الاحتلال الذين يطبقون إجراءات شبه يومية بحقهم سواءً لدى التحاقهم بمقاعدهم الدراسة صباحًا أو لدى مغادرتهم إلى منازلهم من تضييق عليهم ومطاردتهم.

وتشمل هذه الاعتداءات إطلاق الأعيرة المختلفة وقنابل الغاز والصوت تجاه الطلبة وملاحقتهم واعتقال بعضهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات