عاجل

الأحد 01/سبتمبر/2024

الذكرى السنوية الـ 26 لاستشهاد الأبطال جرادات وأبو عرة ومنصور

الذكرى السنوية الـ 26 لاستشهاد الأبطال جرادات وأبو عرة ومنصور

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ 26 لاستشهاد ثلاثةٍ من أقمار كتائب القسام في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وهم: الشهيد طارق عبد الرحمن منصور “أبو حذيفة” (23 عامًا)، والشهيد عبد الرحيم جرادات “أبو مجاهد” (22 عامًا)، والشهيد علان محمد سعيد أبو عرة (24 عامًا).

واستشهد المجاهدون الثلاثة في تاريخ (19-1-1996)، بعد اشتباك مع جنود الاحتلال على حاجز الجلمة شمال مدينة جنين، إثر نصب كمين لهم أدى لاستشهاد الثلاثة، وجرح أحد الجنود.

طارق منصور

ولد الشهيد طارق عبد الرحمن منصور في جنين عام 1973، وتلقى فيها تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي، كان علامات النبوغ  تبدو عليه منذ صغره، متفوقًا في دراسته على طول المرحلة الدراسية؛ حيث كان يستعين به أقرانه ليشرح الدروس اليومية لهم.

لقد كان لهذا التفوق منذ نعومة أظفاره التأثير الكبير عليه، وعلى الرغم من أن الشهيد طارق كان ابن عائلة ثرية جدًّا، لكنه لم يكن ليلتفت للمال والجاه، ولم يعطلّه ذلك عن السير في درب الجهاد.

وقد سلك مشواره الجهادي في ظل الانتفاضة الأولى يقاوم أعداء الأمة بكل ما أوتي من قوة ووسائل، وفي أحد النشاطات الجهادية التابعة لحركة حماس حتى مضى شهيدا.

التزم شهيدنا بالمساجد، فسيطرت الفكرة الإسلامية على وجدانه، وأصبحت همه الأكبر، ليأخذ من معين الفكر الإخواني، ويتربى في أحضان الدعوة، ففهم الإسلام جهادًا ودعوة، وعمل له بكل طاقته حتى أنساه أوجاعه التي كان يلاقيها في طريق دعوته.

فقد كان الاعتقال الأول للشهيد طارق وهو ابن السابعة عشر عام 89، ولاقى من صنوف العذاب في سجون الاحتلال الكثير هو وإخوانه المجاهدون، وقضي في السجن أحد عشر شهرًا.

ليخرج وقد صقلته التجربة، وعوده أصبح أقوى، ومضى مرة أخرى في درب دعوته، فكُلِّف بأن يكون المسئول الأول عن الحركة الطلابية الإسلامية على مستوى اللواء، وتبدو قدرته على القيادة والتوجيه جلية في الميدان؛ فيسخر كل طاقاته الكامنة في خدمة دعوته، ولا ينسى نصيب ماله في ميدان البذل والعطاء، ليعيد الاحتلال الكرة، ويعتقل طارق في العام 1992، ويعود إلى معركة التحقيق التي طالما تمناها ليري اليهود كم هم صغار أمام جندي من جنود حماس، فيقبع في زنازين التحقيق شهرين يضرب خلالها أروع صور الصمود والتحدي، وخرج مرفوع الرأس، كما وعد إخوانه أن النصر سيكون حليفه بإذن الله فيكون نموذجًا يحتذى به.

علان أبو عرة

ولد الشهيد علان أبو عرة في بلدة “عقابا” الواقعة على البوابة الجنوبية لمدينة جنين عام 1972، وهو آخر إخوته العشرة، سبعة من الذكور، وثلاث من الإناث، ودرس المراحل الأساسية في مدارس بلدته، حتى اضطر لترك الدراسة ليعيل أهله.

تربى شهيدنا في أحضان مسجد بلدته “حمزة بن عبد المطلب” وكان أحد أبرز أشباله، فتأثر بأجوائه الإيمانية؛ فكان نعم الشاب الناشئ في طاعة الله، فكان صوامًا قوامًا من رواد صلاة الفجر.

رغم صغر سنه في الانتفاضة الأولى، إلا أنه كان من أنشط المشاركين فيها من بين أقرانه، وقد كان مسؤولاً عن نشاطات أشبال مسجده، لذلك اقتادته قوات الاحتلال إلى ظلمات سجونها ثلاث مرات، كانت في عام 1992، وعام 1993، وعام 1994، ليخرج منها أكثر إصرارًا على مواصلة الدرب الذي رسمه لنفسه.

ورغم انتشار الكثير من العيون التي عملت على تتبع آثار الشهيد علان، والتي سببت مداهمة المنزل عدة مرات، واعتقال إخوانه بدعوى البحث عن شيء ما، إلا أن سرًّية الشهيد المطلقة جعلت أقرب المقربين من ذويه يقف حائرًا أمام نشاطاته التي دفعت الاحتلال للقيام بعملية اغتيال مدبره له ولاثنين آخرين من خيرة شباب مساجد جنين.

ملأ حب الشهادة والشهداء جزءًا كبيرًا من قلب الشهيد علان، وقد بذل كل الجهد لينال هذه الدرجة العظيمة، ومهّد لها بكثرة الطاعات والنوافل؛ فقد كان دائم الصيام يومي الاثنين والخميس، كما كان مواظبًا على صلاة الليل.

عبد الرحيم جرادات

ولد الشهيد عبد الرحيم جرادات عام 1974 في أزقة جنين، تربى في عائلة ملتزمة بتعاليم ربها، وهبته للمسجد الذي كان مثل حمامة فيه لا يفارقه، فينشأ فيه تاليًا للقرآن بصوته الجميل.

ومع انطلاقة الانتفاضة المجيدة عام 1987، يسارع الشهيد إلى الانضمام لحركة حماس، ويكون أحد أعضائها العاملين والناشطين، ويكون الاعتقال الأول للشهيد وهو ابن الـ16، ويخوض معركة التحقيق بما فيها من قسوة وشدة، فيتعرض للضرب بالعصي، والشبح المتواصل، ومنع النوم، ولكنه يصمد ويثبت.

وظل في سجن مجدو 9 أشهر، ثم خرج وقد اشتد عوده وكبر، ويعاود نشاطه في ظل حماس؛ فهو لا يكّف الحديث عن الشهادة وعن حبه للجهاد والاستشهاد.

ومع شدة حبه للجهاد؛ فإن ذلك لم يمنعه أن يكون متفوقًا في دراسته، فقد كان الأول في صفه دائمًا؛ حيث حصل على معدل تراكمي في الثانوية العامة يؤهله للدراسة في كلية الهندسة.

وعلى إثر النشاط الملاحظ للشهيد عبد الرحيم؛ فإن الاحتلال أعاد اعتقاله في عام 1992، ودخل معركة التحقيق من جديد، وخرج منها رافعًا رأسه ضاربًا نموذجاً رائعاً في الصمود والتحدي يقتدي به إخوانه المجاهدون من بعده، واستثمر الاعتقال في حفظ القرآن الكريم كاملاً.

ويستمر الشهيد في مشواره الجهادي، يجول في ميدان الدعوة، ويُنظم في الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، ويكون أحد أعضائها البارزين، وينال حب إخوانه لمجرد التعرف عليه.

ويلتحق الشهيد بكتائب القسام، لينضم هو وإخوانه المجاهدون في عمل سري ضمن جهازهم العسكري، وتتوالى المهمات الجهادية حتى يأتي اليوم المشهود في (19-1-1996)؛ حيث كان الأبطال الثلاثة في إحدى المهمات، وإذ بكمين قد أعده الاحتلال ليطلق عليهم رصاصه، فيرتفع الشهداء إلى ربهم وقد أدّوا أمانتهم ووفّوا بعهودهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات