الأربعاء 26/يونيو/2024

جنين.. حرب الاحتلال بـالبارود والحصار

جنين.. حرب الاحتلال بـالبارود والحصار

منذ سنوات، يحاول الاحتلال الإسرائيلي اقتلاع جذوة المقاومة التي تحتضنها محافظة جنين ومخيمها، بعدما دمره في معركة 2002م، إلا أن تلك المحاولات باءت على مر السنوات بالفشل، أمام زيادة وتيرة العمليات الفدائية.  

معركة جنين وفي ذكراها الـ20، دشن الاحتلال معركة أخرى يهدف من خلالها إلى تحقيق نفس الأهداف التي انطلقت من أجلها المعركة في 2002م، والتي عنوانها في 2022 الحرب الاقتصادية توازياً مع الملاحقة العسكرية.  

ووفق متابعة “المركز الفلسطيني للإعلام“، فإن الحصار الاقتصادي أعلنه منسق الاحتلال، وتشمل تضيقًا اقتصاديا شديدًا. 

ويوجد في مدينة جنين، الآلاف من التجار والعمال الذين يذهبون كل صباح إلى العمل في الأراضي المحتلة عام 1948م، لدى أرباب العمل اليهود أو لدى أرباب العمل العرب، نظراً إلى الميزات التي تحكم موقع مدينة جنين جغرافيًّا.  

وتلاصق مدينة جنين، جارتها مدينة الناصرة المحتلة، والتي تبعد عشرين كيلو متراً عن مركز مدينة جنين، إضافة إلى مدينة أم الفحم، وعشرات القرى الفلسطينية المحتلة، والتي لا يفصل بينها وبين قرى جنين سوى جدار الفصل العنصري.  

ويحاصر الاحتلال جنين من 3 جهات، عبر جدار الفصل العنصري، هي الجهة الشرقية والشمالية والغربية، ويوجد من الجهة الرابعة عدة بوابات هي بوابة الجلمة وكيفون وبرطعة.  

وفي أعقاب العمليات الفدائية في جنين، قرر وزير جيش الاحتلال، بعدم السماح بدخول التجار وكبار رجال الأعمال (BMC) من سكان منطقة جنين لأراضي الداخل المحتل، وعدم السماح بدخول وخروج فلسطينيي الداخل المحتل (في السيارات أو مشيًا) عبر معبري الجلبوع وبرطعة.  

ووفق القرارات التي أعلنها منسق الاحتلال، فإنه سيتم إيقاف نقل الركام الصخري بطريقة DTD عبر المعابر في محافظة جنين، ولن يُسمح بالزيارات العائلية للفلسطينيين من سكان منطقة جنين، (في نطاق 5000 التصريح التي تمت الموافقة عليها).  

تأثير القرارات  

سائد الكيلاني، رئيس بلدية رئيس بلدية يعبد، أوضح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الحصار الإسرائيلي الكامل على محافظة جنين وقراها ومدنها ومخيمها، يؤثر بشكل كبير على أهالي المحافظة وتجارها.  

وقال: “هناك خسائر كبيرة رصدتها الجهات المختصة، وهي مبالغ مالية تزداد مع استمرار الحصار الإسرائيلي، عدا عن التأثير الميداني والاجتماعي على المحافظة ومدنها”.  

وأضاف: “الحصار جاء في ظل شهر رمضان المبارك، والذي يمثل موسماً اقتصاديًّا يساعد الأهالي في تحصيل قوت يومهم، وتقديم منتجاتهم وتسويقها داخل وخارج المحافظة، إضافة إلى إيقاع الفقر على آلاف العمال والتجار الذين يعملون يوميا في الداخل المحتل”.  

وتطابقاً لما تحدث به الكيلاني، أوضح أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، أن سلطات الاحتلال منعت خروج عُمّال جنين إلى الداخل المحتل بالمطلق، مشيراً إلى أن منشورات وزعت على المعابر، تُحذّر من التعامل مع أي عامل من المحافظة.  

وقال سعد: قيمة خسائر عمال المحافظة، بسبب القرار لا تقل عن 120 مليون شيكل شهريًّا، خاصة من العمال الذين اشتروا تصاريح من “سماسرة” بقيمة من 2000 – 3000 شيكل مؤخرًا، ومُنعوا حاليًّا من العمل في “إسرائيل”.  

تحدي وصمود!  

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في مدينة جنين أسامة الحروب، أن فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً اقتصاديا وميدانيا على محافظة جنين ومخيمها لن ينال من عزيمة أهلها أو مقاوميها.    

وقال “الحروب”، في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن سياسة الحصار لن تنجح في إفشال خيار المقاومة الذي يحمله أهالي جنين، ويحتضن أهلها المقاومين الساعين إلى نيل حقوق الشعب الفلسطيني”.
 
وأضاف: “الاحتلال يحكم إغلاق مدينة جنين التي يحدها الجدار الفاصل من 3 جهات، من الجهة الشرقية ومن الجهة الشمالية والجهة الغربية، ويحاصرها الاحتلال من البوابات مختلفة هي بوابة الجلمة ومعبر كيفون، ومعبر دكان أو ما يسمى بمعبر برطعة”.    

وأردف بالقول: “إغلاق الاحتلال لفتحات الجدار والبوابات سيؤثر كثيراً على اقتصاد المواطنين وأرزاق الناس، ليضرب من خلاله الحاضنة الشعبية للمقاومة، وليتحول المواطن من محتضن لها إلى كافر بالمقاومة ونهجها وبأشكالها كافة”.    

وشدد الحروب، أن وعي المواطن الفلسطيني وانتماءه الحقيقي لمقاومته يفشل سياسة الاحتلال، قائلاً: “دليل فشل سياسة الاحتلال، خروج الجماهير بمسيرات تشييع الشهداء بعشرات الآلاف، وهذا يدلل على أن شعبنا الفلسطيني بخير، والحاضنة الشعبية بخير”.    

وتابع: “الإجراءات الاحتلالية لن تزيد المواطن الفلسطيني الا إصراراً، ولن يستطيع الاحتلال أن يفصل ثلاثمائة ألف مواطن جنيني عن الجسد الفلسطيني، ولن يستطيعوا أن يحولوا فكر هذه المحافظة الصغيرة بحجمها الكبيرة بفعلها وأدائها”.    

وأشاد ببطولات الشهداء والمقاومين الذين حملوا لواء المقاومة خلفاً لآبائهم الشهداء والأسرى، مشيراً إلى أن الاحتلال لن يستطيع أن يسجن جنين مهما فعل من إجراءات وصعّد من الاعتداءات على أرزاق الناس وعلى أرواح وبيوت المواطنين”.    

أساليب قديمة جديدة!  

واستذكر الحروب، أن الاحتلال مارس أساليب الحصار ضد جنين في سنوات الانتفاضتين الأولى والثانية، مؤكداً أن هذه التصدي، ومقاومة هذه السياسة، يحملها المواطن الفلسطيني في جعبته.    

وقال: “أرضنا طيبة مباركة، ولن يموت أحد من الجوع؛ بل إن الإسرائيلي نفسه سيطالب بفتح المعابر؛ لأن جنين تؤثر كثيرا على أرباب العمل في الداخل المحتل، فالآلاف من العمال الفلسطينيين يتدفقون يوميا إلى الداخل الفلسطيني، وأرباب العمل لن يستغنوا عنهم”.    

وشدد، أنه ورغم الحصار الإسرائيلي، فإن المقاومة يوما بعد يوم تكتسب مساحات ومواقف ومواقع جديدة، قائلاً: “يكفي المقاومة أن حاضناتها الشعبية موجودة، وهي تمدها بكل أسباب البقاء، وتحميها وتنتفض معها في أي مواجهة”.    

وذكر أن المواطنين يحملون لواء المقاومة مدنيين وعسكريين، فمنهم من يطلق النار في نفس الوقت، وهناك من يلقي الحجارة، وهناك من يفتح منازله للمقاومين، ومنهم من يمد المقاومين بالمعلومات.    

وأوضح أن هذه الأدوار يؤديها المجتمع المحلي في مؤازرة المقاومة، يبشر أن هذه هي أهم ركيزة عمل للمقاومة، وأن المقاومة بخير، وتستطيع أن تحمي المواطن الفلسطيني.    

وقال: “المقاومة عملت على حماية عائلة الشهيد رعد خازم، بفعل قوة الحاضنة الشعبية التي أثبتت ولاءها وانتمائها وحبها العقائدي للمقاومة ولرجال المقاومة”.    

ويرى القيادي في “الجهاد”، أن “مدينة جنين التي لم تضع سلاحها منذ عام2002، لن تستسلم وستبقى على الخط بدماء أبنائها وآهات أسراها وبأهلها الطيبين، وستبقى على الدوام منارة للشعب الفلسطيني”.   

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...