الأربعاء 07/مايو/2025

الأسير ناصر أبو حميد.. سليل العائلة المجاهدة يصارع الموت

الأسير ناصر أبو حميد.. سليل العائلة المجاهدة يصارع الموت

الأسير ناصر أبو حميد (49 عامًا)، من مخيم الأمعري في مدينة البيرة، في وضع صحي حرج رغم تحسن طفيف طرأ على صحته وخروجه من حالة الغيوبية التي استمرت 12 يومًا، بعد إصابته بالتهاب حاد في الرئتين، وهو مصاب بالسرطان.

ولد أبو حميد عام 1972م، لأسرى لاجئة من قرية السوافير الشمالية، وهو متزوج ولديه ابن يدعى رائد ينتظر حريته بأحر من الجمر.

اعتقل ناصر أبو حميد أول مرة في الثالثة عشرة من عمره، وحاول الاحتلال اغتياله أكثر من مرة بعد أن تحوّل إلى مطارد.

وفي 22 إبريل 2002 اعتقل ناصر رفقة أخيه نصر في مخيم قلنديا، وخلال الاعتقال أصيب بجراح بليغة، وحكم عليه بالسجن سبعة مؤبدات وعشرين عامًا.

“أملنا بالمقاومة”
الحاجة لطيفة أبو حميد، والدة الأسير ناصر قالت إنها لن تطمئن على صحة نجلها رغم الأخبار المتداولة عن التحسن الطفيف الذي طرأ عليها إلا حينما تتمكن من زيارته ومشاهدته بعينيها والحديث معه.

وحمّلت في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حالة الإعياء والمرض الشديد الذي أصاب ناصر، وقالت: “قلبي مكلوم عليه وعلى أشقائه وكل الأسرى”.



ووصفت ما شاهدته قبل أيام في زيارتها لنجلها في مستشفى “برزلاي” بالقول: “أنا شفت ناصر بعيوني مربط بـ100 بربيش وهو في غيبوبة، ومن بعيد فقط شفت نصف وجهه”.

وأوضحت في حديث لمراسلنا أنها قدمت أكثر من طلب لزيارته مؤخرًا، لكن الاحتلال رفض كل الطلبات.

وشددت أن الإهمال الطبي المتعمد من الاحتلال وإدارة السجون، هو السبب في تدهور الأوضاع الصحية للأسرى، ومنهم نجلها ناصر.

وعبرت الحجة لطيفة عن أملها في أن تنجح المقاومة في إطلاق سراح نجلها من خلال صفقة تبادل أسرى، موجهة التحية للمقاومة الفلسطينية.

كما توجهت بمناشدة خاصة لقائد كتائب القسام محمد الضيف أن لا ينسى عائلة أبو حميد التي يرسف 5 من أبنائها في سجون الاحتلال، ويقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، ومنها شهيد من كتائب القسام، وهُدم منزلها 8 مرات.

وختمت حديثها بالقول: “المقاومة على عيني ورأسي، وهم إذا حكوا ووعدوا بيوفوا، فالمقاومة هي القادرة على تحرير أسرانا من سجون الاحتلال، وهي صاحبة الوفاء للأسرى”.

وناصر من أسرة مقاومة؛ فهو شقيق الشهيد القسامي عبد المنعم أبو حميد الذي استشهد عام 1994، وكان يلقب بـ “صائد الشاباك” بعدما تمكن من قتل الضابط في “الشاباك” نوعيم كوهين.


أم ناصر أبو حميد خنساء فلسطين

وله 4 أشقاء في سجون الاحتلال، وهم: نصر المحكوم خمسة مؤبدات، وشريف المحكوم أربعة مؤبدات، ومحمد المحكوم مؤبدين وثلاثين عامًا، وإسلام المحكوم مؤبدًا وثماني سنوات.

وهدم الاحتلال منزل عائلة أبو حميد 8 مرات، ومنع أمه من زيارته لسنوات، وأُطلق على والدته لقب “خنساء فلسطين” و”سنديانة فلسطين”.

وضع صحي حرج
وفي الأثناء، قال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، في تصريحات صحفية: إن الأسير ناصر أبو حميد ما يزال بوضع صحي حرج للغاية في مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، بعد إصابته بالتهاب حاد في الرئتين نتيجة تلوث جرثومي.

وأوضح أن أبو حميد يعاني من انعدام في المناعة، ولا يستجيب للعلاجات حسب المعلومات المتوفرة، وهو لا يزال على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وبيّن أن هيئة شؤون الأسرى تقدمت بالتماسين لمحكمة الاحتلال الخميس الماضي، وقبل عشرة أيام للضغط على إدارة سجون الاحتلال للحصول على الملف الطبي حول آخر تطورات الوضع الصحي للأسير ناصر المصاب بالسرطان، وللسماح لعائلته بزيارته مرة أخرى في المستشفى، لكن لم يتم الرد على الالتماسين.

معاناة حادة منذ بداية العام

ووفقا لشهادة رفاقه بالأسر، فقد عانى أبو حميد بداية يناير 2021 من آلام حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند إلى أي فحوصات مخبرية، وأكد في حينه أن ما يعانيه هو التهاب عادي لا يحتاج إلى أكثر من مضاد حيوي.

وعلى إثر الضغوط التي مارسها الأسرى على إدارة السجن، نُقل ناصر لإجراء تصوير أشعة ليس في سجن “عيادة الرملة”، وكان التشخيص وجود كتلة على الرئة اليسرى، ومع ذلك استمرت عيادة السجن بصرف كميات كبيرة من المضاد الحيوي على اعتبار أن الكتلة يمكن أن تزول به.



ومع تدهور حالته الصحية واستمرار مطالبات الأسرى، نقل إلى مستشفى “برزلاي”، وهناك أجريت له فحوصات وصور أشعة أكثر دقة أظهرت أنه مصاب بورم تقرر استئصاله وأخذ خزعة منه، وظهر على ضوء ذلك أن الخزعة غير سرطانية.

وبعد مدّة زمنية تقارب الشهر، عادت الخلايا السرطانية للانتشار، فتقررت له جلسات علاج كيميائية استغرق البدء بها شهرًا بعد العملية الجراحية.

بعد أن تلقى ناصر الجرعة الأولى، شعر بضغط في الرئة صاحبته آلام حادة، وأعيد على إثرها إلى المستشفى لثلاثة أيام، أفرغوا خلالها كما يدعي الطاقم الطبي في “برزلاي” الرئة من الهواء بواسطة إدخال أنبوب إليها.

وهذا الأنبوب كان بحجم ثلاثة أضعاف ما تحتاجه رئة ناصر، لذلك صاحبت العملية آلام شديدة.

ومردّ هذا الخطأ إلى أن المتخصص بمثل عمليات كهذه كان منشغلًا، ومن قام بالعملية متدرب، وعلى إثرها أصيب ناصر بجرثومة في الرئة، الأمر الذي فاقم من حالته الصحية.

نموذج مقاوم
في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قال الكاتب والباحث ساري عرابي: إن عائلة أبو حميد نموذج على ما يمكن أن يقدمه الشعب الفلسطيني من صور ملحمية في سياق التضحية والمواجهة ضد الاحتلال.

وأضاف أن الحديث عن عائلة كاملة من المناضلين والمجاهدين، واستمرارية طويلة من الكفاح منذ الانتفاضة الأولى وحتى الآن، والأثمان التي تدفعها العائلة لا تقتصر على الأبناء المناضلين، وإنما على من بقي خلفهم.

وأشار إلى أنه يكفي في هذا الصدد الحديث عن البيت الذي عاود الاحتلال هدمه عدّة مرات، فبقدر ما يظهر الاحتلال من بطش وبقدر ما يمتلك من قوّة، فإنّه يظهر من الفلسطينيين من يتفوق عليه بالعزيمة والإصرار والقدرة على التضحية، وهذه الصورة تعطي دلالة على تجدد الشعب، وثرائه بالنماذج الطليعية، ومن ثمّ استحالة استقرار العدوّ الصهيوني في بلادنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات