اكتظاظ ونقص بالمعلمين.. أزمات بارزة مع بدء العام الدراسي بمخيمات لبنان

بدأ العام الدراسي في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان قبل أيام إلا أن العملية التعليمية يبدو أنها لا تسير بوتيرة طبيعية فظهرت منغصات عدة أبرزها اكتظاظ المدارس ونقص المعلمين إلا أن أونروا أكدت لمراسلنا أن الأمور في طورالترتيب والتجهيز.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطلبة في مدرسة حطين الواقعة في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان يجلسون على الأرض في حين أكد مراقبون أن أعداد الطلاب في الصف الواحد تتجاوز 52 طالبًا.
كما أن هناك بعض المدارس يُداوم فيها الطلبة يومًا بعد آخر نتيجة نقص في المعلمين وفق تقارير إعلامية.
تلويح بخطوات تصعيدية
اللجنة القطاعية لمعلمي وكالة “أونروا” في لبنان انتقدت -في بيانٍ لها- اكتظاظ الصفوف عادّةً تجاوز عدد الطّلبة في بعض المدارس حاجز الـ 52 طالبًا في الصّف الواحد “أمرٌ غير تربويّ ومرفوض ويضرب العمليّة التّعليميّة من أساسها”.
ولوّحت -في بيان لها- إلى اتخاذ موقف ميداني تصعيدي في حال لم تحل مشكلة أعداد الطلبة في الصف وزيادة عدد الشعب بما يتناسب مع الأعداد الموجودة وإتاحة فرص عمل جديدة لمعلمين جدد.
وأكدت خلال لقاء لها بمسؤولة برنامج التربية والتعليم لدى “أونروا” ميرنا شمّا رفضـها القاطع للتّشكيلات الصّفّيّة الحاليّة.
وطالبتً بتشعيب الصفوف التي تشهد اكتظاظاً في الأعداد بما يُفسـحُ المجال أمام فتح فرص عمل جديـدة للمُعلّمين المُياومين سواءً من كان منهم على قوائم “الرّوستر” أو دار المُعلّمين فضلًا عن مُعالجة مشاكل التّنقّلات التي اتّسمت بالعشوائيّة والفوضويّة.
وأشارت إلى أنّها تلقت وعداً من “أونروا” بإجراء فحص ميداني لأعداد الطلبة الأربعاء 28 أيلول لتقييم الواقع الميداني واتخاذ خطوات بناء على النتائج.
وتقدم “أونروا” خدمة التعليم للاجئين في لبنان لأكثر من 36960 طالباً يتوزعون على 65 مدرسة للمراحل الابتدائية والتكميلية منتشرة داخل المخيمات وخارجها بحسب موقعها الإلكتروني.
وفي لبنان 9 مدارس ثانوية فقط تخدم اللاجئين الفلسطينيين ويتعلم فيها حوالي 39 ألف طالب منهم نحو 5 آلاف لاجئ فلسطيني من سوريا ويدرّسهم قرابة 1400 معلم.
;
وحتى منتصف العام الماضي 2021 بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى “أونروا” في لبنان حوالي 485 ألفًا لكن “أونروا” تقول إن الموجودين منهم في لبنان نحو 210 آلاف لاجئ منهم 28 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا يقاسون أهوالًا معيشية قاهرة ويضرب الفقر أطنابه بينهم بنسب تقترب من 90%.
وبلغت الميزانية الإجمالية لـ”أونروا” في لبنان لعام 2021 المنصرم حوالي 186 مليون دولار نصفها تقريبا يأتي من المشاريع في حين تؤكد “أونروا” على لسان مسؤوليها والناطقين باسمها أن أزمتها المالية مزمنة وسببها عدم تقديم الدعم الكافي للوكالة.
ظاهرة خطيرة
سامي حمود مدير منظمة ثابت لحقوق اللاجئين الفلسطنيين في لبنان يقول: إن قضية اكتظاظ الفصول في مدارس لبنان تشكل ظاهرة خطيرة نتائجها سلبية أولًا في البيئة التعليمية لجهة عدم القدرة على ضبط الصف وعدم قدرة المعلم على التواصل مع الطلاب بالطريقة السليمة وتشكّل حالة من الفوضى.
وأشار في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن المسألة الأخرى هي أن اكتظاظ الصفوف يعد مدخلا لانتشار الأمراض المعدية مشيرا إلى أن صورة الطلبة وهم يتلقون تعليمهم على الأرض ليس لعدم توفر مقاعد بل للاكتظاظ الشديد في الفصل.
وأكد أن مستوى التعليم سيتراجع سريعًا جدًّا لعدم قدرة المعلم على توصيل معلومته للطلاب ضمن وقت محدد وهذه الأعداد ليست في مصلحة العملية التربوية.
وقال حمود: أونروا بسياستها ستؤدي إلى مزيد من التراجع والفشل والنتائج غير المرضية على مستوى الأهل والمعلمين.
وأوضح أن منظمة ثابت ترفض هذه الأعداد الكبيرة في الفصول وما تنتجه من جو تعليمي مضروب.
وأشار إلى أنه في العامين الماضيين كان التعليم إلكترونيًّا ومدمجًا ونتج عنه عدم توظيف أونروا معلمين جددًا وعدم ملء الشواغر عن المعلمين المتقاعدين ما أدى لظهور مشكلة نقص المعلمين في المدارس هذا العام بعد انتظام الدراسة وجاهيًّا.
وأوضح أن “أونروا” تتهرب من توظيف معلمين جدد لسد النقص وتقوم بمشاريع مختلفة لتبرير هذا التهرب وتحاول إلقاء بعض مسؤولياتها على منظمات المجتمع المحلي وهذا مرفوض؛ لأن الوكالة مفوضة من الأمم المتحدة بقرار دولي لتولي إغاثة اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم داعيا لملء الفراغ فورًا لانتظام العملية التعليمية والبحث عن مصادر تمويل لدعم خدماتها وإلزام الدول المانحة بذلك.
وحمّل ثابت الوكالة الأممية أي أزمة على المستوى التعليمي وقال: شاهدنا العام الماضي نتائج المرحلة المتوسطة وما شهدته من تراجع كبير وكان مستوى النجاح متدنيًا جدًّا مقارنة بالمدارس الخاصة والرسمية.
وحذر من نتائج كارثية من هذه المعضلات أبرزها تجهيل الطالب الفلسطيني وزيادة نسب التسرب من المدارس؛ لكون الطالب لا يجد مناخًا ملائمًا للدراسة في الفصل.
لقاء
وفي الأثناء عقد المجلس التربوي لمنطقة صيدا جنوب لبنان اجتماعًا طارئا لمتابعة سير العملية التربوية في مدارس “أونروا” مع بدء العام الدراسي والمشاكل التي تواجهها المدارس من نقص في المعلمين والكتب والقرطاسية واكتظاظ الصفوف ونقص غرف الصفوف التعليمية والمقاعد والأجهزة التعليمية كالكمبيوترات والتقنين في تشغيل مولدات الكهرباء في المدارس.
وأوضح المجلس في بيان مقتضب أنه تواصل مع إدارة “أونروا” لعقد لقاء مع دائرة التربية؛ للعمل على إيجاد حلول وبأسرع وقت ممكن لكل هذه القضايا.
تراجع مستمر
ممثل حركة “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي قال: إن العملية التعليمية للاجئين الفلسطينيين في لبنان تتراجع باستمرار وتغيب عنها الإستراتيجية التعليمية المنهجية التي تقوم على أسس ومعايير دولية.
وأرجع “عبد الهادي” في تصريحات سابقة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” هذا الواقع إلى عوامل ترتبط بالواقع اللبناني القاسي الذي تعيشه لبنان في كل مناحي الحياة وما خلفته أزمة انتشار وباء “كورونا” خلال العامين الماضيين إضافة إلى واقع “أونروا” التي تسعى إلى تقليص خدماتها قدر الإمكان؛ متذرعة بالأزمة المالية وعدم توفر ميزانيات وفق تعبيره.
وبيّن أن التعليم في لبنان كما العالم أجمع تأثر وتضرر كثيرا بأزمة “كورونا” والذهاب نحو التعليم عن بعد الذي لم تتوفر لنجاحه الأرضية والإمكانيات لدى غالبية اللبنانيين والفلسطينيين.
ويرى أن المستوى التعليمي في مدارس “أونروا” متدنٍّ جدًّا؛ بسبب غياب ما أسماه “الإستراتيجية التعليمية المنهجية التي تتوافق مع معايير المؤسسة الدولية”.
وقال: إن التعليم في مدارس “أونروا” إجمالاً ضعيف جدًّا وغير منهجيّ وهو ما يجعل التحصيل العلمي ضعيفًا جدًّا مستشهداً بنتائج الامتحانات الرسمية التي كانت حسب وصفه “صادمة وضعيفة” عادًّا ذلك مؤشراً خطيراً ودليلاً إضافيًّا على ضعف البرنامج التعليمي لـ”أونروا”.
ويرى أن الخطط التي تتحدث عنها “أونروا” ومسؤولوها هي خطط نظرية غير موجودة عمليًّا وقال: “على أرض الواقع لا يوجد أي شيء مما يُتحدث عنه”.
وكشف عن تقليص كبير طال الاحتياجات التعليمية لمدارس “أونروا” سواء على مستوى التجهيزات اللوجستية أو القرطاسية والكتب وقال: إن “أونروا” سابقاً كانت توزع القرطاسية كاملة على الطلبة إضافة إلى الكتب غير أنها حاليًّا لا توفر سوى الكتب “وبالحد الأدنى وبصعوبات ومشاكل دائمة”.
وفوق كل ذلك يشير “عبد الهادي” إلى اكتظاظ الفصول الدراسية بحيث يمكن أن يصل عدد الطلبة داخل الفصل الواحد إلى 50 طالباً أو أكثر علاوة على وقف عمليات التوظيف وتعويض المدرسين الذي يصلون إلى سن التقاعد.
وأشار إلى فصل 70 معلماً كانوا يعملون منذ سنوات على بند أحد المشاريع بذريعة أن ميزانية المشروع لم تعد متوفرة.
أونروا تردّ
مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” تواصل مع الناطقة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بلبنان هدى السمرة التي بدورها قالت: أونروا افتتحت العام الدراسي في 15 أيلول أي قبل أسبوعين وفي بداية العام الدراسي قد يحضر إلى المدراس أعداد أكبر من الأعداد التي خططت لها إدارة الوكالة لمعرفة عدد الصفوف والمعلمين الذين يجب أن يكونوا موجودين.
وأضاف: نحن ننظر بعد انتهاء أسبوعين من العام الدراسي لمعرفة أعداد الطلاب النهائي كي نعرف كيف نقسم الصفوف التي تتضمن أعدادًا كبيرة وما هو العدد الإضافي المطلوب للمعلمين لكي نوظف العدد المطلوب فوق العدد المتوفر حسب التخطيط لفتح المدارس.
وأشارت أن لدى “أونروا” خطة تطول كل الصفوف ولكن تحديدا خطة إضافية لتحسين نتائج شهادة المتوسطية “البروفيه” أي الصف التاسع والتي لم تكن وفق طموحاتنا مع أنها كانت قد شهدت تحسنا طفيفا بالنسبة للأعوام السابقة لكنها دون طموحات أونروا لأسباب أبرزها التعلم عن بعد في جائحة كورونا ووضعنا خطة لمساعدة الطلاب وسد الثغرات والمستوى.
وبالنسبة للبكالوريا الثانية أي الصف الثاني عشر فقد كانت النتائج جيدة جدا -كما تفيد السمرة- وفي بعض المدراس كان النجاح 100% والنسبة المتوسطة للنجاح في كل مدارس الثانوية التابعة لأونروا بلغت 95% ولكن في التعليم إجمالا وضعنا خطة لتحسينه رغم ضيق الموارد المتوفرة لدينا وفق حديث الناطقة باسم وكالة “أونروا”.
وقالت السمرة: تم توفير الكتب والقرطاسية وهناك كتب يجب أن تصدر عن وزارة التعليم بلبنان وهي كتب مدرسية لم تجهز بعد ولكن الكتب المتوفرة لدينا وكتب الإثراء تم توزيعها وستوزّع الكتب المتبقية حال تجهيزها من الوزارة بالدولة.
وأكدت أن “أونروا” تعمل على بناء مجمع مدرسي في نهر البارد شمال لبنان ولدينا خطط لبناء مدارس لمواكبة الأعداد المتزايدة للاجئين الفلسطنييين في لبنان؛ تماشيا مع الخطة التعليمية التي وضعتها.
وأوضحت أن أونروا مدركة لاحتياجات اللاجئين في لبنان حيث الوضع منهار على صعيد الوضع الاقتصادي والاجتماعي وهذا يزيد الأعباء على اللاجئين وبالتالي على أونروا.
وقالت: “برامجنا وخططنا تصطدم بنقص التمويل ولدنيا عجز شبه دائم والاحتياجات تتزايد والتمويل كما هو لا يرتفع ونحن نعمل بكثافة لجمع المزيد من التبرعات لكي ننفذ كل الخطط بما يتماشى مع احتياجات اللاجئين وطموحاتنا كوكالة دولية.
وبالعودة لملف الاكتظاظ قالت السمرة: “بالنسبة للصفوف الرقم الذي نستخدمه لأغراض التخطيط وعلى أرض الواقع لا نصل إليه هو 50 حدًّا أقصى في الفصل الواحد وعند بلوغ هذا الرقم نقسم الصف إلى صفين ولكن هذا لأغراض التخطيط ونادرًا ما نصل إليه”.
وأضافت: “وحسب مساحة الغرفة فبعض المدارس لدينا في الغرفة الواحدة 25 طالبًا وكما في المدارس الكبرى حيث الغرفة الأوسع هناك 40 طالبًا في الصف والعدد الأقصى هو 49 وعند بلوغ رقم 50 نقسم الأعداد”.
وتابعت: “نحن الآن في تأكيد الأعداد والحضور الفعلي وسنتنهي من هذه المرحلة الأسبوع المقبل وسيتم البدء بتقسيم الأعداد وملء شواغر المعلمين”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلي النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...

40 شهيدًا و125 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 40 شهيدا، و125 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى وإسرائيل من نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك هجومه على نتنياهو لما قال إنه بسبب سوء إدارته للحرب، في ظل تزايد خسائر...

الأورومتوسطي: خطة الاحتلال بشأن المساعدات “خدعة إنسانية” لتكريس الحصار والتجويع في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ الخطة الإسرائيلية المتداولة حاليًا بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة...