فلسطينيو أوروبا ينظمون نشاطات وطنية وقانونية إحياء ليوم الأرض

أحيا اللاجئون الفلسطينيون في القارة الأوروبية العديد من الفعاليات الوطنية والشعبية والجماهيرية بمناسبة الذكرى السنوية السادسة والأربعين ليوم الأرض.

فقد دعت هيئة المؤسسات والجمعيات الفلسطينية والعربية في العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في الاحتشاد الجماهيري الذي شارك به العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والمتضامنين مع القضية الفلسطينية من الألمان إحياء لهذه الذكرى، ورفعوا اليافطات بالعربية والألمانية التي جسدت تمسكهم بالأرض والهوية، ورفعوا شعار “حق العودة غير قابل لتفاوض”، وخلال الوقفة وجه رئيس الهيئة ماجد الزير رسالة لأهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل، أكد فيها صمود ووحدة شعبنا، وتمسكه بالمقاومة.

أما في إيطاليا، فقد عقدت رابطة المرأة الفلسطينية في أوروبا أمسية مرئية تراثية بعنوان “الأرض أمُّنا والتراث الخالد عشقنا”، شارك فيها عدد من الفنانين الفلسطينيين، حيث استمعوا للنشيد الوطني الفلسطيني.

واستعرضت الكاتبة آلاء سعيد كتابها “صابون” الذي يتحدث عن حياة الشباب الفلسطيني، وتمسكهم بأرضهم، وتجذرهم فيها، وبقائهم بالأرض، وصمودهم أمام طغيان المحتل الإسرائيلي.

كما جرى الحديث عن نشاطات المرأة الفلسطينية في أوروبا، لاسيما في المطبخ الفلسطيني الذي ما زالت رائحته تربط الفلسطينيين بالأرض والهوية ومسقط رؤوس أجدادهم، واستعرضت الشيف أمل خليل عددا من الأكلات والحلويات الفلسطينية التي نقلتها إلى أوروبا مثل “المفروكة والملافيف والهيطلية”، مؤكدة أنها لا زالت تزين موائدهم في أوروبا.

ومن غزة، قدمت عبير البكري، عضو جمعيات رائدات المستقبل، عرضاً للمطرزات الفلسطينية من أثواب وعباءات ومحافظ، تحدثت عن أهمية المطرزات الفلسطينية في المحافظة على التراث، وكفاية العائلة الفلسطينية، واحتوائها من الضياع.

ومن إيرلندا عرضت الفنانة الفلسطينية سناء الهباش مجموعة من الأعمال اليدوية والرسومات، التي جسدت التغريبة الفلسطينية، ومعاناة الإنسان الفلسطيني الذي عاشها في الحقبة الماضية، ومن العاصمة النمساوية فيينا قدمت فرقة جذور وصلة للدبكة الفلسطينية بالزي الفلسطيني.

على الصعيد القانوني، أحيا مركز العودة في لندن سلسلة فعاليات بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الأرض الفلسطيني، وتتويجها بفعالية تحت عنوان “النضال المشترك: أيرلندا وفلسطين”، تخللتها جولة ختامية في مدينة ديري الإيرلندية، وترأس الفعالية ممثل عن مجموعة تضامن محلية مع فلسطين في ديري.

وتحدثت في الفعالية جنى جهاد الناشطة الفلسطينية كونها أصغر صحفية في العالم عن أهمية يوم الأرض للفلسطينيين، ولكونه علامة فارقة في تاريخهم منذ نكبة 1948 من ناحية مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم، وأشارت لمواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلب أراضي الفلسطينيين بهدف بناء المستوطنات، وزيادة أعداد المستوطنين على حساب أصحاب الأرض الأصليين.

فرح قطينة تحدثت نيابة عن مركز العودة، عن الوضع الصعب الحالي الذي يواجهه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدت أهمية دعم حق العودة، بعدِّه أحد مصادر العدالة الوحيدة المتبقية للفلسطينيين.

وذكر الناشط الأيرلندي وعضو مجلس ديري، غاري دونيلي، التاريخ المشترك الطويل بين الشعبين الإيرلندي والفلسطيني، منتقدا ازدواجية المعايير لدى الحكومة البريطانية التي أظهرت دعما مطلقا لأوكرانيا في أزمتها مع روسيا، في حين تقدم دعما مشروطا إلى حد ما لفلسطين.

كما نظم مركز العودة فعالية بمدينة تيرون الإيرلندية بمشاركة متحدثين ومتضامنين، أعلنوا دعمهم الكامل للاجئين الفلسطينيين، وحقهم بالعودة لأرضهم التاريخية، وأكد الناشط الأيرلندي والسجين السياسي السابق تومي مكيرني دعمه القاطع لحق العودة للفلسطينيين، وطالب بتحقيقه على الفور.

وأحيا المركز مناسبة يوم الأرض بفعالية في مدينة بلفاست الإيرلندية، تحدث فيها الناشط الأيرلندي مارتن رافيرتي، من حركة “سيادة المقاطعة 32″، وقارن أوجه الشبه بين النضالين الإيرلندي والفلسطيني، وأشار إلى العلاقة القوية التي تربط الشعبين.

وتوج المركز فعالياته بيوم الأرض في وقفة جماهيرية (رالي) رمزي وسط مدينة ديري؛ لزراعة شجرة الزيتون التي ترمز إلى تجذر الفلسطينيين بأرضهم، مع لوحة تذكارية رمزية.