الأربعاء 26/يونيو/2024

درع القدس.. مناورات لـالقسام ما رسائلها؟

درع القدس.. مناورات لـالقسام ما رسائلها؟

يرى كتاب ومحللون سياسيون أن المناورات العسكرية التي أطلقتها كتائب القسام “درع القدس”، صباح الأربعاء، تحمل مجموعة من الدلالات والرسائل السياسية والعسكرية للاحتلال الصهيوني.

وانطلقت -صباح الأربعاء- مناورات “درع القدس” التي أعلنت عنها “القسام” في قطاع غزة، تحت اسم “درع القدس”؛ بهدف “رفع الجاهزية القتالية ومحاكاة سيناريوهات مختلفة”، بحسب بلاغ عسكري للكتائب.

جملة من الأهداف
القيادي في حماس حماد الرقب، يؤكد أن هذه المناورات تهدف لجملة من الأهداف الداخلية والخارجية التي تعطي لشعبنا أفضلية في ردع المحتل وإرهابه من ارتكاب أي حماقة بحق شعبنا ومقدساته.

وقال الرقب، في مقال تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“: “الأهم من ذلك أنها تخط طريقها لمناورات تبدأ باختبار الإعدادات والتجهيزات، وتنتهي بمناورات الهجوم ليوم التحرير واستعادة الوطن السليب”.

وحول دلالة الاسم “درع القدس”؛ يؤكد الرقب أن التسمية لم تكن عابرة بقدر ما أنها تؤكد مركزية القدس في الصراع مع المحتل، فقد خاض شعبنا معركة سيف القدس انتصارًا لأهلنا وشعبنا في الشيخ جراح وباحات المسجد الأقصى المبارك.

رسائل متعددة
ويؤكد الكاتب والمحلل نهال صلاح الجعيدي أن المناورة العسكرية التي أعلنت عنها كتائب القسام تتزامن مع العديد من الأحداث، أهمها المماطلة في تنفيذ ما اتفق عليه خلال معركة سيف القدس، وكذلك مرور ثمانية أشهر دون إنجاز حقيقي في عملية إعادة الإعمار.

وأشار الجعيدي، في مقال له، أن إطلاق المناورة تحت مسمى “درع القدس” يعطي دلالات ورسائل مهمة لعدة جهات، أما الرسالة للاحتلال فهي أن المقاومة لا تزال في قوتها وعنفوانها، وهي ماضية في مشروع الإعداد ومراكمة القوة.

وقال: “أما بالنسبة لشعبنا الفلسطيني فهي رسالة مفادها بأن مقاومتكم ستظل الحصن المنيع لكم، وحامي الحمى لمقدساتكم وثوابتكم، وأن المقاومة لن تدّخر جهداً في تحقيق مطالبكم العادلة، وتوفير حياة كريمة لكم، وأن الاحتلال لن يشعر بالأمن طالما هو جاثم على أرضنا”.

تجديد وعد
ويرى الكاتب سامي الشاعر أن كتائب القسام بهذه المناورة تجدد وعدها مع الشعب الفلسطيني بأنها ماضية نحو مشروع تحرير فلسطين، وترسل رسالتها بالنار في مناورة عسكرية كبيرة تحمل رسائل عدة في مختلف الاتجاهات.

وبيّن الشاعر في مقال نشره “المركز الفلسطيني للإعلام” أن المناورة العسكرية تؤكد جهوزية مقاتلي الكتائب والأجنحة العسكرية التي خاضت جنبا إلى جنب معركة سيف القدس.

وأوضح أن مهارة الأداء في ميدان التدريب والمناورة يشير إلى حجم وعظم التجهيز في ميدان الإعداد ونتائجه في ساحة المعركة مع الاحتلال.

وأكد أن رسالة المناورة العسكرية للقسام موجهة أيضا لشعوب الأمتين العربية والإسلامية؛ “أن وقوفكم إلى جانب المقاومة بالكلمة والتضامن بالمسيرات والدعم بالمال سيزهر في معركة تحرير كبرى تعد لها القسام وأجنحة فصائل فلسطين العسكرية”.

وذكر أن أهم رسالة أرادت القسام إيصالها من وراء مناوراتها العسكرية؛ “أن العدوان على أي شبر من الوطن واستمرار الحصار والاعتداء على الأسرى ستلبي الكتائب له نداء الواجب، وتشعل الأرض نارا لظى حتى يكف العدوان ويرحل عن كل فلسطين”.

وبحسب بيان القسام؛ “تأتي هذه المناورات ضمن سلسلة من التدريبات العسكرية المتواصلة لمحاكاة مختلف أشكال العمليات القتالية”.

وقالت: “ستبقى المقاومة بعون الله سيف القدس ودرعها حتى دحر الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان والمقدسات”.

تكتيك إبداعي
من جانبه أوضح الباحث والكاتب السياسي محمد حسن أبو شباب، أن مناورات “درع القدس” اليوم تمثل تكتيكاً إبداعياً تقدمه المقاومة في مسيرة الإعداد المتواصل؛ لفحص الجاهزية، واختبار القدرات؛ واستعداداً لأي مواجهة، أو حماقة يمكن أن يُقدم عليها العدو.

وأفاد أن هذه المناورة تأتي في ذكرى تأسيس الحركة الأم “حماس”؛ لتؤكد أنها منذ تأسيسها تسعى لتحرير فلسطين، وما مراكمة هذه القوة إلا دليل على ذلك.

كما أنها رسالة صريحة إلى العدو؛ بألا يستفرد بشعبنا في القدس، أو في الضفة، أو حتى في الداخل المحتل، علاوة على غزة.

ولفت إلى أن المناورة تحمل بشرى للاجئين الفلسطينيين أن العودة قاب قوسين أو أدنى، كما أنها رسالة للشعوب العربية والإسلامية؛ أن المقاومة بخير، ولكنّها تحتاج دعمكم المعنوي والمادي.

رسائل في مرحلة مفصلية

ويقول الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة: إن كتائب القسام تستثمر ذكرى انطلاقة حركة حماس لإرسال مجموعة من الرسائل التي ترى ضرورتها في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن أول هذه الرسائل التأكيد على قوة المقـاومة وجاهزيتها، وأنها في حالة تصاعد مستمر لم يتوقف، رغم جميع الجهود المعادية لتحجيمها، وحرمانها من القدرة على النمو والتراكم، خاصة بعد معركة سيف القدس، التي استخدم فيها العدو قوة نارية غير مسبوقة.

أما الرسالة الثانية -حسب أبو ستة- “فهي موجهة لأهلنا في الضفة والقدس، والذي يبدو من التدقيق في قراءة ما يجرى هناك، أنهم على وشك البدء في مرحلة جديدة، عنوانها هدم منظومة التنسيق الأمني مع العدو، والجرأة في مواجهته، والدخول في حالة من التحدي العلني، كما جرى في احتفالات الكتلة الإسـلامية في بيرزيت، ومن قبلها في مسيرات تشييع الشهداء، واستقبال المحررين”.

أما الرسالة الثالثة فتعلن من خلالها المقـاومة أن الملفات الوطنية حاضرة، ولا يمكن تغييبها، فقضايا القدس، والمسجد الأقــصى، والأسرى، والحصار المفروض على غزة، تشكل حالة قادرة على تفجير الصراع في أي لحظة يتجاوز فيها العدو الخطوط الحمراء.

وأكد أن هذه المناورات تعلن كتائب القسام حاميةً لمدينة القدس، كما كانت إبان عملية نفق الحرية حاميةً لمخيم جنين؛ “فالقوة التي تتراكم في قطاع غزة، ليست لحماية أهله دون سواهم، بل هي ذخر وطني لكافة الفلسـطينيين، كما كان كل الفلسطينيين ذخراً للمقاومة وهم ينتفضون في كل الساحات نصرة لها، وإرباكاً للمحتل”.

وأضاف: “مناورات درع القدس تخاطب الفلسطينيين باللغة الأقرب إلى قلوبهم؛ تعلن لهم أن المقـاومة على العهد، متطلعة إلى القدس، متشوقة للقاء الجماهير الفلسـطينية التي تهتف لها في كل مكان، فالفعل الفلسطيني المقاوم يتصاعد بمثابرة متواصلة رغم همجية المحتل، وأنصاره من كهنة التنسيق الأمني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...