الحاج دياب المصري.. والد الضيف وكاتم سره

منذ نحو 40 عاماً، بدأ الحاج دياب المصري في تدشين مرحلة جديدة تحمل عنواناً مختلفا عن غيرها من مراحل حياته التي بدأت بتهجيره من قرية كوكبا المحتلة.  

تلك المرحلة كان عنوانها نجله المقاوم محمد الذي لقّب بـ”الضيف”، نظرًا لما شكله في الساحة الوطنية والعسكرية أثناء مطاردة الاحتلال له طيلة سنوات عمله الجهادي.  

الحاج المصري، الذي رحل صباح اليوم الخميس عن عمر ناهز الـ 90 عاماً، كان السند والداعم لنجله وكاتم أسراره، ليصبح ويمسي شوكة في حلق الاحتلال ومن عاونه في التنسيق الأمني.  

وعاش المصري في مخيم خان يونس للاجئين، وله 8 أبناء نصفهم إناث والنصف الآخر من الذكور، وزوجته حليمة التي توفيت في 14 يناير 2011، عن عمر ناهز 74 عاماً.

ووفقاً لمصادر “المركز الفلسطيني للإعلام“، فقد امتهن والد الضيف مهنة التنجيد، ساعياً من خلالها إلى سدّ رمق أسرته والعمل على تربيتهم تربية عصامية، وهي التي خرّجت أمثال نجله محمد الضيف من بين أزقة مخيمات اللجوء مقاوماً للاحتلال الإسرائيلي.  

وفي زقاق مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين، حيث ترعرع القائد الضيف وتربى على يدي والده، حمل آلاف الفلسطينيين جثمان الراحل، وعلامات الحزن ترتسم على محياهم.  

ورغم محاولات وصول الاحتلال إلى القائد الضيف، والنيل من حياته بطرق عديدة بالاعتقال أو الاغتيال إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، ونجا منها بأعجوبة، في حين أودت إحدى محاولات الاغتيال في معركة “العصف المأكول” عام 2014، بحياة زوجته وابنه الرضيع.  

وشارك في جنازة التشييع لفيف واسع من قادة العمل الوطني وبمشاركة شعبية واسعة، وظهر أبناء القائد محمد الضيف أثناء وداعهم جدهم الراحل، في المسجد الكبير الذي انطلقت منه الجنازة ظهر اليوم.  

ونعى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والد محمد الضيف في تصريح صدر عنه اليوم، قائلاً: “بقلوب مؤمنة بالله وقدره ننعى إلى شعبنا وأمتنا، الحاج دياب المصري، والد الأخ القائد محمد الضيف (أبو خالد) القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام”.  

وأضاف: “ننعى إلى شعبنا وأمتنا، رجلًا صابرًا معطاءً من رجالات فلسطين، والدًا عزيزًا وأبًا لرمز المقاومة على أرض فلسطين”.  

من جانبه، قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر، في كلمة له خلال التشييع: “يودع شعبُنا اليوم والأمة العربية والإسلامية رجلاً من رجالات فلسطين مجاهدًا صابرًا مؤمنًا أنجب 11 والدًا منهم قائد أركان المقاومة في فلسطين (محمد الضيف)”.  

وأضاف: “حينما نودع رجلاً من هذا القبيل نؤكد للعالم أننا ماضون وصابرون وثابتون حتى تحرير فلسطين”.  

وتابع: “سيف القدس معركة كشفت زيف الاحتلال بعدما قهرت المقاومةُ الجيشَ الذي كان يدعي أنه لا يقهر”.