الأربعاء 26/يونيو/2024

صابرين شلدان.. نجاح في التوجيهي بعد 22 عاماً من الانقطاع الدراسي

صابرين شلدان.. نجاح في التوجيهي بعد 22 عاماً من الانقطاع الدراسي

منذ استشهاد ابنها البكر حمزة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مسيرات العودة قبل ثلاثة أعوام، لم تذق صابرين شلدان طعم الفرح إلا من خلال ما حققته ابنتها الكبرى “سميرة” بتوفقها بالثانوية العامة قبل نحو عامين.

ونظراً لأن فرحة النجاح لها مذاق خاص، أصرّت “أم حمزة” من غزة أن تعيدها إلى بيتها بعد غياب لسنوات عبر التقدم إلى امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي”.

نجاح بجدارة
شلدان غابت عن مقاعد الدارسة لأكثر من 22 عاماً، لكن ذلك لم يمنعها من تحقيق حلمها الذي طالما تمنت أن تراه في ابنها البكر “حمزة” الذي كان متفوقاً في دارسته قبل أن يرتقي شهيداً برصاص الاحتلال.

وقالت شلدان لوسائل الإعلام: “منذ عامين باغتتني الرغبة فجأة لتذوق طعم النجاح بالثانوية العامة بعدما رأيت ابنتي سميرة وفرحتنا بها وبنجاحها”.

وأردفت: “ظللت طوال العامين أفكر: هل أفعلها يا تُرى؟ وكان زوجي أبو حمزة سندي ومشجعي وملهمي الأول، فخطوت الخطوة وأنا بكامل ثقتي”.

واستطاعت “أم حمزة” أن تنتزع درجة النجاح بجدارة، فقد حصلت على معدل 76.6 بالفرع الأدبي في النتائج التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم السبت.

وأكّدت أن “قرار العودة لمقاعد الدارسة لا شك صعب، والتنفيذ مرهق، ولا سيما أنني ربة منزل ومسؤولة عن عائلة، ولكني فعلتها، ووازنت بين كل مسؤولياتي”.

وواصلت بالقول: “نظمت جدولاً يوميًّا لنفسي وسرت عليه بوافر الأمل، يبدأ يومي فجرًا بالدراسة، ثم بأعمال المنزل والطهو، ثم أخرج يوميًّا للمدرسة، وفي المساء أحتضن الكتب وأدرس”.

هواجس الخوف
وتضيف شلدان: “الخوف هو أكبر عدو للإنسان، حاربته بيقيني بالله بأنه لن يُضيعني، وثقت بنفسي، وشددت الأحزمة، وبدأت خطواتي نحو النجاح، فنلته”.

وتابعت: حين يعلم البعض أنني أدرس بعد انقطاع دام 22 عامًا تصيبهم صدمة متسائلين “كيف استرجعتي العلم؟!”.

وتابعت: “لم يهمني أي أحد، ويكفيني أني أريد ذلك، وحقيقة لم أكن منقطعة عن التعليم تماما بل كنت ألتحق بدورات لتحفيظ القرآن الكريم، وحصدت دورة في تأهيل السند، وهذا ما أفادني في رحلتي الدراسية للثانوية العامة”.

“يا ترى ما معقول أنجح؟” الأكثر الأسئلة الملحة التي كانت تدور في ذهن “أم حمزة”، لتؤكّد أنّ فترة الامتحانات مرّت صعبة، “ولكن تجاوزتها، بفضل الله أولًا، ثم زوجي الذي لم يتوان عن تقديم كامل حبه ودعمه المادي والمعنوي لي”.

ولم تقرر أم حمزة بعد ماذا ستدرس في الجامعة بعد النجاح في الثانوية العامة. وتتمنى لو كان ابنها “حمزة” حاضراً أو أنه مكانها في هذه المناسبة.

تقول: “وددت أن يكون ابني معنا في كل نجاح للعائلة، وتمنيت أن أفرح بنجاحه بالثانوية العامة، ولكن رصاص الاحتلال الغادر لم يمهله طويلاً، الحمد لله على كل حال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات