السبت 03/مايو/2025

الشيخ سليمان الهذالين.. أيقونة المقاومة الشعبية يترجل شهيدًا

الشيخ سليمان الهذالين.. أيقونة المقاومة الشعبية يترجل شهيدًا

رغم كبر سنه، وكثافة شيبة شعره، لم تفتر عزيمة شيخ مسافر يطا سليمان الهذالين منذ عشرات السنوات، فسار بين حارات وأزقة قريته “أم الخير” متوكئاً على عصاه مدافعاً فيها عن قريته من غول الاستيطان الإسرائيلي، حتى لاقى ربه شهيداً.  

الشهيد الهذالين الذي يبلغ عمره عمر النكبة الفلسطينية، صمد في أرضه وتحدى الاحتلال، ليطلق عليه أهله ورفاقه “شيخ المقاومة الشعبية”، والذي ما فتئ يوماً إلا وشارك في فعالياتها المنتشرة في الضفة الغربية.  

قرية أم الخير “الفلسطينية” ودعت صباح اليوم الشيخ الهذالين (70 عاماً) متأثراً بإصابته الخطيرة التي أصيب بها عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل في الخامس من يناير الجاري.  

وأصيب الهذالين بالرأس والصدر والبطن والحوض بعد  دعسه بمركبة تابعة لقوات الاحتلال، وأدخل إلى مستشفى الميزان بالخليل لتلقي العلاج، إلى حين استشهاده صباح اليوم، ليعم الحزن على كل من عرف الشيخ وشاهده مدافعاً عن أرضه ووطنه.  

المنافح المقاوم  

“الشيخ سليمان” الذي وثقت عدسات كاميرات الصحفيين دفاعه عن أرضه ليس مواطنا عاديا، فهو لا يغيب عن أي فعالية لرفض الاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية، وخاصة جنوبي الضفة وفي محيط قريته التي يزحف إليها الاستيطان.  

وهدم الاحتلال قرية “أم الخير” جنوبي الضفة، ومسقط رأس  الهذالين، أكثر من 15 مرة.  

واتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بتعمد دعس المُسن الفلسطيني والناشط في مواجهة الاستيطان جنوبي الضفة الغربية المحتلة، مطالبة في الوقت ذاته، بفتح تحقيق عاجل بالحادثة.  

وقالت “الأونروا” في بيان، نشر على موقعها الإلكتروني: “نعرب عن بالغ قلقنا حيال سلوك قوات الأمن الإسرائيلية خلال العملية التي أدت إلى إصابة سليمان عيد الهذالين بجروح خطيرة”.  

العلم والكوفية  

واشتهر الشهيد الهذالين بكوفيته البيضاء، وعلم فلسطين الذي طالما رفعه بيده اليمنى وعصاه بيده اليسرى في وجه جنود الاحتلال، الذين لم يتوقفوا عن الاعتداء في أي فعالية شعبية يشارك فيها.  

واشتهر بدعاء يردده في كل ظهور إعلامي له “اللهم حرر الأسرى والمسْرى (الأقصى)” 

وعانى الهذالين من كثرة الاعتقالات والتنكيل به من جنود الاحتلال ومستوطنيه في كل الفعاليات الرافضة للاستيطان.  

وفي حديث صحفي سابق، تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام” قال الهذالين: “لو نعطي الاحتلال الخليل ونابلس كلها لما اكتفوا، يريدون احتلال فلسطين ويصلوا حتى نهري الفرات (في العراق) والنيل (في مصر)”.  

وقال في حينه: “لن أستكين، لن أركع ما دام يجري في شراييني دم (..) من ذا الذي لا يحب وطنه؟ هذا وطننا وطن الآباء والأجداد، أحب أرض الحبيب المقدسة، وهي وقف إسلامي، وهي أرض عمر بن الخطاب”.  

وعم وسائل التواصل الاجتماعي، الحزن الشديد والغضب على رحيل الهذالين، وكتبت أفنان الجديرات: استشهاد الشيخ سليمان الهذالين بعد أن دهسه الاحتلال قبل أيام أثناء تصديه لهم. عشت مقاومًا شريفًا مناضلًا ومت شهيدًا…، رحمك الله وانتقم من قاتليك”.  


وقال فضل: “رحل بنفس الثبات الذي عاش عليه، الشيخ سليمان الهذالين شهيدًا”    

وقال رضوان الأخرس: “عُرف بشجاعته وصموده في وجه الاحتلال.. استشهاد الشيخ #سليمان_الهذالين عقب دهسه عمداً من الاحتلال عند مدخل قرية “أم الخير” في مدينة الخليل”.

وقال راكان: “عن عمرك فيما أفنيته وجسدك فيما أبليته! مقاتلاً حتى آخر نفس .. الشيخ سليمان الهذالين شهيداً  

 
نعي وطني  

وزفت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى العلياء، أيقونة المقاومة الشعبية في فلسطين، الشيخ المسن الشهيد/ سليمان الهذالين (75 عامًا)، الذي قضى شهيدًا متأثرًا بجروحه بعد تعرضه للدهس من مركبة تابعة لقوات الاحتلال على مدخل قرية أم الخير جنوب الخليل قبل نحو عشرة أيام.  

وقالت في بيان لها: لقد تعمدت قوات الاحتلال النيل والانتقام من الحاج الهذالين، في محاولة يائسة لتحييد دوره وتأثيره في المقاومة، لكننا نؤكد أنَّ دماء الهذالين لن تذهب هدرًا، وستكون وقودًا يعاظم قوة المقاومة الشعبية في ضفتنا الأبية.  

وأضافت: يرحل شيخ المقاومة الشعبية بعد مسيرة طويلة من الصمود في أرضه، ومواجهة الاحتلال بعكازه، وصدره العاري، في حالة وطنية سيذكرها التاريخ المقاوم بمداد من نور، وستهتدي بسيرته أجيالنا الشابة في مواجهة الاحتلال الغاشم.  

وتابعت: يتزامن ارتقاء الشهيد الهذالين، ليكمل لوحة شرف وكرامة وصمود، يسطرها أهلنا البدو في النقب المحتل في وجه آلة البطش الاحتلالية المستمرة في عملية التهجير، بهدف طرد أهلنا الصامدين وتهجيرهم، وفرض سيطرة الاحتلال على الأرض والإنسان.  

وذكرت: يترجل الشيخ الهذالين، ليؤكد وحدة حال مقاومتنا في أرجاء فلسطين التاريخية، ويسلم راية الصمود والتحدي، ويؤكد للاحتلال أنه ليس له في أرضنا، من نهرها إلى بحرها، إلا المقاومة، وأن عربدة مستوطنيه لن تواجه بالورود، وأن شعبنا أطفالا وشبابا وشيوخا سيقفون صفا واحدا لحماية الأرض والعرض.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...