السبت 03/مايو/2025

متضررو عدوان 2014.. وُعود إعمار منازلهم لم تزل تحت الأنقاض

متضررو عدوان 2014.. وُعود إعمار منازلهم لم تزل تحت الأنقاض

منذ ثماني سنوات يقرع أصحاب المنازل التي دمرها الاحتلال في عدوان 2014م ; جدران الخزان دون فائدة وهم يعانون الأمرين؛ فالأونروا وعدتهم بإعادة الإعمار ولم تف بوعدها والدائنون يلاحقونهم دون انقطاع.

وأقام أصحاب المنازل المدمرة والمتضررة كليًّا وجزئيًّا عشرات الاحتجاجات والوقفات الغاضبة من أزمتهم العالقة أمام مقرات الأونروا في المخيمات ومدن قطاع غزة دون جدوى.

وتتوزع المنازل المتضررة جزئيًّا وكليًّا في محافظات القطاع ومعظمها في شرق خان يونس وبيت حانون اللتين كانتا مسرحًا كبيرًا لعدوان عام 2014م.

وكانت الأونروا بعد أشهر من توقيع عقود التعويض زعمت وجود مشاكل في طريق العمل المشترك مع البلديات والحكومة بغزة في ملف بلغت قيمته 80 مليون$ واعتمد منه لاحقًا 30 مليون $.

ويبدي المحتجون في كل مرة غضبهم من رفض الأونروا التعاطي مع مطالبهم وغالبًا يرفض مقابلتهم أي مسئول من الأونروا التي بدأت تعُد الملف من الماضي.

ويبلغ عدد المتضررين 50 ألف مواطن وعدَتهم الأونروا ومؤسسات دولية أخرى بإعادة الإعمار لكن السنين تمر دون حل لأزمة أكل الدهر عليها وشرب.

معاناة مستمرة

قبل أيام حمي وطيس الاحتجاج أمام مقر الأونروا المركزي بمدينة غزة بعد أن أوصد الباب أمامهم ولم يُعرهم أيّ مسئول أو موظف اهتمامًا فأشعلوا إطارات السيارات ورشقوا المبنى بالبيض.

ورفع عشرات الرجال والنساء لافتات منددة باستمرار معاناتهم وتجاهل الأونروا لمطالبهم العادلة التي وقعت معهم عقودًا عقب العدوان تلتزم فيها بإعادة الإعمار.

وفي تقريرٍ أصدرته الأونروا عقب العدوان قالت إنّ إجمالي الوحدات السكنية المتضررة بلغت أكثر من 115 ألف وحدة و بلغ الهدم الكلي للمواطنين 3329 وحدة والهدم الجزئي غير الصالح للسكن 1592 وحدة والهدم الجزئي الصالح للسكن 22715 وحدة.

تقبض إحدى السيدات المسنات على لافتة: “نطالب وكالة الغوث بصرف تعويضاتنا التي وعدتمونا بها” وهي تقول إن أسرتها لم تستلم أيّ تعويض منذ انتهاء عدوان 2014م.

وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن من بيت حانون.. زوجي فايز عبد الهادي.. قضيتنا أولوية وأسرتنا 15 فردًا.. عدنا لموقع المنزل بعد تدميره ولم نتعرف على معالم المكان وعشنا في بيت مدمر نسد جدرانه المدمرة بقطع القماش المهترئة التي لا تقينا حرَ صيف ولا برد شتاء”.


في الجوار تتدخل السيدة أم محمد من بلدة خزاعة شرق خان يونس محاولة نقل معاناتها لوسائل الإعلام التي حضرت للاحتجاج مشيرةً إلى أن بيتها متضرر تضررًا كبيرًا ولم يُعَد إصلاحه حتى الآن.

وتتابع لمراسلنا: “نحن 7 أفراد ومنذ 8 سنوات نعاني في الصيف والشتاء وتدخل بيتنا الحشرات والحيوانات ولم تف الأونروا بوعدها لنا في إعادة الإعمار”.

ويلوح السيّد كمال أبو صلاح بلافتة كبيرة كتب عليها “انتبهي لنا يا وكالة الغوث” التي لم يتقاض منها دولارًا واحدًا بعد هدم منزله الذي يؤوي 15 فردًا يسكنون في بيتٍ أعاد إعمار جزء منه على نفقته.

ويضيف لمراسلنا: “أعدت إصلاح منزلي على نفقتي ووعدتني الأونروا بالتعويض والآن أنا مدين ومطارد لأصحاب محلات مواد البناء في عبسان شرق خان يونس”.

وزادت البطالة والديون وبلاغات الشرطة من هموم أبو صلاح حتى أضحى عاجزًا عن القيام بواجبات أسرته ومساعدة أبنائه الأربعة المتزوجين ولهم أطفال في نفس المنزل.

وانتقد محمود خلف -ممثل القوى الوطنية والإسلامية في لجنة متضرري عدوان 2014م- موقف الأونروا التي طالبتها مرات عديدة بالوفاء بالتزام قانوني موقع مع المتضررين.

وعدّ رفض الأونروا التجاوب مع مطالب المتضررين في إعادة الإعمار لعدوان 2014م وحتى عدد من متضرري عدوان 2021م حالة مماطلة تتقاطع مع أهداف الاحتلال التي تزيد من معاناة غزة.

أزمة عالقة

صحيح أن الإحباط تسلل كثيرًا إلى نفس عبد الهادي مسلم رئيس لجنة متضرري عدوان 2014م؛ لأن الأونروا والجهات الرسمية لم تقدم حلًّا حتى الآن لكنه يجد نفسه مضطرًا للاستمرار حتى نيل الحقوق.

وتحاول اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين والقوى الوطنية والإسلامية ضخ الأكسجين في رئة القضية بواسطة احتجاجات مستمرة بينما تحاول جهات ممولة ومؤسسات دولية توقيع شهادة وفاتها.

ويقول مسلم لمراسلنا: “مستمرون في الاحتجاجات والمطالبة بحقوقنا والتقينا قبل أيام مع السفير القطري محمد العمادي بغزة وشرحنا معاناتنا ووعد بالتواصل مع الأونروا والحكومة ووزارة الأشغال”.

وقبل أسبوعين قابلت لجنة متضرري عدوان 2014م ممثل الاتحاد الأوروبي بغزة وسلّمته مذكرة عن الواقع والمعاناة نظرًا لدور الاتحاد المهم كأحد أكبر ممولي عمل الأونروا بغزة.

الوعود تتبخر

وفي لقاء سابق قبل شهرين جمع بين لجنة المتضررين والأونروا أفصح مدير الأونروا أن الملف أصبح من الماضي وأن الممولين لن يمولوا ملفات قديمة.

ويصف محمود النجار من خان يونس أحد متضرري عدوان 2014م موقف الأونروا بأنه متنكر لحقوق أصحاب المنازل المتضررة الذين فقدوا منازل وممتلكات بسبب القصف الإسرائيلي.

ويتساءل عن مصير العقود التي وقعتها الأونروا مع متضرري العدوان قبل 8 سنوات لكن الأونروا من يومها ماطلت وسوّفت القضية حتى أضحت لا تذكر سوى في احتجاجاتهم المتكررة.

ويعدُّ الاحتجاج الذي وقع قبل أيام الأشد غضبًا في تاريخ القضية؛ فقد اشتعلت النيران بمدخل مبنى الأونروا المركزي بغزة وطرق المحتجون أبوابها الفولاذية بعنف دون أن يقابلهم أو يستمع لهم أحد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...