أحداث حي الشيخ جراح استمرار لصراع بدأ ولمّا ينتهِ بعد

تجدد الأحداث الدائرة هذه الأيام في مدينة القدس المحتلة عموما، وحي الشيخ جراح خصوصا، الحديث عن تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في المدينة المقدسة، سواء بالإشارة لترسيخ مطالب الفلسطينيين بحقوقهم التاريخية فيها، وهو ما تثبته الحقائق السياسية والمعطيات الواقعية، مقابل الأطماع الإسرائيلية فيها، وما يمكن وصفها “خارطة طريق” يتبناها صانع القرار السياسي لدى الاحتلال لتحقيق هدفين لا ثالث لهما، أولهما رفع مستوى التواجد اليهودي فيها، وثانيهما تخفيض التواجد الفلسطيني إلى أدنى حد ممكن.
لقد كشفت أحداث حي الشيخ جراح عن مخاوف تزعمها الأوساط الإسرائيلية عما تعتبره التغير الديموغرافي، والواقع الجيو-سياسي في غير صالح المستوطنين، والتشديد على تأثيرهما المتوقع في واقع القدس الحالي، ومستقبلها السياسي، وطبيعة الترتيبات المستقبلية حولها.
مع العلم أن ما يقوم به الاحتلال والجماعات الاستيطانية تجاه الأحياء الفلسطينية في القدس يتركز أساساً في البعد الديموغرافي، تمهيدا للسيطرة المحكمة على المدينة، وتوفير احتياجات اليهود للمزيد من الشقق السكنية، وتسوية مشكلة الأراضي القائمة، وعدم تنظيم وضعها القانوني، باستحضار عدد من التبعات والإشكاليات التي تواجه الاحتلال في هذه القضية.
إن إلقاء نظرة على المخططات الإسرائيلية الهادفة للسيطرة على المدينة المقدسة، وما تشكله أحداث حي الشيخ جراح من إشارات لافتة، تتعلق بتهجير الفلسطينيين، وتوسيع المخططات الاستيطانية، ودور الحكومة الإسرائيلية في تطبيق ذلك، يؤكد أن الاحتلال يجد صعوبة حقيقية في فرض سيطرته داخل حدود المدينة.
يبدو لافتا خلال أحداث حي الشيخ جراح، استحضار تصريح شهير أعلنه “دافيد بن غوريون” ذات يوم بقوله إنه “يجب جلب اليهود للإقامة في مدينة القدس بأي ثمن، وتوفير أغلبية يهودية عددية فيها خلال زمن قصير، ما يتطلب منهم الموافقة على السكن فيها في أي منازل مؤقتة، وعدم انتظار الشقق الجاهزة”.
اللافت أكثر هو سعي الجمعيات اليهودية للحصول على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي في القدس لبسط سيطرتها عليها، ومنحها لليهود في وقت لاحق، دون خشية من ردة الفعل الدولية على خطوات قد تعتبر سياسية على أراضٍ محتلة خلف الخط الأخضر، بجانب اكتشاف حالات تزوير عديدة لبيع أراضٍ في القدس.
فضلا عن ذلك، فإن ما تشهده الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة يتزامن مع صدور عشرات القرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، والعديد من اللجان الوزارية لشؤون القدس، وطواقم من الخبراء، ولجان مهنية متخصصة لدراسة وضع المدينة، وكلها أوصت بوضع العديد من الخطط المختلفة لوقف ما سمته “النزيف” اليهودي الحاصل في المدينة، وتشجيع أكبر نسبة ممكنة منهم للبقاء فيها، على حساب المقدسيين، أصحاب الأرض الأصليين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...