الجمعة 02/مايو/2025

بـقفاز روبوت.. مهندس فلسطيني يعيد الأمل لأصحاب الأطراف المشلولة

بـقفاز روبوت.. مهندس فلسطيني يعيد الأمل لأصحاب الأطراف المشلولة

دفعت عشرات الإصابات وحالات البتر والشلل التي تسببت بها الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة، المهندس الفلسطيني أحمد المصري إلى البحث عن حلول ممكنة للمساهمة في التخفيف من معاناة هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

المهندس الفلسطيني أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه ساهم بدافع إنساني في ابتكار مشروعٍ متقدم يقدم خدمة ومساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب الشلل والبتر في الأطراف العلوية، فاخترع “قفاز روبرت” ليشكل دافعاً ومساعداً لهذه الفئة في التأهيل وتحسن حركة اليد.

قفاز متطور

وتقوم فكرة الابتكار الجديد للمهندس الفلسطيني على تركيب مجموعة من المجسات التي تعمل بنظام خوارزمي معين يستطيع من خلالها المريض أن ينفذ جلسات تأهيل ذاتية دون الحاجة إلى تدخل طبيب أو الذهاب إلى مستشفى، ليصل بالتالي لتغذية راجعة ذاتية عن مدى التحسن الذي أحدثه له القفاز الروبوت.

ويبين أن شركات عالمية كانت في وقتٍ سابق قد صنعت قفازاً لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة لكنه لم يكن إلكترونيًّا، وكان يعتمد على الميكانيكية، لكن ابتكاره المتطور استطاع أن يضع مجسات نبض وتحكم عبر خورزامية محددة تساهم فعليًّا في تحسن المريض دون تدخل طبي، أو دون الحاجة للذهاب للمستشفى مع ما يعانيه المرضى من صعوبة الحركة، خاصة إذا كانوا قد تعرضوا لجلطة دماغية.

مميزات المشروع

وما يميز المشروع الروبوت -وفق المصري- أنّه لا يحتاج الكثير من العناء لاستخدامه أو ارتدائه ولا يزيد وقت ارتدائه واستخدامه عن دقائق معدودة، ويمكن استخدامه من خلال جلسات تأهيل داخل المنزل، حيث يعتمد على بيانات متصلة بالإنترنت، ويمكن للطبيب المعالج أن يصل إلى هذه البيانات ويتابع حالة المريض من خلالها مع المراعاة والحفاظ على خصوصية البيانات.

ويوضح المهندس المصري أن القفاز يتكون من مجسات ضغط تستقبل الإحساس من أصابع اليد والتي تتم خلال جلسات التأهيل، ثم يتمكن المريض من حمل أوزان لأجسام معينة، أو الضغط على أجسام بمواد مختلفة.

ويضيف أنّ “القفاز الروبرت يجمع بيانات الإحساس من كل أصبع، ويحسب الضغط له بدقة عالية، ثم يحسب الضغط الكلي الناتج من جلسة التأهيل الطبيعي بالاعتماد على خوارزمية قائمة على الذكاء الاصطناعي”.

ويشير إلى أن الخوارزميات تُستخدم لأي مُصاب بالشلل الجزئي، وتعتمد تلك الخوارزميات على قواعد بيانات ضخمة تمكنها من التنبؤ بالإحساس، ما يجعلها واسعة الاستخدام.

ويؤكّد المهندس الفلسطيني أن القفاز لا يخدم فقط مشلولي الأيدي، بل يمكن أيضا أن يخدم الجرحى مبتوري الأطراف، من خلال تركيب طرف صناعي لهم وبعد ذلك يتم تركيب مجسات الإحساس على الطرف الصناعي عبر هذا القفاز.

الوصول للعالمية

ملتقى التحدي والابتكار الذي أقيم في قطر نهاية العام الماضي، اختار مشروع ابتكار المهندس المصري ضمن 40 مشروعا اعتمدها من 100 مخترع على مستوى العالم، ليكون واحداً من أبرز المشاريع المهمة التي تقدم فيها أكثر من 1500 مشارك على مستوى العالم.

ويفيد المهندس الفلسطيني أنّه انتقل للعيش في اليابان من أجل تطوير المشروع والعمل على اعتماده وتبنيه عالميًّا، عدا عن طبيعة البلاد التي تتوفر لديها الإمكانيات للمساهمة في إنجاح مشروع أو القيام بمشاريع أخرى مماثلة.

وحصل المصري على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية، ثم الماجستير في الهندسة من ماليزيا، وبعدها أكمل مسيرته التعليمية فحصل على الدكتوراه من اليابان وشهادة أخرى من ماليزيا في هندسة الروبوتات والهندسة الطبية.

يذكر أن المهندس المصري رُشح ليكون أحد أفضل 90 مخترعًا على مستوى العالم، وهو بذلك يمثل فلسطين عن ابتكاره للقفاز، وحصل على الميدالية الفضية في الملتقى عن مشروعة المبتكر والمميز.

الهندسة الطبية

ويدعو المهندس المصري إلى تأسيس أقسام للهندسة الطبية في الجامعات الفلسطينية، ليس فقط اسماً، بل أن يكون هناك مختبرات طبية حقيقية تترابط مع المستشفيات، مع ضرورة الاهتمام بإحضار المعدات المطلوبة من الدول الخارجية.

ويشير إلى ضرورة التواصل مع المرضى المشلولين والمبتورين بعد موافقتهم، ليتم عمل دراسات عملية بحثية عنهم، من أجل أن يكون هناك تكامل حقيقي بين الطب والهندسة.

ويضيف: “باستطاعتنا أن نخرج منتجات يمكن تبنيها، وأن تخدم فعليًّا المشلولين نتيجة الحروب”، معرباً عن استعداده لتقديم الفكرة ودعم الفكرة في الجامعات الفلسطينية وتطبيق هذا المشروع عمليًّا، لتحقيق الاستفادة لذوي الاحتياجات الخاصة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...