الأربعاء 26/يونيو/2024

الانتخابات المحلية.. دلالات قاسية على السلطة وفتح

الانتخابات المحلية.. دلالات قاسية على السلطة وفتح

على الرغم من غياب المنافسة في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التي جرت في (11-12-2021) في الهيئات المحلية المصنفة “ج” إلا أن دلالاتها كانت قاسية على حركة فتح التي شهدت كتلتها الرسمية تراجعا كبيرا أمام تكتلات مختلفة أبرزها العشائر.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن 71 % من الكتل التي فازت هي كتل مستقلة، وأن جميع الكتل الحزبية حصلت على نحو 29%.

وقبل ذلك حسمت 56% من المواقع بالتزكية في حين لم تترشح أي كتلة في نحو أربعين موقعا.

ويعدّ عارف جفال، المدير العام لمرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات لـ مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن طريقة تشكل قوائم التزكية يشير إلى عوار كبير في القانون، وحذرنا وطرحنا توصيات عديدة لتعديلات قانونية، ولكن لم يتم الإصغاء إليها.

ويلحظ بوضوح أن المواقع التي شهدت انتخابات فعلية ومنافسة حقيقية متعددة الكتل لم يحالف الحظ السواد الأكبر من كتلة حركة فتح الرسمية “التحرير والبناء” التي كانت منافستها في غالبيتها أمام أطراف نقيضة في حركة فتح أو العشائر أو كتل مستقلة شارك بها فرديًّا نشطاء من التيار الإسلامي واليساري.

وبتتبع خارطة تشكل المنافسة جغرافيا فإن حركة فتح هُزمت أمام كتل حزبية في محافظتي رام الله والبيرة والقدس ونابلس، في حين تلقت هزائم انتخابية أمام العشائر في بقية المحافظات.

سطوة العشيرة

يعدّ مراقبون أن حركة فتح استسلمت بالكامل لسطوة العشيرة في هذه الانتخابات، فالعشائر التي عمدت السلطة إلى تقويتها من أجل ضرب بنية الأحزاب والمجتمع المدني في السنوات الأخيرة باتت أكثر حضورًا في فرض أجندتها على فتح أكثر من السابق، ففي مواقع لم تتمكن حركة فتح من تبنّي كتلة بعينها خوفا من أن تغضب عائلات ترشحت بكتل مختلفة.

وكذلك في مواقع أخرى توزع كوادر من فتح في كتل متنافسة وصل عددها إلى خمسٍ أو أكثر في مواقع لا يتجاوز عدد المقترعين فيها الألف.

وعلى الرغم من غياب المنافسة الحقيقية فإنه يلحظ أن الناخبين فضلوا كتل العشائر على كتل فتح الرسمية حتى لو لم تحمل هذه الكتل الأشخاص المناسبين، وحدث ذلك في مواقع عديدة.

يعدّ الباحث فهد شاهين لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن فتح خسرت بلغة الأرقام في هذه الانتخابات، ولكنها خلفت نهجا خطيرا زرعته في السنوات الأخيرة، وهو تحالف العشائر ورأس المال وهيمنته على القرار من أجل ضرب بنية الفصائل والقوى السياسية.

وأضاف: تقوم هذه المعادلة على إقصاء القوى السياسية من جهة، وحتى القوى غير المرغوبة داخل حركة فتح لمصلحة هذه القوى التقليدية.

هزيمة أمام الشباب

وبتحليل أعمق لنوعية الكتل التي تغلبت على حركة فتح في هذه الانتخابات من كتل المستقلين والقوى السياسية من غير العشائر فيلحظ أنه غلب عليها الطابع الشبابي، حيث جمعت بين العنصر الشبابي الناشط من مناصري حركة فتح ممن كانوا نشطاء في الجامعات أو نشطاء في قوى اليسار تحالفت مع بعضها في بعض المواقع في قرى نابلس ورام الله.

وبرزت حسب تحليل النتائج قدرة هذه الكتل على تحقيق فوز واضح بفارق كبير في عدد الأصوات في نحو ثلاثين موقعا شهدت تشكل كتل من هذا النوع، وهي المواقع الجغرافية ذات العدد السكاني الأكبر من البلدات ذات المجالس القروية الصغيرة، كما جرى في نعلين، وسنجل، وقبلان، وعين يبرود، والجلمة، وتل، تقوع، وخربثا المصباح،  وبيت دجن، وغيرها.

حركة حماس عدّت في بيان لها أن دلائل فوز مناصرين لها ترشحوا فرديًّا ونتائج الانتخابات تشير إلى أن اتجاهات المواطنين تدعم خيارات الحركة، داعية السلطة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني المعطلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...