دوافع التأييد الإسرائيلي الجارف للعدوان على غزة

منذ اللحظة الأولى التي افتتح فيها الاحتلال عدوانه على غزة، وحتى وقفه، أبدت الأوساط الإسرائيلية، ليست السياسية والعسكرية فقط، بل الإعلامية والشعبية والجماهيرية، تأييدًا لافتًا، لم يشهد تراجعًا، كما جرت عليه العادة في عدوانات سابقة، مما يطرح علامات استفهام حول سبب هذا التأييد والإسناد الذي حظي به الجيش والحكومة في استمرار عدوانهما.
تبنّت هذه الأوساط في عناوينها ونقاشاتها ومنتدياتها روايات الجيش وبلاغاته، دون التدقيق في صحتها، وأطلق معلقوها السياسيون والعسكريون العنان لأقلامهم لإعلان دعمهم الحكومة فيما تقرره، ولم يتردد بعضهم بإسداء النصيحة للجيش عما ينبغي عليه أن يفعل، وكأنها حرب الكل الإسرائيلي، وليس حرب لابيد وغانتس الانتخابية!
عاد حصول العدوان الإسرائيلي على غزة على إجماع واسع النطاق في صفوف الرأي العام الإسرائيلي، لأسباب عدة، نذكر منها اعتباره “حرب اللا-خيار”، التي جاءت نتيجة ما شهدته مستوطنات غلاف غزة من حظر تجول، أو يكاد، ووقوف دولة الاحتلال على قدم ونصف، لا سيما في الجبهة الجنوبية، طيلة الأيام الأربعة التي سبقت الحرب.
حتى أن القوى التقليدية التي دأبت على شقّ عصا الطاعة على “الإجماع القومي الصهيوني” حول الحرب، وهي ما تبقى من قوى اليسار، فإنها اليوم شريكة في الحكم، وبالتالي وجدت نفسها تؤيد العدوان، لأنها علمت في قرارة نفسها أنه الممر الإجباري لها كي تبقى في السلطة، حتى لو كان على حساب أشلاء الفلسطينيين، وأنقاض بيوتهم!
لا يحتاج المراقب إلى عناء كبير كي يدرك أنه منذ انتهت الحرب السابقة على غزة عام 2021، ساد بين الإسرائيليين على كل المستويات، مناخ عام يوحي للقاصي والداني بأن حربًا أخرى على غزة تلوح في الأفق شبه حتمية، بل مستحقة، غايتها الرئيسة استعادة قوة الردع، التي تبددت خلال معركة سيف القدس.
لا أنسى حين انتهت الحرب السابقة على غزة خلال ما سمي حينها بـ”هبة القدس” أن الانطباعات الإسرائيلية لم تتوانى عن الاعتراف بفشل الجيش في تحقيق أهداف عدوانه على غزة، والتأكيد على أننا “خسرنا معركة إستراتيجية أمام القطاع، وتآكلت قوة ردع الجيش بشكل دراماتيكي، ووجه خلال أحد عشر يوماً ضربات جوية وبرية وبحرية، لكن الحكومة ترددت في الحسم، وهذه الرسالة مدمرة بالنسبة لقوة الردع”.
الخلاصة أنه سرعان ما هدأ أزيز الطائرات، بدأ أصحاب الرأي الإسرائيلي المؤيد للحرب والعدوان على غزة، يثيرون تساؤلات حول ماذا بعد هذه الجولة العسكرية، وهل فور انتهائها بات الجيش على قناعة بأنه استعاد قوة الردع، أم لا تزال الشكوك تحيط به، كما اتضح في جملة من الآراء التي زخرت بها الصحافة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...