ندوة بغزة تدعو لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة لإدارة المقاومة

دعا سياسيون وعلماء، لتشكيل قيادة فلسطينية وطنية موحدة تدير حالة الصراع والاشتباك المقاوم مع العدو الصهيوني في الضفة المحتلة والقدس، لإبقاء ديمومة الصراع والاستنزاف المتواصل للعدو.

وشدد هؤلاء، خلال ندوة سياسية حملت عنوان “القدس هي المحور”، نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية- مكتب فلسطين، اليوم الأحد (24-4)، بمركز رشاد الشوا الثقافي أنّ القدس هي المحور الذي يوحد المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.

ويوافق يوم القدس العالمي، الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، التي تأتي العام الحالي في إطار ظروف سياسية صعبة تمر بها القدس المحتلة، وتصاعد الانتهاكات الصهيونية بحقها.

حشد الطاقات
بدوره؛ طالب القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، بحشد كل الطاقات الفلسطينية في معركة تحرير القدس والأقصى، واستمرار الوحدة الوطنية والميدانية والمقاومة في مقارعة الاحتلال، مشدداً على أن “سيف القدس” ما يزال مُشرعاً لن يغمد.

وقال رضوان: “معركتنا مع المحتل مستمرة، وتنطلق من مبادئ عقائدية ووطنية وإسلامية؛ أما العقدي فهي تأكيدنا كمسلمين أن القدس هي عقيدة في ضمير الأمة، دونها أموالنا ودماءنا وأرواحنا”.

وحيّا القيادي الفلسطيني المقدسيين داخل المسجد الأقصى الذين أفشلوا طقوس ذبح القرابين واقتحام المستوطنين اليوم للأقصى، مطالباً بضرورة دعم المقدسيين، وحث على ضرورة التأكيد على الهوية الإسلامية وواجبنا تجاه معركة التحرير.

كما دعا السلطة إلى ضرورة وقف التنسيق الأمني، وإنهاء حقبة أوسلو، ورفع يدها عن المقاومة للدفاع عن الأقصى، مشدداً على ضرورة تحمل السلطة المسؤولية عما يجرى في القدس والأقصى.

وأكد رضوان أن يوم القدس العالمي يتزامن مع انتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية والاعتداء على شعبنا في الضفة القدس والأراضي المحتلة عام 1948، لوقف الثورة المتصاعدة، دفاعاً عن القدس.

قيادة وطنية موحدة
من ناحيته، دعا أحمد المدلل، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إلى ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة تدير حالة الاشتباك المقاوم في الضفة والقدس، مشدداً على أن المطلوب هو وحدة فلسطينية حقيقية تُحافظ على الثوابت، وفي مقدمتها القدس والأقصى.

كما حثّ على ضرورة تشكيل وحدة شعبية تحفظ حقنا في المقاومة بعد زيف الخيارات التي أكدت على أن الخيار الحقيقي هو خيار المقاومة، مطالباً رئيس السلطة أن ينفذ ما تم الاتفاق عليه في بيروت قبل سنة ونصف.

وأكد أهمية التشبيك بين الشعب الفلسطيني ونخبه السياسية والأكاديمية والدينية والإعلامية، على المستويات كافة مع أحرار الأمة العربية والإسلامية التي ما تزال القدس في أفعالهم وتوجهاتهم وقلوبهم.

وشدد المدلل على أن التاريخ يثبت أن القدس كانت هي المحور منذ 74 عاماً، حيث يواجه شعبنا عدوان الاحتلال، مبيناً أنّه يمثل رأس حربة لمواجهة المشروع الصهيوني ضد الأقصى والقدس، ويقدم تضحيات جسامًا، ويواصل حالة نضال بالرغم من كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.

وعن معركة سيف القدس، أكد القيادي المدلل أنها تشكل تحولاً جذريًّا مع الاحتلال الصهيوني، في وقت غابت القدس عن الأمة العربية والإسلامية، في إطار انقسام فلسطيني، وأوضاع صعبة في الأراضي المحتلة 48.

وبيّن أن معركة سيف القدس أكدت أن ما يُوحد الشعب الفلسطيني هو ميادين المقاومة؛ فقد وحدت شعبنا باتجاه القدس والأقصى، وأعادت القضية الفلسطينية من جديد، وأن هناك ثوابت لا يمكن التنازل عنها؛ أهمها المسجد الأقصى.

وبيَّن أن شعبنا أدى دوره بامتياز في معركة “سيف القدس”، ولم يستطع الاحتلال بكل جبروته أن يحمي المجتمع الصهيوني من ضربات المقاومة، لذا أصبح الاحتلال يحسب حسابات كثيرة لارتكاب أي حماقة.

ووجّه القيادي المدلل التحية للجمهورية الإسلامية إيران والخميني والخامنئي الذي جعل من الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً للقدس العالمي، حتى يحث ذاكرة الأمة العربية والسلامية نحو القدس التي تستباح يوميا من جانب الاحتلال.

الاشتباك الشعبي
ودعا هاني الثوابتة، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى ضرورة توحيد كل طاقات شعبنا، وتشكيل قيادة لمقاومة شعبنا تُدير الصراع، وتبقي ديمومة الصراع، لإبقاء العدو في استنزاف متواصل.

وأكد الثوابتة أهمية تعظيم الاشتباك الشعبي السياسي، في إطار وحدة فلسطينية، وفي إطار الإيمان بالشراكة والمقاومة، وتوظيف كل الطاقات والفعل الوطني المشترك، لتقصير عمر الاحتلال، والاقتراب من تحقيق أهداف شعبنا في الحرية.

وبيّن أن شعار “القدس هي المحور” هو تأكيد على أنها محور المواجهة والصراع مع الاحتلال.