هنية: نعيش عصر الانتصارات وغزة تتجهز لمعركة إستراتيجية

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”: إن شعبنا اليوم يعيش عصر الانتصارات، والتحولات الإستراتيجية، وإن غزة المحاصرة تتجهز لمعركة إستراتيجية مع الاحتلال.

وفي كلمة له في المهرجان الجماهيري الحاشد لحركة حماس في لبنان بمدينة صيدا بعنوان “وسنراه قريبا”، قال: “في هذا الجمع تتعانق لبنان مع فلسطين، فلبنان شقيق الشعب الفلسطيني.. لبنان العروبة والمقاومة وحاضن الجرح الفلسطيني على مدار 74 عامًا”.

ووجه التحية إلى لبنان رسميا وشعبا ومقاومة، وقال: إن أهلنا في لبنان ومخيماتها هم صناع الثورة، وشرف لنا أن نكون بين شعبنا الفلسطيني في لبنان.

وأضاف: المطبعون والمفرطون والذين خانوا القضية يرون الأقصى بعيدا ونراه قريبا، متابعا: “نرى الأقصى قريبا؛ لأننا اليوم في عصر الانتصارات والتحولات التي يصنعها شعبنا ومقاومتنا”.

غزة وسيف القدس

وأكد أن غزة المحاصرة منذ 15 عاما والتي خاضت الحروب والمعارك ورفعت سيف القدس في وجه العدو، هي اليوم بمقاومتها وأهلها وقسامها وفصائلها المقاومة تتجهز لمعركة إستراتيجية مع هذا العدو الصهيوني.

وأوضح أن معركة سيف القدس شكلت تحولا إستراتيجيًّا في الصراع مع العدو.

وقال: إن الاحتلال المدجج بكل أنواع الأسلحة تتساقط عليه صواريخ القسام والمقاومة من غزة على تل الربيع وتدك كيانه.

وأكمل أن الضفة الغربية تنتفض من جديد وتحمل السلاح وتقف جنين القسام لتعلي راية المقاومة.

وتحدث عن مؤامرات على القدس، وأكد أن المرابطين أفشلوها بصمودهم، مؤكدا أن سيف القدس سيظل مشهرًا حتى تحرير القدس والأقصى وكل أرض فلسطين.

وقال هنية: القدس والضفة وقعت خلال السنوات الماضية تحت ضغوط لحرمان شعبنا من المقاومة والتخلي عن أرضه.

وأضاف أن الضفة بعد التعاون الأمني والمؤامرات تنتفض وتحمل السلاح، وتقف جنين القسام لتعلي راية المقاومة.

ووجه رئيس حماس التحية لشعبنا في الـ 48 الذين يتعرضون لمحاولات طمس الهوية لكنهم حافظوا عليها، وأصبحوا الحارس الأمين على القدس.

وأشار إلى أن أهلنا في الـ 48 خرجوا في معركة سيف القدس يرفعون رايات المقاومة ويهتفون للقسام، ووقفوا وقفة رجل واحد إسنادًا لغزة في المعركة.

وجدد التأكيد أن العودة باتت أقرب بفضل إرادة شعبنا في مخيمات الشتات، قائلا: “باقون على الثوابت حتى النصر والتحرير”.

وأكد أن شعبنا سيصنع النصر مع أهله في الضفة وغزة والخارج.

وقال رئيس حركة حماس: إن الكيان الصهيوني -اليوم- أمام مستقبل مظلم بفعل المقاومة الإسلامية، وإنه اليوم في حالة فوضى وتفكك سياسي، وهم أنفسهم يتحدثون عن خوفهم على مستقبلهم.

ونبه إلى أن أول الهزيمة للكيانات الاحتلالية والاستيطانية أنها تتفكك من الداخل.

ومضى يقول: شلّت أيماننا إن فرطنا بشبر من أرض فلسطين،  وينتظر العدو شلال من المقاتلين الأشداء، أصحاب البأس الشديد، ولقد رآهم الاحتلال في العمليات الاستشهادية.

حماس وسياساتها مع الدول ولبنان

وعبر عن تضامنه وحركة حماس مع لبنان في وجه سرقة الاحتلال الموارد الطبيعية والنفطية من البحر المتوسط.

وقال: الاحتلال يسرق الغاز من قبالة شواطئ بحر غزة، مؤكدا أن غاز غزة لأهلها ولفلسطين، “السلطة حرمت شعبنا وقطاع غزة من حقه من الغاز والثروات بفعل اتفاقياتها”.

وأكد هنية أن حماس لا تتدخل في الشؤون الدول العربية والإسلامية مطلقًا، وهذه سياسة حماس الثابتة.


وجدد التاكيد أن وحدة لبنان وقوته واستقراره هي من المصالح العليا التي يجب حمايتها والحفاظ عليها، لأن الأمن القومي للدول العربية وللبنان يعنينا.

وأشار إلى أن حماس منفتحة في مخيمات لبنان على كل الفصائل والعناونين، وقال: نحن أقوياء بشعبنا، وشعبنا قوي بمقاومته.

وقال: حماس وفية لوحدة الشعب الفلسطيني والعمل المشترك، ونحن من رفع شعار “شركاء بالدم شركاء بالقرار”.

ثوابت.. لا للتوطين

ومضى يقول: لا للتوطين ولا للتهجير وحق العودة مقدس، وهو حق بارز كالقدس، لطبيعية الصراع مع العدو.

وأوضح هنية أن هناك عصا ثقيلة يراد لها أن تضرب أونروا، ودعا الدولة اللبنانية لتقديم تحسينات في معيشة أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وعبر عن رفض حماس التوطين أو الوطن البديل في لبنان والأردن وسوريا؛ “لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين”.

وقال رئيس حركة حماس: اللاجئون في لبنان وغيره هم الدليل القطعي على أن شعبنا يرفض التوطين.

وجدد على ثوابت شعبنا بعدم الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، والتمسك بحق العودة، و”أقول لبايدن: كما مزقنا صفقة القرن في سلة المهملات، لن نسمح أبدا بأي مشروع لتصفية القضية”.

وقال: “لا يملك أحد في الكون حق التنازل عن فلسطين. فلسطين ليست للبيع، ونرفض التطبيع، ونشيْطنه من أي دولة كانت”.

ووجّه التساؤل للسلطة الفلسطينية بعد 27 عاما من التفاوض: “أين هي الدولة التي وقعتم من أجلها اتفاق أوسلو”.

وجدّد تمسك حركته بكل أنواع المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة، وتحدث عن قصف المقاومة الفلسطينية مطار اللد، ومن ثم مطار ريمون بصاروخ يحيى عياش، والذي يبلغ مداه 250 كيلومترًا.

وشدد هنية على تمسك حركته بالوحدة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير، ووحدة الشعب في الداخل والخارج.

وقال هنية: إن لدى القسام أربعة جنود، ولا يعرف عن اثنين شيئًا، “عندما نصل للصفقة سيعرف”، وعاهد الأسرى أن حماس ستعمل على تحريرهم مهما كانت التضحيات.

وأوضح أن حماس منفتحة على كل الدول، وفي مرحلة الاستئصال ستعمل على التموضع في محور المقاومة.