الأحد 11/مايو/2025

حماس والعرب.. علاقات متوازنة والبوصلة فلسطين بعيدًا عن التجاذبات

حماس والعرب.. علاقات متوازنة والبوصلة فلسطين بعيدًا عن التجاذبات

بسياسة اتسمت بالحكمة، نجحت حماس منذ انطلاقتها في بناء علاقات متوازنة مع أطراف مختلفة، ونأت بنفسها عن الصراعات والتجاذبات العربية، رافعة رؤية إستراتيجية بجمع الجميع نحو بوصلة فلسطين، باعتبارها القضية الجامعة للأمة.

ولم يكن مفاجئًا البيانُ الذي أصدرته الحركة حول بعض التصريحات والهتافات التي أُطلقت في ساحتنا الفلسطينية ضد دول عربية وخليجية، مؤكدة أن ذلك لا يعبر عن موقفها وسياساتها “المعروفة والثابتة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والنأي بالنفس عن الصراعات والنزاعات بينها”.

وشددت على ضرورة تجنب كل ما من شأنه تمزيق صف الأمة ووحدتها، والإضرار بأمنها واستقرارها، والمطالبة بضرورة حقن الدماء، واعتماد لغة الحوار بدل الاقتتال حمايةً للأمة ومقدراتها، وتعزيز وحدتها في مواجهة الأخطار المحدقة بها.

قوة للقضية الفلسطينية
ورأى خبراء، في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن موقف حماس القديم الجديد يمثل قوة للقضية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد، يقول أحمد الحيلة -الكاتب والمحلل السياسي-: موقف حماس يعد أحد أهم عناصر القوة للقضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف الحيلة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: الاحتلال الإسرائيلي يحاول تعزيز الصراعات وإثارة النعرات الطائفية، ليبقى طرفاً متسيّدًا في منطقة تنهشها الخلافات والنزاعات بلا أفق.

وأشار إلى محاولة بعض الأطراف في عموم المنطقة العربية استمالة أطراف فلسطينية أو استنطاقها إعلامياً ولو فرديًّا لإعلان مواقف مؤيدة أو مبررة لسياسات هذا الطرف أو ذاك؛ لحشد التأييد لها في مواجهة خصومها السياسيين، وذلك لما للقضية الفلسطينية من دالّة وحضور إيجابي في وجدان الأمة العربية والإسلامية.

ورأى الحيلة أن هذا الأمر قد يسيء للقضية الفلسطينية ويفقدها مركزيتها وسمة الإجماع التاريخي الذي تحظى به، عبر الزجّ بها في دائرة الخلافات العربية والإسلامية المذهبية والطائفية.

من هنا جاء موقف حركة حماس -وفق الحيلة- ليؤكد سياسة النأي بالنفس على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية، والدعوة لوحدتها ووحدة شعوبها عبر حل مشاكلها وأزماتها بالحوار وبعيداً عن الاقتتال وإراقة الدماء.

وأكمل: وحدة الدول وحرية شعوبها كما هي عنصر قوة للأمة العربية والإسلامية فإنها تعدّ أيضاً أحد أهم عناصر القوة للقضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول تعزيز الصراعات وإثارة النعرات الطائفية، ليبقى طرفاً متسيّدًا في منطقة تنهشها الخلافات والنزاعات بلا أفق.

علاقات متوازنة
ويؤكد الكاتب السياسي أحمد أبو زهري، أن حركة حماس نجحت في إدارة علاقات خارجية متوازنة بالدول؛ حيث لم تتدخل في سياسات الدول، ولم يكن لها أي دور في أحداث جارية في تلك البلدان، ولم تسمح بأي صورة نحو زجّ اسمها في أي صراعات بينية في المنطقة.

ويشير أبو زهري في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن حماس حرصت على تنفيذ أنشطة وفعاليات مختلفة داعمة ومساندة لشعبنا وقضيته العادلة بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.

التوازن والاعتدال والحكمة التي تمارسها حركة حماس في سياساتها وعلاقاتها الخارجية عززت – وفق أبو زهري- من حضورها، وأكسبت الحركة زخمًا شعبيًّا ورسميًّا في العديد من الدول، وفتح لها قنوات مختلفة للدعم، ووفر لها مساحات إضافية للعمل؛ الأمر الذي كان له انعكاسات إيجابية كبيرة على الحركة خاصة وعلى قضيتنا الفلسطينية عامة.

وشدد على أهمية سياسة الانفتاح على مختلف دول وشعوب العالم، وخاصة الشعوب والدول العربية والإسلامية، التي تتبناها الحركة، في إطار حرصها على جمع الجميع نحو فلسطين باعتبارها القضية المركزية والجامعة للأمة.

وأشاد بمسعى حماس إلى بناء علاقات متوازنة معها لما فيه مصلحة أمتنا وأمنها ونهضتها، ومصلحة قضيتنا وشعبنا وتعزيز صموده .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات