الأربعاء 30/أبريل/2025

فتح ومنظمة التحرير.. حكاية تفرد واحتكار تاريخي للقرار الفلسطيني

فتح ومنظمة التحرير.. حكاية تفرد واحتكار تاريخي للقرار الفلسطيني

ضابط الإيقاع التاريخي الوحيد في جوقة منظمة التحرير الفلسطينية هو حركة “فتح” التي تعطّل تجديد شرعية اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية والمجلس الوطني.

بالأمس جرى إعادة انتخاب شخصيات قيادية مؤثرة في السلطة الفلسطينية لتمسك بخيوط اللعبة في مؤسسات المنظمة التي تتوق للإصلاح والتجديد بإجماع وطني.

تأسست منظمة التحرير الفلسطينية وهي منظمة سياسية، معترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربي 1964م بالقاهرة.

تتولى المنظمة تمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية، وتضم حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومعظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية باستثناءات عالقة لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة التي علقت عضويتها.

بعد قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994م، عززت حركة فتح من هيمنتها على مؤسسات المنظمة، وأهمها اللجنة المركزية، واللجنة التنفيذية، والمجلس الوطني، حتى ذابت المنظمة في السلطة، وفقدت دورها السياسي.

تحكم تاريخي
بدون إيماءة موافقة من حركة فتح، تُعد كل النقاشات في أروقة منظمة التحرير الفلسطينية “كليشيهات” تستهلك الوقت وتمضي بأصحابها نحو عناء الحديث غير المجدي.

ويعد رئيس اللجنة التنفيذية فيها، رئيسا لفلسطين والشعب الفلسطيني في الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى فلسطينيي الشتات.

ويؤكد المحلل السياسي تيسير محيسن، أن هيمنة “فتح” على منظمة التحرير ليس جديداً، فمنذ تأسيسها في ستينات القرن الماضي تسعى لتهميش معظم الفصائل على اختلاف أوزانها.

وقال لـ“لمركز الفلسطيني للإعلام”: “حدث صدامات بين فصائل المنظمة بسبب هذا التسلط والاستفراد، وقسمت فتح أوزان مقاعدها ولجانها التنفيذية والمركزية والمجلس الوطني؛ لتؤول بالإجماع إلى سيطرتها”.

تتقن “فتح” في أروقة المنظمة اللعب على الحافة؛ فقد قسمت كثيرا من مقاعد اللجان بشكل متساوي، وأوجدت هيئات ومؤسسات لا تخرج من عباءتها في اللحظة الأخيرة للتصويت على أي شأن أو قرار.

تقول فتح “لعم” لدخول حماس والجهاد الإسلامي للمنظمة، وحين يتطور الحديث في التفاصيل تدس العصي في الدواليب، فتعود الكرة كسابقاتها وتبقى فتح مهيمنة وحماس خارج اللعبة.

ويأسف المحلل السياسي طلال عوكل لواقع منظمة التحرير الفلسطينية التي من المفترض أن تكون مظلة جامعة وعنوانا للهوية الفلسطينية، وقد تراجع دورها وتباعدت اجتماعات مؤسساتها “المجلس الوطني-اللجنة التنفيذية-اللجنة المركزية”.

وقال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “مؤسسات المنظمة شبه مشلولة، وهناك حاجة لإعادة بنائها حتى تصبح عنوانا فلسطينيا ائتلافيا للكل الفلسطيني حتى يقرروا استراتيجيات عملهم”.
 
السلطة قبل المنظمة
الرافضون لواقع منظمة التحرير الفلسطينية لم يملكوا إلا رفع حواجبهم دهشةً من تكرار هيمنة فتح على منظمة التحرير، فقسط منهم داخل المنظمة ليس بيده شيء، وآخرون خلف أبوابها لا يملكون بطاقة الدعوة للدخول.

على شاكلة “فتح” هي السلطة باتت فتح أيضاً هي منظمة التحرير، فحالة النفاذ الهادئ التي اعتمدتها فتح للهيمنة على المنظمة سحبت مؤسسات المنظمة لتذوب بالكامل في أروقة مشروع وبرامج السلطة الفلسطينية.

ويشير المحلل محيسن أن قدوم السلطة الفلسطينية راكم من هيمنة “فتح” على المنظمة، فجرت عمليات تهميش لعدد من مؤسساتها، ودمج وسيطرة بحق أخرى، فيما ظل فلسطينيو الشتات بعيدين عن ممارسة أي دور.

واجتمعت اللجنة المركزية لمنظمة التحرير أمس، وأعادت انتخاب قيادات من فتح فيها، وكررت الأمر مع أعضاء من فتح في المجلس الوطني واللجنة التنفيذية فلا جديد يقال لكن هناك قديم يعاد.

الحرس القديم في اللجنة المركزية والتنفيذية والمجلس الوطني استبدل بعضهم بشخصيات من فتح، مثل روحي فتوح وحسين الشيخ وعزام الأحمد دون تشاور فاعل مع فصائل المنظمة.

منظمة التحرير الفلسطينية التي تغنت بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أسقطت مشاركة 7 ملايين فلسطيني في الشتات وفصائل وازنة مثل حماس والجهاد الإسلامي رغم مساهمتهما الفاعلة في المشهد الفلسطيني.

ويؤكد المحلل “عوكل” أن الاهتمام لصالح السلطة يجري من عام 1994م على حساب منظمة التحرير الفلسطينية، لذا تجسد المنظمة باستمرار إقرار سياسات غير فاعلة بإجماع وطني لفلسطيني الداخل والخارج.

ويرى أن حركة فتح هي من يقرر كل شيء لسياسات المنظمة بطريقة تستثني حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفلسطينيي الشتات مما أوجد حالة ازدواجية بين فتح وحماس في المشهد.

ولا تزال الخطوط مقطوعة بين الفصائل الفلسطينية وحركة فتح، فالفصائل ترفض تكريس هيمنة فتح على واقع ومستقبل المنظمة، وهي في الوقت ذاته لا تملك مفتاح العمل في المنظمة الذي أضحى بيد فتح وترفض تقاسمه بشراكة وطنية مع أحد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حملة دهم واعتقالات في الضفة

حملة دهم واعتقالات في الضفة

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...