السبت 09/نوفمبر/2024

16 عاما على استشهاد المطارَد والمطارِد القائد القسامي ثابت عيادة

16 عاما على استشهاد المطارَد والمطارِد القائد القسامي ثابت عيادة

توافق اليوم 17 كانون الثاني/يناير، الذكرى السنوية الـ 16 لاستشهاد القائد القسامي ثابت صلاح الدين عيادة، (24 عامًا) بعد رحلة جهاد ومطاردة طويلة، وذلك خلال اشتباك مسلح خاضه ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم.

سيرة البطل

ولد الشهيد في (4-3-1982) في حي البركة جنوب مدينة طولكرم لأسرة متدينة حريصة على التعلم وارتياد المساجد؛ التي تعلق قلب ثابت بها منذ نعومة أظفاره.

تعود جذور الأسرة إلى بلدة “حزما” قضاء مدينة رام الله، قبل أن تنتقل إلى طولكرم، وهناك درس ثابت جميع مراحله المدرسية، وكان أميرًا للجناح الطلابي لحركة حماس، ليكمل تعليمه الثانوي في “المدرسة الفاضليَّة الثانوية” في الفرع العلمي فحصل على معدل 86.6%، ونالت جامعة النجاح الوطنية في نابلس شرف التحاق الشهيد في صفوف طلبتها في كلية الهندسة المعمارية.

أميرًا للكتلة الإسلامية

منذ أول أيام انضمامه لجامعة النجاح عام 2000 التحق بصفوف الكتلة الإسلامية جنديًّا مثابرًا نشطًا متعاونًا مع إخوانه في مختلف نشاطاتهم الدعوية والأكاديمية والثقافية والاجتماعية، ليتسلم بعدها إمارة الكتلة في كليته، ومن ثم اللجنة الأكاديمية فيها، ويكون بعدها أحد قادة الكتلة الإسلامية في الجامعة، وقد تحدث في العديد من الأحيان باسم الكتلة الإسلامية في محافل مختلفة، كما عمل إخوانه في الكتلة الإسلامية على تهيئته ليكون منسقها، إلا أن وضعه على قائمة المطلوبين لقوات الاحتلال الإسرائيلية في شهر ديسمبر من العام 2003 جعله يختفي عن العيون بعد اعتقال خلية تابعة لكتائب القسّام تنوي تنفيذ عملية استشهادية داخل الأراضي المحتلة منذ العام 1948.

مهندس قسامي

لقد كان استشهاد شقيقه الأكبر مؤيد صلاح الدين عيادة منعطفًا كبيرًا ومهمًّا في حياته، فمع بزوغ فجر يوم (8-11-2001) استيقظت فلسطين على نبأ تنفيذ عملية استشهادية استهدفت إحدى نقاط ومواقع القوات الخاصة بين قريتي باقة الشرقية والغربية شمال غرب طولكرم، لتفيد الأنباء باستشهاد شقيقه مؤيد منفذ تلك العملية.

ولم يُر ثابت باكياً في حياته أكثر من اليوم الذي نقل له فيه خبر استشهاد حبيبه وشيخه مؤيد، لتبدأ حياته تأخذ منعطفاً جديداً لم يلاحظه أي من المقربين إليه، فقد كان صامتاً كتوماً، فحمل جعبته وانضم لصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسّام، سيراً على خطى شقيقه.

اكتشف أمر الشهيد عقب اكتشاف قوات الاحتلال لحزام ناسف اختلطت مواده الكيماوية بلمساته، وكان ينقله المجاهد الأسير طلال أبو عصبة، الطالب في كلية الشريعة بجامعة النجاح، وقد كان من المخطط له أن يقوم أبو عصبه وزميله المجاهد القسّامي المعتقل سعيد شحادة بعملية استشهادية مزدوجة، إلا أن اعتقالهما أحبط العملية، وتم وضع ثابت على قائمة المطلوبين، بعد أن أشارت كل الخيوط إليه، ويبقى المطارَد المطارِد لقوات الاحتلال في منطقة نابلس، يعمل وينظم صفوف الكتائب، قبل أن ينتقل إلى مدينة طولكرم عقب استشهاد زميله إحسان شواهنة، ويستلم قيادتها في شمال الضفة الغربية عقب استشهاد زميله الثاني القائد المجاهد أمجد حناوي.

تربية الإخوان

وكبقية فرسان كتائب القسّام ومجاهديها، نال الشهيد تربيته الروحية والفكرية في محاضِن وأُسر جماعة الإخوان المسلمين، والتي التحق بها في مرحلته الثانوية، بعد أن رأى فيه شيوخه في المسجد مثال الشاب الفطِن المعروف بالصمت والشدة في الحق؛ حيث نال إجازة في تجويد القرآن الكريم، وحفظ الكثير من أجزائه.

عرس الشهيد

فجر الثلاثاء (17-1-2006)، كان المهندس ثابت على موعد مع الشهادة، ففي جنح الظلام زحفت عشرات الآليات العسكرية المدعومة بطائرات الاستطلاع والأباتشي نحو طولكرم، لتقتحمها ومن عدة جهات بأكثر من 30 آلية، وما هي إلا دقائق معدودة، حتى كانت الوحدات الخاصة تطوق منزلاً في منطقة الحي الغربي من المدينة؛ حيث كان يتحصَّن بداخله الشهيد ثابت، وفي اللحظات التي طالبت عبر مكبرات الصوت سكان العمارة بإخلائها، كان ثابت قد أنهى استعداده لنيل الشهادة بعد أن توضأ وصلى ركعتي الشهادة.

حمل المجاهد قطعتي سلاح من نوع “كلاشينكوف” بكلتا يديه، وفتح باب البيت برجله متقدماً نحوهم استعداداً للمواجهة، ليلمح في نهاية الممر مجموعة من جنود الاحتلال ويفتح نار رشاشاته عليهم مباشرة، قبل أن يلوذوا بالفرار.

وقد أكد شهود عيان في المنطقة أن اشتباكًا مسلحًا عنيفًا اندلع بين الشهيد ثابت صلاح الدين وقوات الاحتلال، التي استخدمت القذائف الصاروخية ومختلف أنواع الرصاص، حيث اعترفت المصادر العبرية بإصابة جندي في الاشتباك، في حين أشار شهود العيان إلى أن عمليات نقل الجرحى والقتلى قد تمت أكثر من خمس مرات.

وأفادت المصادر العبرية أن قوات الاحتلال عثرت على معمل صغير لتصنيع العبوات الناسفة والعديد من قطع الأسلحة في المنزل الذي استشهد فيه ثابت.

وعقب عملية الاغتيال فجرت قوات الاحتلال المنزل الذي تحصن بداخله الشهيد ثابت، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير في منزل مجاور، وتضرر العشرات من المنازل القريبة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

14 عملا مقاومًا في الضفة خلال 24 ساعة

14 عملا مقاومًا في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام نفذت المقاومة الفلسطينية 14 عملا مقاوما متنوعا، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ضمن معركة "طوفان الأقصى". ورصد مركز...

مظاهرات حاشدة في اليمن دعما لفلسطين ولبنان

مظاهرات حاشدة في اليمن دعما لفلسطين ولبنان

لندن- المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت مظاهرات حاشدة، الجمعة، في 14 محافظة يمنية بينها العاصمة صنعاء للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضمن...