السبت 10/مايو/2025

الحسن بن طلال: الأقصى في وجدان الأمة والاحتلال لن يُخضع الفلسطينيين

الحسن بن طلال: الأقصى في وجدان الأمة والاحتلال لن يُخضع الفلسطينيين

حذر الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، أن الاحتلال “الإسرائيلي” يسعى إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى عبر اعتداءاته المتكررة.

وشدد ولي عهد الأردن السابق، في مقال “مدينة السلام ودروب الآلام“، تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“، على أنه رغم كل شيء فلن ينجح الاحتلال في إخضاع الشعب العربي الفلسطيني الصامد، ولن ينجح العنف والترهيب في إضعاف الفلسطينيين وكسر إرادتهم وهم يقفون باسم الوطن والأمة وقفة رجل واحد.

وقال: اليوم تظهر من جديد طائفة من المقدسيين تحمي المسجد الأقصى بشّر بها النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: “يا رسول الله وأين هم؟” قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.

وأكد أنّ مسجدًا بحجم ومكانة المسجد الأقصى المبارك، لا يمكن إلّا أن يبقى حيّا في وجدان وضمير الأمة، فهو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، وهو المسجد الوحيد الذي اقترن اسمه بالمسجد الحرام في القرآن الكريم في سورة الإسراء.

وفي مقالته التي نشرها على صفحته على “فيسبوك” بعدما نشرتها صحيفة العرب اللندنية، وأعاد المركز نشرها قدم بن طلال مرافعة انتقد فيها ازدواجية المعايير التي تنتهجها الحكومات الغربية مع الأزمات في العالم.

ورأى أن ما حدث صباح الجمعة الثالث عشر من رمضان من اعتداء (الاحتلال) على المصلين الآمنين في المسجد الأقصى المبارك بعد صلاة الفجر ليس وليد اللحظة أو مبهمًا لأي طرف من الأطراف، ولم يأت فجأة دون مؤشرات أو مقدمات؛ فالعمليات العسكرية واقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية ووقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى كان حاضرا في ذلك المشهد الدموي المؤلم.

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال “الإسرائيلية” تسعى إلى استغلال انشغال العالم بما يجرى في العمليات العسكرية الروسية الأوكرانية لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتوسعية، منبهًا إلى أن هذا الانشغال العالمي يأتي على حساب القضايا الأخرى وفي صدارتها القضية الفلسطينية.

وقال: بالرغم من كون المسجد الأقصى منطقة محتلة وفق القانون الدولي إلا أن ازدواجية المعايير لكثير من الحكومات الغربية بقيت تحول دون اتخاذ مواقف منصفة للشعب الفلسطيني، وما الموقف الغربي تجاه ما يحصل في أوكرانيا إلا مثال على تلك الازدواجية.

وذكّر بأن المسجد الأقصى المبارك يتعرض منذ عام 1967 إلى اعتداءات إسرائيلية متواصلة، ولعل أبرزها محاولة إحراقه عام 1969، واقتحام أرئييل شارون لساحاته في سبتمبر عام 2000، وما أعقب ذلك من قتل للعشرات من المصلين وانطلاق لشرارة انتفاضة الأقصى.

وأشار إلى السلطات الاسرائيلية عمدت منذ سنة 1967 إلى العمل على تهويد ما يحيط بالمسجد الأقصى المبارك، ومن ثم وضعت إستراتيجية تهدف إلى خلق واقع جديد وفق خطة متدرجة تستبدل من خلالها (الوضع الراهن) للمسجد الأقصى المبارك.

وشدد على أنه من غير المقبول لأي طرف استغلال تزامن الروزنامة الدينية في سياقاتها الإسلامية والمسيحية واليهودية، مشيرًا إلى تزامن شهر رمضان المبارك، والجمعة العظيمة وأحد الشعانين وعيد الفصح المجيد المسيحي، وعيد الفصح اليهودي.

وقال: كان حريا لهذا التزامن أن يوسع إدراكنا ووعينا لإدارة الفضاء الديني بعيدا عن الاستغلال السياسي والتضليل العقائدي.

وأضاف: “يجب أن ندرك حجم التضليل الفكري والعقائدي الخارجي الذي شاب تاريخ القدس والقضية الفلسطينية عموما، وما نتج عنه من مواقف وقرارات خاطئة”، مشيرا إلى قول الباحث الأميركي إيان لوستيك في كتابه الأصولية اليهودية: “إن بعض الأميركيين يشاطرون كثيرين من الإسرائيليين الجهل والخطر بالعقائد”.

وأوضح أن المشكلة ليست ببعض المعتقدات الدينية المتعلقة باليهود، خاصة إذا كنا نتحدث عن اليهود العرب الذين عاشوا قرونا طويلة جنبا إلى جنب مع المسلمين والمسيحيين وغيرهم من أتباع الأديان في ظلال الحضارة العربية الإسلامية، وإنما تكمن المشكلة في الصراعات السياسية والمصالح المادية.

وشدد على أن “المعنى الحقيقي للحوار بين أتباع الأديان يتمثل أولا بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم. فلا يمكن للعقائد أن تتوافق وأتباعها يستغلونها لإدامة الظلم والاحتلال وفرض الأمر الواقع”.

وأشار إلى قيام السلطات الإسرائيلية عام 1980 بضم القدس وأعلنتها عاصمة أبدية وموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي بقي يعدّ “القدس الشرقية” مدينة محتلة.

وشدد إلى أن ظهور عدد من المجموعات الدينية المتطرفة والمختلفة، التي ارتبطت باسم “الهيكل” مثل حركة “أمناء جبل الهيكل”، وغيرها من التنظيمات أسهم في زيادة التحريض على الاعتداء على المسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات