105 شهداء في الثلاجات و256 في مقابر الأرقام

وثقّ تقرير أعدته وزارة الإعلام، ونشرته اليوم الاثنين، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تحتجز جثامين 105 شهداء في الثلاجات، بالإضافة لـ 256 شهيدا في “مقابر الأرقام”، منهم 9 أطفال، و3 سيدات، و8 أسرى أمضوا مدَدًا مختلفة في سجون الاحتلال.
وقالت الوزارة، في بيان، إنه منذ مطلع نيسان الجاري ارتقى 16 شهيدا وشهيدة في الضفة الغربية وداخل أراضي عام 1948، منهم سبعة محتجزة جثامينهم، وهم: نضال جعافرة، وصائب عباهرة، وخليل طوالبة، وسيف أبو لبدة، ورعد حازم، ومها الزعتري، وعبد الله سرور.
وأضافت، أن عدد جثامين الشهداء المحتجزة منذ مطلع العام الجاري -وفقا للبيانات الواردة من الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء- وصل إلى (13) شهيدا، منهم 3 من داخل أراضي عام 48.
ونبّهت إلى أن جريمة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين بدأت منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، واستمرت بعد عام 2015، رغم توقفها قليلا بعد 2008، في احتجاز بعضهم في ثلاجات الموتى.
وأكدت أن احتجاز الجثامين -التي تمثل حالات “قتل متعمد للمواطنين الفلسطينيين”، وهي “جرائم إعدام خارج القانون”- في “مقابر الأرقام” وثلاجات الاحتلال يشكل “امتهاناً للكرامة الإنسانية للإنسان في حياته وبعد موته، وعقوبة جماعية ومخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية ذات العلاقة”.
وأوضحت أن الاحتلال يتخذ الاحتجاز وسيلة لابتزاز أهالي الشهداء الذين يعيشون في قلق وخوف وترقب على مصير أبنائهم، وبلهفة أمل للّقاء الأخير.
ووفقا لمعطيات تداولتها الصحافة الإسرائيلية، فإن تلك المقابر تفتقد للحد الأدنى من المواصفات التي تصلح لدفن الأموات من البشر، حتى إن بعضها ربما يكون قد أزيل تماما من الوجود بفعل انجرافات التربة، كما أن الطريقة التي يتم فيها التعامل مع الشهداء الذين يدفنون فيها تبدو مهينة وتمس بكرامتهم، إذ يتم في أغلب الأحيان طمر الشهيد بالرمال والطين دون وضع عازل إسمنتي، كذلك يدفن أحيانا أكثر من شهيد في الحفرة نفسها، وربما تضم الحفر شهداء من الرجال والنساء.
وحسب التقرير، يؤكد باحثون فلسطينيون أن المقابر الأربع التي كشف عنها خلال السنوات الأخيرة، تقع داخل أراضي عام 1948، وهي مقبرة “جسر بنات يعقوب” التي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى حدود فلسطين ولبنان وسورية، وتضم رفات مئات الفلسطينيين واللبنانيين الذين قتلوا في حرب 1982 وما بعد ذلك وفيها قرابة 500 قبر؛ ومقبرة “بير المكسور” التي تقع في منطقة عسكرية مغلقة بين أريحا وغور الأردن، ويحيط بها جدار فيه بوابة حديدية معلق عليها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية “مقبرة لضحايا العدو”، ويوجد فيها أكثر من 100 قبر؛ ومقبرة “ريفيديم” في غور الأردن؛ ومقبرة “شحيطة” في قرية وادي الحمام شمال طبريا، وبالتحديد في سفح الجبل الذي شهد معركة حطين.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال أوقفت هذه السياسة عام 2008، و”لكنها عادت إلى ممارستها آليةَ ضبط وعقاب للفلسطينيين، بقرار من الكابينت” الإسرائيلي بتاريخ 13/10/2015، وفيما كان جيش الاحتلال يُفرج عن جثامين شهداء الضفة الغربية “بسهولة” أكبر، وضمن تقييدات أقل، كانت شرطة الاحتلال تفرض شروطاً قاسيةً مجحفةً على تسليم جثامين الشهداء حملة الهوية المقدسية، كاشتراط الدفن الفوريّ بعد تسلّم الجثمان، وتسليمه بعد منتصف الليل، وبحضور عدد قليل جداً من الأقارب، مع دفع كفالة مالية تصل إلى 6 آلاف دولار”.
وتابعت في تقريرها: في سبتمبر/أيلول 2019 أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يجيز للقائد العسكري احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين ودفنهم مؤقتا لأغراض استخدامهم مستقبلا كأوراق تفاوضية.
ثم أقر بنى غانيتس في ديسمبر 2021 سياسة عدم تسليم جثامين منفذي العمليات الفدائية بغض النظر عن نتائج العملية أو عن الانتماء الفصائلي للشهيد، ليسارع أعضاء في الكنيست بالدفع لتشريع قانون يخوّل شرطة الاحتلال احتجاز جثامين الشهداء، خاصة أن لا أساس قانونيا إسرائيليا يعطي الشرطة تلك الصلاحية.
ويرفض الاحتلال إعطاء معلومات عن أماكن احتجاز اغلب الجثامين، ومن أخطر الأمور المتعلقة بشهداء “مقابر الأرقام” هو ما يتم تداوله بين الحين والآخر عن استغلال الاحتلال لجثامين الشهداء، وسرقة أعضائهم واستخدامها في معالجة مرضى إسرائيليين، ولعل أشدها خطورة إنشاء “بنك الجلد الإسرائيلي” عام 1985 لعلاج الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا بحروق، بعد أن أفتى مجلس الحاخامات الرئيس بمشروعيته، وأثبت “البنك الوحشي” جدواه خلال الانتفاضة الثانية في إنقاذ حياة كثير من الإسرائيليين -على حساب جلود الشهداء الفلسطينيين- الذين أصيبوا أثناء العدوان على المواطنين الفلسطينيين والهجمات المستمرة والحروب، وفقا لمصادر طبية إسرائيلية متخصصة بعلاج الحروق.
وقد نشرت العديد من الصور خلال السنوات الماضية لشهداء احتفظ الاحتلال بجثامينهم في ثلاجات، وبعد تسليم تلك الجثامين ظهر واضحا أنها تفتقد لبعض الأعضاء، كما أنها قد تكون مخيطة بما يوحي أنها شقت من أجل إخراج بعض الأعضاء، الأمر الذي يقضي بضرورة ملاحقة الاحتلال قانونياً وفقاً لاتفاقية جنيف التي تنص على أن إخضاع الأشخاص لاختبارات طبية يشكل جريمة حرب أو انتهاكاً جسيماً، وما يجرى من نزع للأعضاء وغيرها تشبه بالضبط إجراء الاختبارات الطبية عنوة”.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء الفلسطيني قد أقر في 3/8/ 2008، عدَّ يوم 27 آب من كل عام يوماً وطنياً لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب؛ لممارسة الضغط الشعبي والجماهيري باتجاه تحرك فاعل لكشف مصير جثامين الشهداء والمفقودين، وتمكين ذوي الشهداء من استرداد جثامين أبنائهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حرائق كبيرة في إسرائيل والسلطة تعرض المساعدة
المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت حرائق كبيرة في كيان الاحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، وفشلت السلطات المحتلة في السيطرة عليه، في حين عرضت السلطة...

الاحتلال يصيب طفلاً في جنين وينصب بوابات حديدية جنوبي الأقصى
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل، اليوم الأربعاء، برصاص قوات جيش الاحتلال في جنين شمالي الضفة الغربية، فيما نصب الاحتلال حواجز عسكرية في...

أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية نفدت تماما
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت منظمة "أوكسفام"، وشبكة المنظمات الأهلية في غزة تزايد الأوضاع الإنسانية في القطاع صعوبة بشكل كبير منذ 2 مارس/آذار...

إغلاق مدارس الأونروا في القدس يهدد حق 800 طفل بالتعليم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إغلاق سلطات الاحتلال مدارس المؤسسة الأممية في...

مستشفيات غزة تستقبل 145 شهيدا وجريحا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 35 شهيدا، و109 إصابات وذلك خلال 24 الساعة الماضية جراء تواصل حرب...

برنامج الغذاء العالمي: غزة تواجه المجاعة و700 ألف بلا طعام
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد برنامج الغذاء العالمي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مبينا أن مخزون البرنامج من المساعدات...

العفو الدولي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة وانتهاك واسع للقانون الدولي بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام اتهمت منظمة العفو الدولية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية" في قطاع غزة،...