عاجل

الجمعة 27/سبتمبر/2024

سفراء الحرية.. فكرة عظيمة كسرت القيد وحطمت عنجهية المحتل

سفراء الحرية.. فكرة عظيمة كسرت القيد وحطمت عنجهية المحتل

تكسر أحلام الحرية للأسرى الفلسطينيين في كل مرة قضبان الحديد الباردة، وتتسلل في فضاء الأمل لتمنح رغبة الصمود بسجون “إسرائيل” مزيداً من القوة. 

داعبت فكرة إنجاب الأسرى الفلسطينيين عام 2003 أفكار الأسير القائد عبّاس السيد من طولكرم الذي يمضي حكماً مؤبداً، ورأت النور للمرة الأولى بميلاد طفل للأسير عمار الزبن عام 2012م.

وللمرة الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة، ينجح الأسرى في الإنجاب من زوجاتهم بواسطة تهريب النطف التي ولد معها أطفال يعرفون بـ”سفراء الحرية” ترفض “إسرائيل” الاعتراف بكامل حقوقهم المدنية والقانونية.

وبلغ عدد أبناء الأسرى الفلسطينيين من النطف المهربة أكثر من 100 طفل في قطاع غزة والضفة المحتلة، عاجزين مع ذويهم عن زيارة آبائهم في سجون الاحتلال.

وأمام تجاوز الأسرى عقبات البعد والعزل عن ذويهم، يحاول الاحتلال النيل من “سفراء الحرية” بحرمانهم من الزيارة، ويمنع لقاءهم بآباء غابوا لسنوات طويلة في عتمة السجون.

أمل وحياة

لا تُعَد فكرة الإنجاب من خلف القضبان جديدة، لكن الأسير عباس السيد تأملها على مكث عام 2003م بعد انتهاء عزله في سجن “هداريم”، ورؤيته لمشاهد حرمان الأسرى من لقاء أطفالهم.

تقول زوجة السيد، إن زوجها أراد تعزيز الأمل لأسرى المؤبدات مع زوجاتهم خلف القضبان؛ لتتواصل عجلة الحياة والأمل في الحرية؛ فطرح الفكرة على الأسرى وناقشوها اجتماعيًّا.

وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بعضهم أيَّدَ وبعضهم رفض، وبعدها تواصل مع جهات شرعية وفقهية ومجلس الإفتاء، ثم عرض الفكرة عليَّ شخصيًّا لتكون بادرة تشجيع وأمل”.

وبعد تكرار المحاولات في تهريب النطف لعدة سنوات، نجح الأسير عمار الزبن في إنجاب الطفل الأول من النطف المهربة، واسمه مهند، واليوم يتجاوز عدد الأطفال 100 طفل.

وعايشت زوجة السيد إجراءات منع وإعاقة مصلحة السجون للأطفال وذويهم في الزيارة؛ حيث كانت تسمح لبعضهم وترفض الآخر، ومُنع أطفال آخرون بالكامل.

وتتابع: “بعضهم رفع قضايا في المحكمة ونجح، لكن القضية كثيراً تخضع لمزاج السجان الذي يضايق الأم بالسؤال من أين هذا الطفل؟ وكيف جاء؟ رغم وجود شهادة ميلاد تثبت اسمه وهويته.

ويقول عبد الله قنديل الناطق باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن هناك قرارا من محكمة إسرائيلية مفاده أن هؤلاء الأطفال غير شرعيين، لذا ترفض مصلحة السجون كثيراً زيارتهم للسجون. 

ويشير إلى أن الأطفال بلغ عددهم 102 طفل معظمهم يواجه صعوبات، وكثير منهم ممنوع من الزيارة بعد رفض “إسرائيل” تصاريح زيارتهم، والسماح نادراً لهم بحرية الزيارة.

عجز اللقاء

قبل 4 أشهر رزق الأسير إسلام حامد القابع في سجن “هداريم” بطفلين توأمين هما “محمد الفاتح وخديجة” انضما لشقيقهما خطّاب في انتظار لمّ الشمل بعد الغياب.

وفي الأسابيع الأولى لحمل السيدة رنان الصالحي زوجة الأسير حامد، وصلها رد من مصلحة السجون الإسرائيلية حول منعها من زيارة زوجها لأسباب أمنية.

توضح الصالحي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “بعد رفض التصريح قالوا إنني لم أحصل على تطعيم كورونا رغم أخذي التطعيم جرعتين، وبعد ولادتي اليوم بلغ الأطفال 4 أشهر، ونحن محرومون الزيارة”.
 

وفي قطاع غزة الذي يحرم الاحتلال ذوي الأسرى بالكامل من الزيارة ثمة قصص أخرى لسفراء الحرية العاجزين عن تجاوز عقبات الزيارة لآباء خلف القضبان.

يوماً بعد آخر يزداد تعلق الطفل مجاهد أيوب أبو كريّم، 4 سنوات، بوالده أيوب الذي لم ير وجهه ولو لمرة واحدة من ولادته، لا تواسيه سوى صوره المحفوظة في هاتف والدته الجوّال.

تقول أم مجاهد التي أنجبت طفلها من النطف، إن أسرى حركة حماس كافة ممنوعون من الزيارة، وأنها لم تزر وطفلتها الأولى زوجها منذ 4 سنوات.

وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “زوجي في النقب متبقٍّ له سنتان ونصف حكم، ولكن بعد حملي بالنطفة المهربة، ألغوا كل الزيارات، وعززوا قوانين ضد أسرى حماس، وخاصة أطفال النطف وذويهم”.

ورغم أن الطفل مجاهد لم يصافح وجه والده ولو لمرة واحدة، إلا أنه يطلب يوميًّا رؤيته، ويتمنى في حديث يومي مع والدته أن يتحدث مع والده الأسير في سجون “إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات