الثلاثاء 06/مايو/2025

غزة والضفة.. تناغم على وقع المقاومة الشعبية

غزة والضفة.. تناغم على وقع المقاومة الشعبية

التعويل على حسن نوايا الاحتلال في معاملة الفلسطيني، كالكتابة فوق الماء، تتبدد حروفها من لحظة كتابتها في إطار واقع ميداني وسياسي يعزز فيه الاحتلال من عدوانه اليومي على الأرض والإنسان.

من جوقة واحدة تتناغم غزة مع الضفة المحتلة في رفض الحصار والاستيطان، وتعبر بالتقسيط المتواصل بواسطة أدوات مقاومة شعبية عن رفض واقع الاحتلال اليومي.

أذكت جريمة اغتيال 3 مقاومين في نابلس قبل أيام جذوة التصعيد المتواصل في مدن وبلدات الضفة وغزة التي تصمت مراراً وتنطق كثيراً تناغماً مع ساحة القدس والضفة المحتلة وتؤذن بضرورة مواصلة المقاومة.

بعد ساعات من جريمة الاغتيال في نابلس، تقدم عدد من الشباب الثائر على حدود غزة، وأحرقوا آلية لجيش الاحتلال تستخدم في أعمال صيانة على السلك الفاصل شرق مخيم البريج، مؤكدين أن كرة اللهب المتدحرجة بالضفة بإمكانها الدوران أيضاً في غزة.

ويزيد تناغم ساحات الضفة وغزة في مقاومة الاحتلال بالأدوات الشعبية من تعقيد المشهد أمام الاحتلال وفق معادلة يخشى فيها من تزامن الجبهات وتفجر الساحات.

تواصل مستمر

النقر في الضفة مسموع بوضوح في غزة، فالدوافع والأجواء كلها متهيئة لمواصلة الدفاع عن آدمية وحقوق الإنسان في الجانبين أمام احتلال بات يوصف بتكرار أنه “أبارتهايد” يمارس تفرقة عنصرية.

تتواصل غزة مع الضفة المحتلة ذهنيًّا وشعوريًّا، وتتقاطعان في رفض الاحتلال سواء المطوّق بالحصار أو الممارس للتهويد والاستيطان، فالعدو واحد وإن تلونت صوره.

ويؤكد اللواء يوسف شرقاوي، الخبير في الشؤون العسكرية، أن تقدم شبان ثائرين لاجتياز السلك الحدودي وإحراق آلية للاحتلال على حدود غزة يعزز احتمال مواصلة غزة المقاومة الشعبية وفق حراك يتناغم مع مقاومة مماثلة بالضفة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “التوقيت معناه تواصل ذهني ووطني ورسالة أن الضفة على ضعفها ليست وحيدة في الميدان، وأن التصعيد قابل للتطور والتدحرج”.

وتتزايد منذ عام ألوان المقاومة الشعبية في الضفة التي يعبر فيها السكان عن رفض الاستيطان والتهويد وقد قدموا في طريق ذلك عشرات الجرحى والشهداء في مناسبات ليلية وأسبوعية.

كل الرهانات على عودة التسوية بين السلطة الفلسطينية وحكومات الاحتلال انهارت منذ زمن في سياق إصرار الاحتلال على مواصلة الاستيطان والتهويد ومواصلة العدوان والحصار على غزة والضفة المحتلة.

يقول المحلل السياسي د. إبراهيم حبيب: إن أشكال المقاومة الشعبية كلها لم تتوقف في الضفة، وإن جريمة نابلس ستزيدها قوة في المستقبل القريب.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “كل السواكن بدأت الآن تتحرك وتتفاعل؛ حيث ووقع اشتباك مسلح بعد ساعات من اغتيال نابلس ومواجهات ميدانية واعتقالات، وحراك غزة مع الضفة يعقّد المشهد أمام الاحتلال”.

وترجم الشعب الفلسطيني حالة الشعور بوحدة الدم والمصير قبيل معركة “سيف القدس” في مايو 2021م عندما عمت حالة الغضب والاحتجاج مدن الضفة والداخل المحتل قبل تعرض غزة للعدوان.

مخرج اضطراري

الفجوات السياسية في مشروع التسوية المتعثر بين السلطة الفلسطينية والاحتلال غير قابلة للجسر، وقادة الاحتلال يكررون بتواصل إصدار شهادة قديمة لاتفاق أوسلو الذي أسس لميلاد السلطة الفلسطينية.

تمضي مبررات استئناف التسوية بإيقاع هابط؛ فالفلسطيني في غزة والضفة والقدس المحتلة يرى في التمسك بها مجرد عنوان يعاكسه الواقع الميداني والسياسي الذي تتغول فيه دولة الاحتلال على حقوق الفلسطيني.

ويدعو الخبير شرقاوي إلى ضرورة إيجاد مخرج من المشهد الفلسطيني المتعثّر في واقع الاحتلال بواسطة استئناف مقاومة شعبية فاعلة في وقت بات فيه الحديث عن حل الدولتين ضربا من الخيال.

المخالفات القانونية والسياسية لاجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي جرى قبل أيام وسط رفض معظم الفصائل الفلسطينية بدّد الرهان على عودة الحياة السياسية الفلسطينية لعافيتها وترك الباب موارباً أمام استئناف المقاومة الشعبية.

ويشير المحلل حبيب أن تطورات الضفة التي تنعكس دوماً على غزة ميدانيًّا تؤكد أن المقاومة متى اشتدت فهناك تجد من يساندها في غزة المحاصرة.

وتبدّد دولة الاحتلال الوقت في الصراع بالحديث عن امتيازات وتسهيلات مدنية واقتصادية للفلسطيني في غزة والضفة المحتلة؛ لكن دوافع الانفجار وسط استمرار العدوان تملك صاعق التفجير في أي لحظة.

انسداد الأفق السياسي في التسوية ومحافظة دولة الاحتلال على مشهد الحصار والعدوان اليومي بالضفة لا يدع أمام سكانها سوى خيار اللجوء للمقاومة الشعبية التي انتقلت من مرحلة الاستياء والململة إلى دروب الانفجار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...