الأحد 23/يونيو/2024

دولة تحشد كل قوتها لإنجاز مسيرة.. عن أي سيادة يتحدثون؟!

دولة تحشد كل قوتها لإنجاز مسيرة.. عن أي سيادة يتحدثون؟!

3 آلاف شرطي، والمئات من عناصر المخابرات والشرطة السرية، انتشرت في أرجاء مدينة القدس المحتلة لتأمين مسيرة استفزازية لمستوطنين حاقدين، والغاية فرض سيادة مفقودة في مدينة محتلة منذ 55 عامًا.

خرج المستوطنون بصلفهم وإرهابهم، وجابوا شوارع المدينة المحتلة، ليعلنوا للدنيا أنهم أصحاب المكان، إلا أن حجارة المكان ومعالم المدينة أثبتت زيفهم، وليس بعيدًا قبة الصخرة التي تنبض بإسلامية المكان الخالص.

شتموا النبي محمد والعرب والمسلمين، وبصقوا على الإعلاميين، وسرقوا هواتفهم، وضربوا النساء والأطفال، وفوق كل ذلك انتهكوا حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية.

أرادت “إسرائيل” أن تظهر للعالم أن سيادتها على القدس كاملة غير منقوصة، وهو ما فشلت فيه وستفشل. المكان فلسطيني فقط، كيف لا وعلم فلسطين خرج يرفرف عاليًا فوق سماء مسيرتهم المزعومة لدقائق في مشهد استفز المستوطنين في باحات باب العامود.

ووضع الاحتلال الإسرائيلي جميع تشكيلاته العسكرية والأمنية على أهبة الاستعداد، ورفع حالة الطوارئ إلى الدرجة الرابعة، وهي الدرجة التي تسبق حالة الحرب.

وشارك أكثر من ثلاثة آلاف جندي ومقاتل من حرس الحدود التابعين لقوات الاحتلال، في تأمين مسيرة الأعلام والفعاليات الاستيطانية التي جرت أمس الأحد.

وفي القدس وحدها، جنّد الاحتلال 3000 عنصر إضافي، وثلاثة ألوية من حرس الحدود (4000 جندي)، إلى جانب مئات العناصر الأمنية بلباس مدني، وإقامة حواجز وكمائن أمنية ودوريات عسكرية في المداخل الرئيسة وداخل البلدة القديمة، ومعدات وإجراءت أمنية، لتأمين مسار المسيرة.

وجهز الاحتلال عناصره بميكروفونات لتوجيه المشاركين حال أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة صواريخها خلال المسيرة، ودفع بالآلاف من جنوده لإقامة منطقة عازلة بين المستوطنين المشاركين بالمسيرة ومحيط مسارها الفلسطيني.

وتزامنا مع مسيرة الأعلام، استدعت قوات الاحتلال عددا كبيرا من جنود الاحتياط ليكونوا على أهبة الاستعداد لتفجُّر الأوضاع في الضفة الغربية، إضافة إلى استنفار الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وتنفيذ حملات اعتقال ضد الفلسطينيين.

وحرّكت قوات الاحتلال الآليات العسكرية والفرق والمعدات العسكرية، لمواجهة أعمال المقاومة التي انتشرت في أكثر من 190 نقطة مواجهة في الضفة الغربية، وفرضت إجراءات أمنية مشددة على طول جدار الفصل العنصري؛ خشية من “تسلل” مقاومين.

وتكبد الاحتلال الإسرائيلي في إجراءاته واستعدادته الأمنية الضخمة، لتأمين مسيرة الأعلام، تكلفة مادية باهظة تقدر بمئات الملايين من الشواكل.

ولم تشفع هذه الإجراءات الأمنية الواسعة والتكلفة المادية الكبيرة، لتحقيق هدف الاحتلال الإسرائيلي بفرض سيادته على مدينة القدس المحتلة؛ إذ إن فلسطينيي الداخل المحتل عبّروا عن تمسكهم بقضيتهم الوطنية من خلال رفعهم العلم الفلسطيني، وتصديهم بصدورهم وثباتهم أمام قطعان المستوطنين.

الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، قال إنه لن تتحق  أي سيادة للاحتلال الصهيوني وفي أي جزء من الأرض الفلسطينية طالما بقي الشعب الفلسطيني يقاوم. 

وأضاف في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “يوم مسيرة الأعلام كان قاسيًّا تعمد الاحتلال فيه العدوان على مقدساتنا والإنسان الفلسطيني، ولكن كانت البطولة تتجلى في المقاوم الشعبية والتحدي برفع الأعلام الفلسطينية في عاصمتنا المحتلة القدس الواحدة الموحدة”.

وأشار إلى أن  الاحتلال حاول أن يمارس العنجهية ليثبت أنه موجود في هذه الأرض، لكن وجوده البشع عدوان مستمر، ولا اعتبار لهذا الوجود طالما أنه احتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...