عاجل

الأحد 06/أكتوبر/2024

الهيئة الوطنية لدعم فلسطينيي الداخل.. رسائل ودلالات

أسماء المدهون

على تخوم موقع ملكة، شرق تلك البقعة التي تبلغ مساحتها (360) كم مربع من المساحة الإجمالية لفلسطين المحتلة، والتي مازالت تعاني ويلات الحصار، والحروب منذ أكثر من عقد من الزمن، تم الاعلان عن تشكيل “الهيئة الوطنية لدعم فلسطينيي الداخل” والتي تتكون من الفصائل الوطنية والإسلامية، ومنظمات المجتمع المدني، وشخصيات اعتبارية، ووجهاء، ومخاتير، وشخصيات دينية، ويرأسها أ. محسن أبو رمضان.

الإعلان عن تشكيل الهيئة، جاء بعد أقل من عام على وضع معركة سيف القدس أوزارها والتي خاضتها المقاومة في غزة صدًا لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني وانتهاك مقدساته في العاصمة المحتلة؛ والذي يعني فيما يعنيه توجيه رسالة واضحة للاحتلال أن معركة سيف القدس ما هي سوى البداية لمعركة لن تنتهي إلا بتحرير كامل التراب الفلسطيني، وأن كل محاولاته لتقسيم الشعب وسرقة تاريخه على مدار أكثر سبعة عقود لم ولن تنجح.

اليوم تنهض غزة شامخة من جديد لتعلن الدعم والمساندة بقوة سلاحها الذي تصنعه من قوت يومها إيمانًا منها بحياة تسُر الصديق أو ممات يُغيظ العدى.

مقاومة وصمود غزة الأسطوري، وتفردها في إدارة معركة التحدي مع الاحتلال، جعلت الشباب الفلسطيني ينتفض من خلف غبار التطبيع والتنسيق الأمني وكل محاولات التسوية بالسكين مرة، وبالدعس تارة أخرى في مدن الضفة والداخل المحتل، دفاعًا عن أحلامه التي سُلبت منه على يد الاحتلال في ظل الصمت من القريب والبعيد.

ومع تصاعد مثل هذه العمليات النضالية وطمأنة غزة بمقاومتها لكل المدن الفلسطينية، بأنها ستكون بالمرصاد للعدو الغاشم من أجل حماية ظهرها في أي معركة تخوضها ضد الاحتلال من خلال تشكيل هذه الهيئة الوطنية والتي جعلت الاحتلال يخشى اشتعال ثورة شوارع مع حلول ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من مارس الجاري.

في ذات الوقت، وعلى الجبهة المقابلة تتوالى دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى إحياءً لما يُسمى عيد الفصح اليهودي الذي يصادف السابع عشر وحتى الخامس والعشرون من شهر أبريل المقبل والذي يصادف أيضًا منتصف شهر رمضان المبارك حيث يمتلئ المسجد الأقصى برواده من المرابطين والمتعبدين الفلسطينيين، وعليه فإن أي حماقة من المستوطنين سوف تقلب الطاولة فوق رأس حكومة الاحتلال التي باتت تخشى من تكرار مواجهة سيف القدس وبات شهر رمضان يشكل لها كابوسًا يؤرقها ما جعل(رونين بار) رئيس جهاز الشاباك الصهيوني يهرع  الى واشنطن في سابقة هي الأولى من نوعها من أجل لقاء وكيل وزارة الأمن القومي الأمريكي للشؤون السياسية للتباحث معه من أجل إيجاد حل يضمن اقتحامًا هادئًا للمستوطنين تُعيد من خلاله حكومة الاحتلال هيبتها أمام جمهورها الذي بات لا يثق بسياساتها التي لا تضمن لهم العربدة مثل سابق عهدهم.

بعد كل هذه المؤشرات، التي تدلل على هزيمة الاحتلال أمام الإرادة الفلسطينية، وانشغال العالم في الحرب الروسية الأوكرانية، بات الاحتلال يبحث عن حماية تضمن له الوجود على أرض ترفضه في كل وقت وحين والتي يحيا في جنباتها شعب يدفع ثمن حياته بالدم ولن يتخلى عن استكمال دفع فاتورة الحرية والتحرير.

وأخيراً إن تشكيل الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل لها دلالات مهمة جدا على واقع ومستقبل القضية الفلسطينية والحالة النضالية المستمرة لشعبنا، وتبدو أكثر أهمية وعمقا في ظل مساعي الاحتلال لترسيخ واقع الفصل بين قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس وأراضي الداخل المحتل في ظل غياب واضح للدور الحقيقي لمنظمة التحرير؛ فجاء هذا الجسم الوطني ليحطم الجُدر ويقطع السلاسل التي تحول دون وحدة الوطن، في وقت تستعد فيه غزة للدفاع عن كل شبر من الوطن بعد أن أصبحت صاحبة السلطة والقرار في ردع العدو ولجمه، وباتت الوجهة المباشرة لكل الوسطاء الدوليين الذين وجدوا أن قيادة المقاومة في غزة هي صاحبة الحل والعقد وهي من تمثل كل الفلسطينيين وتملك قرار السلم والحرب في وجه الاحتلال.

فلمن ستكون الغلبة في المواجهة القادمة؟ هل هي للاحتلال الذي يبحث عن “مجرد وجود” أم للشعب الفلسطيني الباحث عن حريته وعن انتصار جذري تتحرر فيه أرضه المحتلة ومقدساته السليبة وليس مجرد وجود فقط؟!

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات