السبت 03/مايو/2025

إطلاق النار بالضفة.. عمليات يومية تستنزف الاحتلال وتحطّم معنويات جنوده

إطلاق النار بالضفة.. عمليات يومية تستنزف الاحتلال وتحطّم معنويات جنوده

باتت عمليات إطلاق النار التي تستهدف قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، عملًا اعتياديًّا في الضفة الغربية رغم عملية “كاسر الأمواج” التي أطلقها الاحتلال نهاية شهر مارس الماضي.

العملية التي أثبتت فشلها، حاول من خلالها الاحتلال كسر مدّ المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، إلا أن المعطيات أثبتت فشله في ذلك.

وعملية “كاسر الأمواج”، جاءت بالأساس بسبب تزايد عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية، والعمليات الفدائية بالداخل، والتي أسفرت عن مقتل 20 إسرائيليًّا.

واستنفر جيش الاحتلال منذ إطلاق العملية نحو 25 كتيبة من القوات البرية للمساعدة في سد ثغرات في جدار الفصل، أي ما يزيد على ضعف عدد الكتائب المنتشرة في الضفة خلال الوضع الروتيني، بالإضافة إلى استنفار الوحدات الخاصة التي تقوم بمهمات الاعتقال والتصدي لخلايا المقاومة، إذ بلغ عدد القوات المستنفرة نحو خمسة آلاف جندي من الجيش، فضلاً عن ثمانية آلاف من أفراد الشرطة.

علاوة على الاستعانة بوحدة 8200، وسلاح الجو في مهام المراقبة والرصد، ناهيك عن كتيبة جمع المعلومات القتالية العاملة دائمًا في الضفة.

معطيات إسرائيلية

وكشفت معطيات عسكرية إسرائيلية نُشرت اليوم، ارتفاعًا كبيرًا في عمليات إطلاق النار على أهداف للاحتلال في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية عام 2022، مقارنة مع العام الماضي.

وقد نُفذ -وفق المعطيات التي نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت- 41 عملية إطلاق نار في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، وهو رقم غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة.

وأشارت المعطيات إلى أن عام 2015 الذي شهد انتفاضة القدس، نُفذ فيه 216 عملية منها 12 عملية إطلاق نار فقط، أما البقية فهي عمليات دهس وطعن وما شابه.

كما أظهرت المعطيات تنفيذ 104 عمليات في عام 2021، ربعها عمليات إطلاق نار، بينما نفذت 97 عملية في الضفة منذ بداية العام الجاري.

عمليات شبه يومية
الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، يقول إن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية.

وأشار في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن الازدياد هذا جاء بعد عملية “نفق الحرية” التي انتزع فيها 6 أسرى حريتهم من سجن جلبوع، في شهر سبتمبر 2021.

يقول: في عامي 2020 و2021 كان هناك معدل عمليتي إطلاق نار إلى أربع شهريًّا، أما الآن فما كان ينفذ خلال شهر بـ2021 ينفذ حاليًّا بـ3 أيام فقط.

وأكد عز الدين أن عمليات إطلاق النار بالضفة أصبحت شبه يومية، ولا نتحدث عن عمليات إطلاق نار عادية، بل هناك كثافة واضحة في حجم إطلاق النار.

وأوضح أن عملية “كاسر الأمواج” التي أطلقها جيش الاحتلال بالضفة قد فشلت بيومها الأول، وعندما بدأت كانت المقاومة محصورة في جنين، والآن انتقلت إلى نابلس وطوباس، وهناك مبشرات بانتقالها إلى رام الله والخليل وطولكرم.

يقول عز الدين: عندما اغتالوا الشيشاني في نابلس قالوا إنهم صَفُّوا خلية إطلاق النار بنابلس، إلا أن العمليات ازدادت، وأصيب قائد منطقة نابلس في جيش الاحتلال.

وتحدث ياسين عز الدين قائلا: إن الأهداف التي حققتها عملية كاسر الأمواج محدودة، وأهمها تقليص العمليات في الداخل المحتل، إثر تشديد الحراسة على جدار الفصل العنصري، وملاحقة العمال، وإغلاق الفتحات.

واستدرك قائلا: لكن في المقابل هنالك فشل ذريع في وقف تمدد المقاومة بالضفة، وهذا أخطر على المدى البعيد.

دور السلطة

وكشف أن السلطة تنسِّق مع الاحتلال من أجل إعادة الهدوء للضفة، وتفعل ذلك من خلال افتعال الصراعات الداخلية الفلسطينية، وإلهاء الناس في مشاكل مختلفة مثل القرارات بقوانين، والرواتب المقلصة.

وأضاف ياسين عز الدين، أن السلطة تكثف من الاعتقالات السياسية وملاحقة فصائل المقاومة، ومصادر تمويلها، والاعتداء على الفعاليات الوطنية مثل استقبال الأسرى.

وقال: صحيح أنها (السلطة) أصبحت أكثر ضعفًا وأقل قدرة على القمع والمنع، لكن الجو المسموم الذي تخلقه بممارساتها هو الأكثر خطورة.

أفق الاستمرار

وأكد أن أفق استمرار هذه العمليات أقوى مما كان في انتفاضة القدس عام 2015، لأنها باتت أكثر تنظيمًا، وعن حاضنة شعبية أكثر حماسة وانخراطًا في المواجهة.

ويعزز ذلك الضعف الشديد الذي وصلت له السلطة الفلسطينية، وانعدام الرؤية السياسية لدى الاحتلال المنشغل في صراعاته الداخلية، وفق عز الدين.

وقال: “إلا أننا لم نصل لمرحلة اللاعودة بعد، وجيش الاحتلال يواصل عمله حثيثا لإخماد الانتفاضة المتصاعدة وبالتنسيق مع السلطة”.

وأكد أن المطلوب من فصائل المقاومة؛ وخصوصًا حماس، استغلال الفرصة القائمة من أجل تحويل حالة المقاومة في الضفة إلى حالة دائمة ومستمرة.

وأشار إلى أن عمليات إطلاق النار تشكِّل عبئًا ميدانيًّا على الاحتلال، حيث نلمس الاستدعاء المستمر لوحدات الاحتياط في حرس الحدود والجيش، بالإضافة للخسائر المادية والبشرية.

ومضى يقول: “الأهم، هو العامل النفسي والمعنوي، لكن في النهاية فجوة القوة بيننا وبين جيش الاحتلال كبيرة جدًّا، لذا فإن المقاومة تستنزف الاحتلال، لكن بحدود حاليًّا، والعبرة في الاستنزاف هو الاستمرارية وليس الكثافة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...