الجمعة 21/يونيو/2024

فلسطين ولبنان.. حين تتلاقى إرادات المقاومة بين الجيران

فلسطين ولبنان.. حين تتلاقى إرادات المقاومة بين الجيران

المقاومون في فلسطين ونظراؤهم في الجارة لبنان، رفاق تجمعهم وحدة المواجهة والتحدي مع احتلال تجاوز مؤخراً الخطوط الحمراء كافة.

جولة ولقاءات وفد حماس منذ أيام في لبنان، ولقاءات جمعت أركان العمل الوطني والسياسي اللبناني على مستوى القيادات اللبنانية والفلسطينية كافة في مرحلة يتجه فيها الصراع نحو النهايات.

وكان وفد حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية -رئيس المكتب السياسي- بدأ قبل أيام زيارة لدولة لبنان هي الثالثة خلال عامين، تعكس مدى اهتمام حماس بملف اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وتمتين علاقتها مع مقاومة لبنان.

وأكد هنية أن اللقاءات ستبحث التطورات السياسية بعد “انتصار فصائل المقاومة” خلال عدوان الاحتلال الأخير على غزة، وتداعياته الميدانية والسياسية.

ويحتل لبنان خصوصية في العلاقة مع الفلسطينيين؛ فهو أحد بلدان الجوار، ويضم عشرات آلاف اللاجئين في مخيمات لبنان، وتعمل على أرضه مقاومة حزب الله التي تتقاطع مع المقاومة الفلسطينية في أهدافها ضد الاحتلال.

وحدة برامج وعمل

دبلوماسية المقاومة مع رفاق البرامج والعمل نافذة لكثير من أروقة العمل الوطني والسياسي اللبناني؛ فواقع الجغرافيا والمعاناة التاريخية من الاحتلال تفرض نفسها على أجندة العمل الدائمة.

وتأتي زيارة هنية إلى لبنان استكمالاً للجولة التي تقوم بها حماس، وتشمل عدداً من الدول العربية والإسلامية، لاستعراض نتائج معركة سيف القدس وواقع القضية الفلسطينية ومستقبلها.

تدور عجلة التطبيع بين الاحتلال وأنظمة عربية بسرعة تحاول القفز كليًّا عن القضية الفلسطينية؛ الأمر الذي يحتم على محور المقاومة التصدي لبرامج التطبيع الأمنية والسياسية.

وكان هنية قال في تصريح صحفي قبل أيام: “زيارة لبنان تكتسب دائماً أهمية خاصة؛ لكونها فرصة للقاء المسؤولين بدءًا من رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة، عدا عن قادة الفصائل الفلسطينية وقوى المقاومة والأحزاب والفعاليات اللبنانية، وأبناء الشعب في المخيمات”.

ويؤكد مصطفى الصواف -المحلل السياسي- أن زيارة وفد حماس إلى لبنان برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لها عدة اعتبارات أهمها تمتين علاقة الفلسطينيين مع لبنان حكومة وشعباً وقيادات.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “على سلم الأولويات تعزيز العلاقة مع حزب الله أمنيًّا وعسكريًّا، فالولايات المتحدة وإسرائيل تحول المنطقة لحلف عسكري صهيوني ضد المقاومة، والمقاومة تحاول تعزيز قوتها”.

ويعيش في لبنان 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعا سكنيًّا، حسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017م الأمر الذي يكسبه أهمية كبيرة في ملف اللاجئين؛ وفلسطينيي الشتات.

ودعا وفد حماس الحكومة اللبنانية لإقرار الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين، حتى عودتهم إلى أرضهم في إطار الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تعصف بلبنان، والضغط على (أونروا) لتنفيذ برنامج طوارئ وإغاثي عاجل.

ومع انسداد الأفق السياسي للتسوية التي وقعت “إسرائيل” شهادة وفاتها سابقاً تبدو الصورة أكثر وضوحاً في المرحلة الحالية من الصراع، فالاحتلال يتنكر لجميع الحقوق الفلسطينية، والفلسطيني ليس له إلا الاعتماد على مقاومته المشروعة.

ويرى ذو الفقار سويرجو -المحلل السياسي- أن هجمة الاحتلال الشرسة مؤخرا على حقوق الفلسطينيين ترد عليها حماس بحراك رسمي وفصائلي وشعبي في لقاءات لبنان بهدف تقليل خطر محور “إسرائيل” المعادي للقضية.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المقاومة وسيلة وليست غاية، ومطلوب تعزيز المقاومة في مرحلة جديدة من المواجهة توحّد لغة سياسية للمقاومة في المعركة القادمة التي ربما تتعدد جبهاتها”.

أهمية المقاومة في محورها العام تكمن في محاولة فرض نفسها على مسرح الأحداث كأحد فواعل السياسة والميدان في الصراع مع الاحتلال باستمرار، ونافذة لبنان مشرعة دوماً لهذا المضمار.

الخصوصية في عمل المقاومة الفلسطينية والعمل الوطني الفلسطيني عامةً بين فلسطين ولبنان، تحاول حماس -حسب تحليل سويرجو- دفع عجلته على جميع الأصعدة سياسيًّا ودبلوماسيًّا ولوجستيًّا وتحشيد الرأي العام.

الردع والمواجهة

عادةً تعدّ جبهة الشمال لفلسطين المحتلة الأكثر سخونة في علاقة المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله مع “إسرائيل”، لكن فتيل الانفجار قصير مع جبهة الجنوب في غزة.

قبل عام وخلال معركة سيف القدس كانت المقاومة في لبنان تتابع ما يجرى في تطورات الميدان لحظة بلحظة من قمرة القيادة المشتركة التي تشكّل بدعم إيراني محور مقاومة يرفض واقع احتلال “إسرائيل”.

واستقبل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، هنية والوفد المرافق له. وقال بيان الحزب: إن الجانبين بحثا التهديدات في المنطقة، وأكدا تعاون المقاومة لخدمة المقدّسات والقضية الفلسطينية.

ويرى المحلل الصواف أن توقيت الزيارة مهم؛ لأنها تدلل على توافق دائم في فهم واقع وميدان المقاومة ومعركتها مع الاحتلال بعد تصاعد وتيرة تحالفات “إسرائيل” والولايات المتحدة في المنطقة وآليات التصدي للاحتلال.

ويتابع: “لقاءات حماس في لبنان خاصة مع المقاومة تعزيز لمحور قوى يساند مقاومة وقضية فلسطين في وقت تجرى فيه محاولة تصفية القضية الفلسطينية على يد محور إسرائيلي- أمريكي وآخرين.

تجمع مقاومة فلسطين ولبنان علاقة إستراتيجية مع إيران التي تشكل محوراً للمقاومة ترى فيه “إسرائيل” تهديداً إستراتيجيًّا لأمنها القومي منذ انسحبت من الجنوب اللبناني عام 2000م.

ويشير المحلل سويرجو أن الاحتلال يحاول الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية، وتحاول المقاومة تعديل المعادلة في الردع والمواجهة، فجبهة لبنان أهم جبهة تتقاطع مع فلسطين وطنيًّا وميدانيًّا وسياسيًّا.

خصوم “إسرائيل” على حدودها وخلال عدوان متكرر منذ عام 2006-2021م يبدون أكثر تطوراً من جهة الإمكانات الأمنية والميدانية ما أدى لتآكل مهم في قوة الردع الإسرائيلي.

ويؤكد المحلل سويرجو أن مقاومة لبنان تتمتع بخبرة كبيرة بعد نجاحها في دحر الاحتلال عام 2000م وعدوان تموز 2006م تستفيد منها مقاومة فلسطين بتواصل، وأصابع الاثنين على الزناد رافضين التطبيع.

قوة مقاومة فلسطين ولبنان تحتل موقعاً مهمًّا في معادلة الردع واحتمالات المواجهة إذا تزامنت الجبهات في معارك قادمة قد تكون أكثر أهمية إذا احتلت بعداً إستراتيجيًّا في ترسيخ مراحل فاصلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...