مواجهة الاحتلال.. إرادة شعبية تتعاظم رغم الاحتلال والسلطة
على وقع تصاعد انتهاكات الاحتلال ضد الأسرى، وتعاظم جرائم الاستيطان والتهويد، تشهد الضفة الغربية حالة من الحراك الشعبي والانتفاض متعددة الأشكال في مواجهة الاحتلال، في وقت تتراجع فيه مكانة السلطة الفلسطينية بعد أن اختارت أن تكون في الصف المعاكس لإرادة شعبها.
فلا يكاد يمر يوم واحد، دون تسجيل مواجهات في نقاط التماس، أو تنفيذ عمل مقاوم فردي أو منظم، وتغلي مراجل الغضب على جرائم الاحتلال، في حين تبدو السلطة مشغولة في استجداء علاقة وعودة إلى دائرة المفاوضات العبثية مع الاحتلال.
خيارات متعاكسة
وتحت جنح الظلام ذهب رئيس السلطة محمود عباس ليلتقي مع وزير حرب الاحتلال بيني غانتس في منزله ليعلن استمرار التنسيق الأمني ويستجدي دعمًا يواري به انكشاف سوأة السلطة أمام الجماهير الفلسطينية بعد أن اختارت الانحياز لسياسات يرفضها شعبها.
ومع بوادر فقدان السلطة زمام الأمور، لجأت للاعتقال السياسي لتغييب الخصوم السياسيين والقمع والعنف الذي لم يسلم منه حتى أبناء فتح وأسراها، في حين يبدو الجمهور الفلسطيني وفصائله منشغلين بالسعي لتفجير انتفاضة شعبية في مواجهة الاحتلال الذي استشرى في عربدته وعدوانه.
ووفق خبراء؛ تسعى السلطة الفلسطينية لإثبات نفسها أمام الرأي العام الفلسطيني عبر تجديد اللقاءات السياسية مع حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” بعد أن فقد الفلسطيني الثقة في مشروع السلطة الذي لم يحقق إنجازاً مجدياً على الصعيد الوطني منذ ربع قرن.
ونشرت وسائل إعلام مختلفة أن عباس أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اجتماعهما الأخير أنه يطلب من مصر المساعدة في فتح قنوات اتصال بين السلطة و”إسرائيل”.
وبحسب صحيفة “معاريف”؛ أفادت الأنباء أن أبو مازن أطلع السيسي خلال الاجتماع على تفاصيل لقائه بوزير الحرب الإسرائيلي “بني غانتس”، وقال: إنه مهتم بلقاء وزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لبيد”.
التسهيلات الاقتصادية المحدودة لغزة وجملة منح تصاريح لم الشمل تسوّقها السلطة الآن كإنجاز في حين هي بعيدة كل البعد عن صلب معاناة الفلسطيني المتصاعدة، وفق المتابعين.
اتصالات مصر
ويؤكد مصطفى الصوّاف -المحلل السياسي- أن طلب السلطة الفلسطينية من مصر الآن تجديد الاتصالات مع الاحتلال يعزز عملية التوافق بينها وبين أنظمة طبّعت علاقاتها مع “إسرائيل”.
ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تجديد قنوات الاتصال بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بأي وساطة يدلل أن السلطة لم تعد مهتمة بالحقوق الوطنية الفلسطينية وواجباتها في التعامل مع إسرائيل كعدو يمارس العدوان وينتهك حقوق الفلسطيني ليل نهار”.
وفي حين يميل معظم الرأي العام الإسرائيلي نحو اليمين واليمين المتطرف بما انعكس منذ عقد ونصف على كل ائتلاف حكومي إسرائيلي بات المجتمع الفلسطيني يؤمن أكثر بخيار المقاومة العملي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
مهمة وظيفية
ويرى فايز أبو شمالة -المحلل السياسي- أن الدور الذي تستأنفه السلطة الفلسطينية مؤخراً مع الاحتلال جزء من اتفاق “أوسلو” القائم على العلاقة المشتركة وأن لقاء “عباس-غانتس” الأخير محطة تشجيع لعودة الاتصالات السياسية.
وساءت سمعة أجهزة السلطة الأمنية في الضفة المحتلة منذ عام 2005م حين بدأ إعادة بنائها على يد الجنرال الأمريكي “كيث دايتون” في وقت يرى فيه مراقبون للمشهد أن السلطة تواصل مهمة وظيفية كأولوية في التنسيق الأمني ومنع المقاومة الشعبية والمسلحة.
ويتابع المحلل أبو شمالة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تحاول السلطة إظهار نفسها للشعب أن لديها جهودًا مهمة ودورًا في نظم العلاقة مع الاحتلال، وقد سبق لقاء عباس-غانتس بأربعٍ وعشرين ساعة لقاء بالقاهرة بين حسين الشيخ ووزيري خارجية مصر والأردن”.
وتتصدر معاناة الفلسطيني في الشهور الأخيرة قضية الأسرى في سجون الاحتلال وهدم المنازل وعمليات الإعدام الميداني بالضفة والقدس مع حكومة “بينيت” الرافضة لدفع أي ثمن سياسي أو وطني للفلسطيني.
توقيت الاتصالات
ثمة اعتبارات مهمة في عودة الاتصالات السياسية بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال في هذا التوقيت تتعلق بحرف مسار المشهد الفلسطيني الذي بدأ يعيد نظم علاقاته ووعيه لتصحيح مسار الصراع مع الاحتلال.
تتدخل السياسة المصرية تدخلا مرحبًا به في ملفات غزة المحاصرة والسلطة الفلسطينية باستمرار في تهدئة أي تصعيد أو رعاية أي خطوة سياسية بين الفلسطيني ومحتله في السلم والحرب.
ويشير المحلل الصواف أن توقيت طلب دور مصري لتجديد الاتصالات بين السلطة والاحتلال يأتي وسط مرحلة تعيش فيها السلطة الفلسطينية أسوأ مراحلها وتريد إنقاذ نفسها والتواجد في محطة الحوار حول الحقوق الفلسطينية.
وأصبح قادة المقاومة بغزة أيقونة في الوعي الفلسطيني؛ لأنهم أصحاب الخيار العملي الوفي الذي يهب لصدّ أي عدوان في غزة والقدس مع تراجع دور السلطة التي بقيت متمسكة باتفاق “أوسلو” التي أعلن الاحتلال شهادة وفاتها مراراً.
ويبدي المحلل أبو شمالة استغرابه مما وصفه بالنهج الجديد الذي بدأت فيه السلطة الطلب من مصر الضغط على الفصائل الفلسطينية لوقف مقاومتها الشعبية في حين هي ترقد صامتة أمام عدوان الاحتلال المتصاعد.
قديماً كانت السلطة تعلن ضبط أجهزتها في كل أوقات الهدوء والتصعيد، لكنها تتعدى الآن سياستها مستعينة -كما يقول المحلل أبو شمالة- بمصر لكبح جماح انتفاضة شعبية بالضفة تتصدر مشهدها فصائل العمل الوطني.
الأسباب والدوافع قائمة بامتياز لتعزيز أتون الانتفاضة الشعبية بالضفة المحتلة؛ لأن الاحتلال ماضٍ في عدوان ميداني يتجاهل معاناة الفلسطيني في حين تبقى غزة المتحفّزة دوماً للدفاع أقرب الجبهات للانفجار.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...

مستشفى الكويت برفح: المخزون الطبي لدينا يكفي لأسبوع واحد فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف عملياته معلنا أن المخزون الطبي لديه "يكفي...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...