الأسير محمد الحلبي.. صاحب أطول محاكمة في التاريخ يُحكم بـ 12 عاما

على مدار سبع سنوات و172 جلسة محكمة كانت عائلة الحلبي تترقب بكل اهتمام ما يصدر عن تلك المحاكم، إلا أنّ المحكمة في كل مرة كانت تؤجل النظر والحكم في قضية ابنها الأسير المهندس محمد الحلبي.

اليوم، وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على الاعتقال، ووصول عدد جلسات المحاكمة للأسير إلى ما يزيد عن 172 جلسة على مدار سنوات اعتقاله، حكمت المحكمة الصهيونية على الأسير الحلبي بالسجن الفعلي 12 عامًا.

ويقول الدكتور حامد الحلبي، وهو شقيق الأسير المهندس، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إنّ محاكمة شقيقه هي الأطول في التاريخ؛ حيث تعقد المحكمة للحكم عليه للمرة 172، مبينًا أنّه حُكم عليه بعد كل هذه المدة وهذا العدد الكبير من الجلسات بالسجن 12 عامًا.

وأضاف: “سيبقى أخي المهندس أسدًا أمام الاستبداد مدافعًا عن براءته، وستبدأ هيئة الدفاع بالاستئناف على الفور”.

من هو الأسير الحلبي؟

الأسير محمد خليل الحلبي (44 عامًا) صاحب أطول محاكمة في التاريخ، وهو أب لخمسة أطفال، اعتقل في يونيو/ حزيران 2016، يتعرض لظروف اعتقاليه سيئة، ولا يسمح الاحتلال لذويه بزيارته منذ اعتقاله؛ حيث يقبع في سجن ريمون الإسرائيلي.

يعمل الأسير الحلبي مديرًا لمؤسسة الرؤيا العالمية، واعتقل بتهمة نقل أموال إلى حركة حماس رغم نفي “استراليا” للتهم الموجهة إليه، إلا أنّ الاحتلال يصر على تلفيق التهمة للمهندس الحلبي.

ورغم مطالبة أكثر من مؤسسة وجهة دولية، منهم المقرر الخاص لحقوق الإنسان “مايكل لينك”، والسكرتير العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، إضافة إلى برلمانيين من استراليا وكندا، بالإفراج عن الأسير الحلبي، إلا أنّ محاكم الاحتلال تستمر في التواطؤ وترسيخ الانتهاكات بحقّ الأسير الحلبي والمعتقلين كافة، عبر سلسلة من السياسات الممنهجة.

وكان نادي الأسير قد أكّد في وقتٍ سابق أنّ ما يجري في قضية الأسير الحلبي، يُشكل خطرًا على مصير العمل الحقوقي والإنساني، بما فيها من تفصيل لعملية الترهيب الواضحة للمؤسسات الحقوقية في فلسطين، وتُشكل قضيته بما فيها من تفاصيل تعسفية اختبارًا جديدًا للمنظومة الحقوقية الدولية، ولرسالتها الإنسانية؛ مطالبًا المؤسسات الدولية الحقوقية، بالضغط جديًّا على الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير الحلبي.

يُشار إلى أن الأسير الحلبي كان يعمل مديرًا لمؤسسة “الرؤيا العالمية”، ومنح مؤخرًا الدكتوراه الفخرية من مؤسسة أكاديمية في ألمانيا، لعمله الإنساني.

التعرض للتعذيب

واعتقل الحلبي في تاريخ 15 حزيران 2016، وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ ولتعذيب جسدي ونفسي، استمر 52 يومًا، وحُرم من لقاء محاميه، في محاولة للضغط عليه ونزع اعترافات منه، وما يزال يعاني من آثار التعذيب الذي تعرض له؛ حيث فقد ما نسبته 50% من السمع بسبب التعذيب.

يذكر أن الحلبي متزوج وأب لخمسة أطفال، وطالبت عدة جهات دولية بالإفراج عنه.

تهم أمنية!

مؤخرًا، أدانت المحكمة المركزية في بئر السبع، الأسير المهندس محمد الحلبي من قطاع غزة بعدة تهم “أمنية” بينها “التواصل مع وكيل أجنبي، والانتماء لحركة حماس، ونقل معلومات وحيازة أسلحة” وفق زعمها.

في المقابل، رفض القضاة شهادات للدفاع عن الحلبي بينهم موظفو مؤسسة “الرؤيا العالمية”، الذين نفوا ضلوع الحلبي في التهم المنسوبة إليه، وأن يكون قد تمكن من خداعهم، وبرروا (القضاة) بالقول “ربما يكون لديهم مفهوم خاطئ بأن مهنيتهم ستمنع دائما أي إساءة؛ لسنا في وضع يسمح لنا بتقديم المشورة التنظيمية، ولكن يجب الافتراض أن الانتهاكات ممكنة خاصة في قطاع غزة، سيما وأن للمؤسسة مصلحة كبيرة بألا تعترف بإمكانية أن يكون حلبي قد نجح في الالتفاف على آلياتها الرقابية، رغم إدراكنا بأنها تعارض بشدة إمكانية تحويل أموال إلى “منظمات إرهابية” لأن هدف المنظمة هو المساعدة الإنسانية في مختلف المجالات”.