أهالي وادي القلط يستغيثون لصد المستوطنين وكلابهم المسعورة

أطلق أهالي منطقة العراعرة في وادي القلط بمدينة أريحا، مساء اليوم، نداءات استغاثة لحمايتهم من اعتداءات قطعان المستوطنين الوحشية عليهم.

وحث الأهالي، مواطني القرى المجاورة على الوقوف إلى جانبهم لردع المستوطنين الذين هاجموهم مساء اليوم برفقة كلابهم المسعورة، والتي نشرت الرعب بين الأطفال والنساء.

وطالبوا بمؤازرتهم، على غرار قرى نابلس، وتشكيل لجان شعبية من المواطنين لتأمين تحركاتهم، تحسبا من أي هجمات قد ينفذها المستوطنون بين الحين والآخر.

ويتزامن هذا الاعتداء مع مواصلة مستوطنين تنفيذ هجمات مسعورة ضد سكان قرية برقة شمال غرب نابلس منذ مساء الخميس.

وقد هب أهالي قرى وبلدات فلسطينية بالضفة الغربية مساء اليوم السبت، لصد اعتداءات المستوطنين على سكان برقة، ووضع حدٍّ لتغولهم على المواطنين وممتلكاتهم والوقوف لهم بالمرصاد.

ومساء أمس الجمعة، دعت فعاليات شعبية ووطنية، المواطنين إلى التصدي بحزم لجرائم وعربدات المستوطنين المتصاعدة ضد الأهالي في عدد من قرى وبلدات الضفة الغربية.

وحثت اللجان الشعبية الفلسطينية المواطنين على التجمع ومؤازرة ومساندة أهالي القرى التي يهاجمها مئات المستوطنين بإسناد كامل من قوات الاحتلال “الإسرائيلي”.

محط أطماع الاحتلال

وتواجه العديد من العشائر الفلسطينية في الهضاب والأرض المنبسطة بالقرب من وادي القلط، معاناة حقيقية بفعل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه، إذ يعيشون حالة من الكرِّ والفرِّ مع جنود الاحتلال، فيحملون خيامهم ويرحلون، ثم يعودون كلما ذهب الجنود إلى معسكراتهم المقامة في منطقة الوادي.

ووادي القلط، وادٍ عميق يمتد على مسافة 45 كم بين جبال شرقي القدس وغرب أريحا، غنيّ بالمياه ومحاطٌ بهضابٍ وصخورٍ عالية، فيه أقدم أديرة فلسطين، وتعيش فيه عشرات أنواع الحيوانات والطيور والزواحف.

وتحيط بالوادي 4 مستوطنات، وأبراج “إسرائيلية” وقواعد للمراقبة، تسبب إنشاؤها بتدمير جزء من الغطاء النباتي والحيواني للوادي، وأصبحت مياهه عرضة للتلوث المتكرر بمياه المستوطنات العادمة.

وأعلن الاحتلال جزءاً من وادي القلط “محمية طبيعية” في الثمانينيات، ومنع الفلسطينيين من تطويره والتواجد فيه، وبعد اتفاق أوسلو صار يخضع كاملاً (مساحة 103 دونمات) لسيطرة الاحتلال وصُنّف كمناطق “ج”.