السبت 03/مايو/2025

لا تدهنوا عجلة 2022م بالعسل؟

محمد بلور

تذكرني هذه الأيام بآخر أيام ديسمبر عام 1999م يومها شحنا أقلامنا بالحبر ورفعنا سقف توقعنا للألفية الجديدة.

نفس الطقوس وذات المداولات، فالعالم يتسابق لتزيين شجرة عيد الميلاد وبابا نويل يوزع الحب على الأطفال والجميلات في شوارع أوروبا البيضاء وعاشقان اختارا  ليلة رأس السنة لإعلان عقد أبدي للارتباط قد ينحرف مع ظهور شريك ثمين تاركاً جرحاً غائراً في شقوق الذكريات.

السياسيون في الإقليم والعالم سيتبادلون التهنئة في آخر بياناتهم الصحفية وفق بروتوكول دبلوماسي ألفت عضلات وجوههم في نهايته على الابتسام لكنه بارد كثلج الليلة الأخيرة!.

البيان الأخير في البيت الأبيض عام 2021م سيكون من أمام المدفأة وستقدم سيدة العالم تهنئة إدارة بايدن بينما يخبئون الخناجر وراء ظهورهم لكل من يعارض واشنطن عام 2022م فهم في نظرهم أعشاب غريبة تستحق الجزّ لأن المخالف يصمم واقعاً جديداً مغازلاً الصين وروسيا التي ترفع أعلاماً حمراء في خارطة السياسة الدولية التي حكمتها بلاد العم سام منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991م.

“إسرائيل” ستواصل بيع بضاعة مستعملة تهدد أمنها القومي في ملف إيران النووي مستغلة حزمة مبررات واهية في الأمن القومي للإقليم ولكيانها على وجه الخصوص.

إيران شئنا أم أبينا جارة للعالم العربي ولها مشروع بينما معظم الأنظمة العربية تتسلى بالوهم وتتساوق مع تطبيع صهيوني يعكس بذور العجز في حماية أنظمتها  السياسية أكثر من رغبتها في بناء تحالفات لحماية مشاريع سياسية وحضارية، فقد تنقلت منذ سبعة عقود بين الاشتراكية والقومية ولم تقنع شعوبها التي حكمتهم ببندقية وحذاء عسكري حتى برأسمالية معدلة لأنها حافظت دوماً على سلامة أصحاب المصالح والنفوذ.

من حق فلسطين وحدها الاحتفال برأس السنة عام 2022م في القدس وبيت لحم وحتى غزة التي تمشي على الحافة وسط واقع مرير يترقب العالم كله منها أن تأكل بثدييها وتصرّ أن تموت حرّة.

من حق فلسطين الاحتفال بعام مضى وهي تستقبل عام 2022م لأنها أمام تفرقة عنصرية شاملة مارسها الاحتلال امتدت من رفح حتى رأس الناقورة رفعت أعلاماً حمراء وهي تتوحد غاضبة بعد صيحة استفاقة انطلقت من حي الشيخ جراح وعاد صداها شاملاً في مدن فلسطين المحتلة المختلطة وبلدات النقب والشمال وردت غزة بخدش كبرياء الاحتلال الأمني ونرجسيته العسكرية.

كم تمنيت لو استمرت حالة الغضب حتى نصل ليلة رأس السنة 2022م بشكل عصيان مدني وإضراب شامل مثل إضراب 1936م الذي أجهضته حجج الجيران ودول الجوار قبل نكبة فلسطين.

صحيح أن بئر السياسة مسمم ونافذ عام 2022م وسط انقسام فلسطيني لكن شمولية الغضب الفلسطيني من عدوان الاحتلال المتصاعد عام 2021م سبقت كل الرؤي السياسية المتباينة وهي تؤسس لمستقبل ستظهر أولى معالمه 2022م ونحن نصل صداماً أكيداً يعود بالقضية للمربع الأول.

وحتى لا ندهن عجلة 2022م بالعسل علينا كفلسطينيين أن نفهم أن الإقليم بكامل تشابكاته ماض نحو مزيد من التصالح وفق المصلحة الاقتصادية والسياسية وخير مثال قطر والسعودية وتركيا ومصر وآخرون، لذا نحن أمام مشهد جديد يلزمه الاعتماد على نقل عدالة قضيتنا في العام الجديد وفق قواسم مشتركة يفهمها العالم كله تتعلق بحق وكرامة الإنسان وقوانينه وجوهر معاناته من آخر احتلال على وجه الأرض يلزمنا معه تعريته أخلاقيًّا وقانونيًّا أيضاً معتمدين على تراكمية العمل والنفس الطويل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...