هل انتهى دور وكالة الأونروا في لبنان وما هي البدائل المحتملة؟!

بعد مؤتمر مدريد عام 1991 واتفاق أوسلو عام 1993 وتأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، تراجع دور وكالة الأونروا في لبنان، وبدأت تقليص موازنتها وتخفيض خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وبدأت خطة لدمج المراكز والمدارس والأعمال.

هذه الممارسات أحدثت قلقا كبيرا عند اللاجئين الفلسطينيين وصار هناك تخوف من إغلاق “أونروا”، التي استمرت بأعمالها لكن بوتيرة ضعيفة وتراجع متواصل.

في السنوات القليلة الماضية، صدرت عدة مؤشرات عن احتمال إنهاء عمل الأونروا نهائيًّا، ومن هذه المؤشرات، وفق تقرير نشره “لاجئ نت”:

وقف غالبية الدول تبرعاتها لـ”أونروا”، التراجع الهائل في خدمات وتوظيفات ومشاريع الأونروا، قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وقف تبرعات واشنطن للأونروا، توقيع واشنطن مع الأونروا على اتفاق الإطار، اتهامات دولية للأونروا بالفساد، فشل النداءات التي وجهتها الأونروا لجمع أموال لسد العجز الذي فاق مليار دولار، وعدم تجاوب دول أساسية معها..

وهناك الكثير من المؤشرات الأخرى.

يضاف إلى ذلك أن مسؤولي الأونروا في أكثر من دولة ومنهم مسؤولها في لبنان قالوا في جلسات خاصة، إن الأونروا تتجه للأغلاق النهائي في لبنان.

ما هي السيناريوهات المتوقعة:

السيناريو الأول: بقاء الأونروا

قد تبقى الأونروا تعمل وتقدم خدماتها لكن بفاعلية قليلة ودور متراجع وعجز دائم وعدم قدرة على التطوير.

السيناريو الثاني: إغلاق شامل

قد تتجه “أونروا” بسبب الأزمة المالية والمواقف السياسية الدولية والإقليمية إلى إغلاق كامل مؤسساتها وإنهاء خدماتها، لكن هذا يسبب أزمات كبيرة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وللدولة اللبنانية.

السيناريو الثالث: نقل الإدارة والدور

قد تتجه الأمم المتحدة إلى التفاهم مع الدولة اللبنانية على نقل كيان ودور ووظيفة “أونروا” إلى الحكومة اللبنانية، التي تتولى دمج اللاجئين الفلسطينيين في إطار خدماتها الصحية والتعليمية، مقابل حصول الدولة اللبنانية على دعم مالي دوري من الأمم المتحدة، دون توطين اللاجئين في لبنان.

طبعا هناك عوامل كثيرة تؤثر في هذه السيناريوهات ومنها: المواقف الدولية، والدور الإسرائيلي، وموقف الحكومة اللبنانية، وموقف السلطة الفلسطينية التي تتجه نحو التخلص من كل تركة اللاجئين الفلسطينيين في الخارج تماشيا مع المطلب الصهيوني.