الأربعاء 26/يونيو/2024

مخطط ذبح القرابين وانتفاضة الضفة.. المركز يحاور شخصيات فلسطينية

مخطط ذبح القرابين وانتفاضة الضفة.. المركز يحاور شخصيات فلسطينية

أحداث دراماتيكية تعصف بالشارع الفلسطيني في ظل انتفاضة مستعرة ضد الاحتلال في الضفة الغربية وصدّ الانتهاكات الإسرائيلية هناك، إضافة لمخطط المستوطنين الإسرائيليين ذبح القرابين في باحات المسجد الأقصى في عيد الفصح العبري وما صاحبها من تحذيرات ودعوات للرباط فيه لإحباط المخططات.

المركز الفلسطيني للإعلام” حاور شخصيات سياسية ومختصة في هذا الإطار.

فقد أكد هشام قاسم، عضو القيادة السياسية لحركة حماس رئيس الدائرة الإعلامية في الخارج، أن تراجع الاحتلال المؤقت عن الخطوة المستفزة بذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى جاء بسبب مخاوفه من تهديد المقاومة بأنها لن تسمح بحصول ذلك، مهما كلف من ثمن، الأمر الذي دفعه بمختلف مستوياته السياسية والأمنية والعسكرية لإعادة النظر في قراره بالسماح للمستوطنين المتطرفين بارتكاب هذه الجريمة.

وأشار قاسم، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن ذلك لا يعني أن الاحتلال قد طوى صفحة أطماعه الخاصة بالقدس والمسجد الأقصى، بل قد يكون قرارًا مؤقتًا لتفادي أي رد فلسطيني شعبي ومقاوم على هذا الاستفزاز، ما يجعلنا في حالة جاهزية دائمة، واستنفار متواصل؛ للرد على أي خديعة قد يقدم عليها الاحتلال في الأقصى، في حال رأى أن الظروف قد تكون مناسبة له.

استمرار الروح الوطنية
وأوضح أن “ما تمر به الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، والضفة الغربية خصوصا، إنما يشكل استمرارا للروح الوطنية السائدة هناك، رغم ما عاشته من ظروف صعبة وضغوط كبيرة على المقاومة خلال السنوات الماضية، ولذلك رأينا تجلياتها تباعا في سلسلة العمليات الفدائية الأخيرة تارة، والحراك الشعبي الجماهيري الذي عمّ مختلف أرجاء الضفة الغربية تارة أخرى”.

وأضاف أن أحداث الضفة الغربية الجارية هذه الأيام، وفي شهر رمضان المبارك خاصةً، تؤكد أنها كانت وستبقى عنوانا للمقاومة، رغم ما لحق بها من أذى كبير طوال السنوات الأخيرة، لكن إشعال أي فتيل يخص واحدًا من ثوابت قضيتنا، لاسيما المقدسات، كفيل باستعادة الضفة لدورها التاريخي البطولي الذي عودتنا عليه منذ سنوات العياش المجيدة.

ورأى قاسم أن “الاستفزازات الاحتلالية في القدس المحتلة والمسجد الأقصى شكلت قمة جبل الجليد في التوتر الحالي، لكنّ هناك أسبابا وعوامل أخرى لا تقل خطورة، لعل أهمها استمرار استباحة الضفة الغربية من قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في محاولة فاشلة لفرض الوقائع على الأرض، لاسيما تلك الخاصة بالتوسع الاستيطاني على حساب أراضينا المحتلة”.

ونبّه إلى أن “هذه الأحداث شكلت ردا على مواصلة الاحتلال فرض حصاره الظالم على أهلنا في قطاع غزة للعام السادس عشر تواليًا، دون وجود بصيص أمل حقيقي ملموس لطيّ صفحته، فضلا عن حالة التغول الأمني التي تمارسها شرطة الاحتلال وحرس الحدود وأجهزة الأمن ضد أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة عام 1948”.

انخراط فلسطينيي الخارج
وختم بالقول: إن “هذه التطورات الميدانية على الأرض، أظهرت حجم انخراط فلسطينيي الخارج فيها، لاسيما على صعيد تضامنهم وإسنادهم للأراضي المحتلة، سواء من خلال التحشيد والدعم الذي شملهم في مختلف الساحات، ما يعني إفشالا للجهود المستمرة من العديد من الأطراف، وعلى رأسها الاحتلال، لفصلهم عن عمقهم الجغرافي والتاريخي في الداخل المحتل”.

أكد ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، أن تراجع الاحتلال الصهيوني عن ذبح القرابين في المسجد الأقصى دليل على نجاعة معادلات الردع القائمة بين المقاومة والاحتلال الصهيوني.

وقال عبد الهادي، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن هذه المعادلات أنتجتها المعارك السابقة مع الاحتلال، وبالذات معركة سيف القدس”، مشيراً إلى أن الاحتلال بات يحسب ألف حساب لكل خطوة يريد أن يخطوها سواء كان تجاه أهلنا في الضفة الغربية، أو القدس المحتلة، والداخل المحتل، أو الأسرى.

وأضاف: “اليوم معادلة الردع التي أنتجتها المقاومة في غزة تتحرك في كل الجغرافيا الفلسطينية وفي كل الملفات، خصوصاً أن المقاومة أوصلت تهديداً أكثر من مرة وبأكثر من صيغة وعبر أكثر من وسيط خلال الأيام الماضية للاحتلال الصهيوني حال أقدم على ذبح القرابين في المسجد الأقصى”.

وحول ما يحصل من أحداث في الضفة المحتلة أكد ممثل حماس في لبنان، أنه بمنزلة انتفاضة عسكرية مسلحة لشعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال، وذلك بالتوازي مع المقاومة الشعبية التي ينفذها الأبطال في الضفة.

وشدد عبد الهادي أن ما يحصل في الضفة هو تصعيد وبقرار من شعبنا الفلسطيني والمقاومة عبر تفعيل العمل العسكري، موضحاً أن الضفة -اليوم- تنتفض في وجه الاحتلال.

وقال: “ما شهدناه من عمليات ومواجهات مستمرة خصوصاً في جنين والقدس هو مؤشر ودليل على هذه الانتفاضة”، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يتحرك في هذه الهبة على مناخ وبيئة معركة سيف القدس.

وأردف قائلاً: “اليوم الجغرافيا الفلسطينية كلها تتحرك سواء في الضفة والقدس وغزة والداخل المحتل، وما يميز هذه المرحلة هو حصوله في الضفة الغربية من جهة لما تمثل من موقع عسكري مهم وأيضاً في أراضي 48”.

ولفت إلى أن “الاحتلال مرتبك جداً ويحسب ألف حساب لهذا التطور، ولا يعرف كيف يواجهه، وكل محاولاته لطمس هذه الهبة وهذه العمليات البطولية وهذه المواجهات المستمرة من المقاومين للاحتلال ستبوء بالفشل”.

وتابع: “كل ردة فعل صهيونية فيها مجزرة أو قتل أو إعدام ستؤدي إلى تفعيل وإشعال الانتفاضة العسكرية أكثر فأكثر، ونحن اليوم في مرحلة متقدمة من الصراع مع العدو الصهيوني”.

الاحتلال مخادع

وفي الأثناء، أكد المختص في شؤون القدس، عبد الله معروف، أن الاحتلال الإسرائيلي تراجع إعلامياً عن موضوع السماح للمستوطنين بذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك، مشيراً إلى وجود ربط واضح بين تحذيرات المقاومة وفعاليات القدس له ونفيه السماح للمستوطنين بإقامة طقوسهم. 

وقال معروف في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال الإسرائيلي مخادع، والرباط في المسجد الأقصى واجب، وعلينا الاستعداد والحشد للرباط والدفاع عنه وعن باحاته من مخططات المستوطنين”. 

وأردف بالقول: “الاحتلال، وفي سياق ما يجرى على الأرض في المسجد الاقصى المبارك من استعدادات وحشد، يحاول امتصاص الغضب الجماهيري، ويحاول خداع المجتمع الفلسطيني والفصائل الفلسطينية لدفعها إلى عدم اتخاذ أي موقف وعدم الاستعداد المسبق لما يمكن أن تفعله الجماعات الاستيطانية”. 

وأضاف: “على ما يبدو أن حكومة الاحتلال تحاول إخراج نفسها من هذه الإشكالية عبر الادعاء بأنها ليست المسؤولة عن ما يقوم به أفراد الجماعات المتطرفة”، مؤكداً أن الأمر خدعة لا أظنها تنطلي على أحد من الفلسطينيين أو على الفصائل الفلسطينية. 

وأوضح معروف أن الإعلان الإسرائيلي يأتي “فعليا للخديعة، وتصريحاته جرّبها المقدسيون سابقاً، ومنها لا ننسى محاولة أو خديعة مكتب بنيامين نتنياهو في عام 2019م، غداة اقتحام عيد الأضحى المبارك عندما كان قد أعلن مكتبه رسميًّا أنه لن يسمح بالاقتحامات داخل المسجد الاقصى المبارك في يوم عيد الأضحى المبارك”. 

وأشار إلى أنه فعليًّا وبعد خروج المسلمين بعد انقضاء صلاة العيد من الأقصى المبارك فوجئوا جميعاً بأن مكتب بنيامين نتنياهو، أعلن فجأة السماح للمستوطنين الذين كانوا متجمهرين خارج باب المغاربة، وتبين لاحقا أنهم كانت لديهم معلومات من شرطة الاحتلال تفيد بأن مكتب رئيس وزراء الاحتلال سيسمح لهم بالاقتحام بمجرد مغادرة المصلين. 

ولفت إلى أن ذلك المخطط حدث بالفعل في المسجد الأقصى المبارك، وكانت له غصة، ليؤكد وجود تنسيق مع الاحتلال والمستوطنين وألا يصدق وعود الاحتلال الباهتة. 

وحذر المختص في شؤون القدس من تنكر المستوطنين بزيّ عربيّ لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، قائلاً: “لا أظن أن الاحتلال سيمنع المستوطنين من محاولة تقديم القرابين في المسجد الأقصى المبارك، وعلينا ألا نثق بوعود الاحتلال”. 

وأضاف: “لا ينبغي الوثوق بوعود الاحتلال، ولا ينبغي الوثوق بادعاءات مكتب بينيت، وعلينا مواصلة الاعتكاف داخل المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة وحمايته بالكامل خلال طوال مدّة عيد الفصح من أي محاولة فردية أو جماعية لاقتحام المسجد”. 

وأشار إلى أن ما شهدناه طوال السنوات الماضية، يثبت أن الاحتلال مخادع، وعلينا ألا ننخدع مرتين في قضية المسجد الأقصى المبارك، وينبغي لشعبنا أن يفهم أن الحل الوحيد بيده في المسجد الأقصى المبارك وهو البقاء في المسجد وحمايته بجميع الطرق الممكنة”.

جرائم الاحتلال

كما أكد الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أحمد محيسن، أن “على هيئات المجتمع الدولي وأبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم التحرك الفوري من أجل تشكيل ضغط حقيقي على الاحتلال، لوقف جرائمه المتصاعدة ضد أبناء شعبنا ومقدساتنا وأسرانا”. 

وشدد محيسن، في بيان تلقاه “المركز الفلسطيني للإعلام“، على “ضرورة تكريس وحدة صف أبناء شعبنا بكل مكوناته في الوطن والشتات، يداً بيد وكتفا بكتف في الدفاع عن حقوق شعبنا أمام غطرسة قوات الاحتلال”.

وطالب “بوقف الانتهاكات اليومية للمدن والبلدات الفلسطينية، وكذلك الإعدامات الميدانية والحصار وهدم البيوت، ومخططات اقتحام المسجد الأقصى والإعلان عن ذبح القرابين في ساحاته”.

ورأى المتحدث الرسمي باسم كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية، النائب الفلسطيني مشير المصري، أن “القدس خط أحمر، والمساس بها لعب بالنار، والعدو الإسرائيلي سيدفع ثمن حماقاته غالياً”.

وشدد المصري في تصريح مكتوب، تلقاه “المركز الفلسطيني للإعلام“، اليوم الخميس، على أن “الشعب الفلسطيني يتابع من كثب تطورات الأحداث الجارية خاصة في مدينة القدس، وتهديدات الاحتلال المتصاعدة بحق المسجد الأقصى”.

وقال: إن “تهديدات الاحتلال تأتي في سياق الإرهاب الصهيوني المنظم للنيل من حقوقنا التاريخية وثوابتنا الوطنية، ومحاولة استغلال الوقت تحت مظلة التطبيع العربي والتنسيق الأمني لفرض وقائع تاريخية”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...