السبت 03/مايو/2025

أميرة.. فيلم يسيء للأسرى والغضب الشعبي يوقفه

أميرة.. فيلم يسيء للأسرى والغضب الشعبي يوقفه

في غضون أيام قليلة، فجّر عرض فيلم “أميرة” المسيء لقضية الأسرى حالة من الغضب الرسمي والشعبي الفلسطيني، ما دفع الأردن إلى سحبه من سباق الترشح للأوسكار.

وتصدر وسم #اسحبوا_فيلم_أميرة مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين؛ احتجاجا على عرض الفيلم في مهرجان “كرامة” الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، بعد عرضه سابقاً في عدة مهرجانات دولية.

ويتناول الفيلم قضية “تهريب النطف” للأسرى من سجون الاحتلال بآلية أكد متابعون ومهتمون أنها تمثل تعدياً وإساءة لكرامة الأسرى وبطولاتهم ونضالهم للبقاء في وجه محاولات كسر إرادتهم من السجان الصهيوني.

ويسلط الفيلم الضوء على قصة فتاة اسمها “أميرة” ولدت عبر نُطفة مهرّبة لوالدها الراسف في سجن (مجدو) “الإسرائيلي”، لتُفاجأ لاحقًا أن هذه النّطفة لضابط “إسرائيلي” مسؤول عن التهريب من داخل السجن استبدل العينة قبل تسليمها للعائلة، في محاولة رأى فيها متابعون أنها تثير الشكوك في نسب أطفال الأسرى ذوي النطف، رغم إجماع الأسرى وذويهم على أن عملية تهريب النطف تنفذ بعملية دقيقة يشترك فيها عدة أطراف، ووفق آلية تضمن عدم العبث بها مطلقًا.

إساءة لنضالات الأسرى
انتقادات واسعة تعرض لها الفيلم واتهامات للقائمين عليه بـ”الإساءة لنضالات الأسرى ضمن سياق التطبيع مع الاحتلال بأقبح صوره من خلال تقديم رواية مزيفة لأبطال قهروا المستحيل وأعجزوا الاحتلال بصنيعهم خصوصا بعد عملية نفق الحرية وما زال الاحتلال يحاول ترميم صورته ويبدو أنه وجد ضالته من خلال هذه الأعمال الشاذة عن كل القيم والمثل، بحسب ما يؤكده الأسير المحرر فادي فرح في حديثه مع “المركز الفلسطيني للإعلام“.

وقال فرح: “عملية تهريب النطف بمراحل في غاية السرية، وتعد أملاً للأسير الذي تقطعت به السبل وليس أمامه إلا الانتصار في معركة الحياة رغم عتمة السجن وقسوة السجان، ودفعة قوية للأسير تقول له إنك ستحرر يوما وهناك من ينتظر”، متسائلاً عن توقيت عرض الفيلم وترشيحه لجائزة الأوسكار بهذا التوقيت الذي يتعاظم فيه الاهتمام بقضية الأسرى.

وبيّن فرح معاناة الأسير المحروم من السجان من حقوقٍ منها منعه من التواصل مع أهله،  فبدلا من تقديم دعم له ولعائلته يشكَّك بقضيتهم، عادًّا أنها طعنة في ظهرالأسير وشرفه، إضافة لتدعيم العلاقات مع الاحتلال على حساب قضية الأسرى.

ويضيف فرح: “قضية تهريب النطف أعجرت السجان بالرغم من التشديد وسياسة التضيق التي يتعرض لها الأسرى”، موضحا أن عملية صراع الأدمغة لا تكاد تتوقف؛ فهناك تهريب الهواتف النقالة ثم إخفاؤها، وهي عملية من أصعب ما يقوم به الأسرى.

وبيّن أن عملية تهريب النطف تتم بطرق مختلفة ومبتكرة وفيها من السرية ما لا يمكن وصفه؛ فهناك عمليات تهريب تمت على عين الاحتلال، ولكنه لم يكتشفها؛ لأنها تنفذ بحرفية عالية ومعقدة، وهناك محاولات تهريب تفشل لأنها في عرف الاحتلال من المحرمات، ونجاحها يشكل ضربة للنظرية الأمنية التي تقوم عليها السجون.

ودعا فرح إلى وقف عرض الفيلم في الأردن وفي باقي الدول، وعدم ترشيحه للأوسكار، مضيفاً: “المطلوب رفضٌ يثأر لكرامة الأسرى وأهاليهم”، مشيراً إلى أن اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات أعلنت رفضها واستنكرت هذا العمل المسيء، وبين أن هناك العديد من الفعاليات ستبدأ على الأرض لحين وقف الفلم ومحاسبة المسؤولين.

وتحت وطأة تصاعد الاحتجاج الشعبي، قرّرت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الجهة الرسمية في البلاد المخولة بتقديم الأفلام للترشح في جوائز الأوسكار، سحب فيلم “أميرة” من تمثيل الأردن في ترشيحات جوائز الأوسكار 2022، دون تقديم اعتذار عن الفيلم ومضمونه.

وأعلنت أسرة فيلم “أميرة”، في بيان لها، وقف أي عروض قادمة له، لكنها ادعت “نقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية”.

عبث بالثقافة
وتتعارض أحداث الفيلم مع الثوابت والمبادئ وحقوق الأسرى، وفق تأكيد النائب الأردني صالح العرموطي الذي رأى أن الفيلم يعبث بثقافتنا وبثقافة المقاومة الفلسطينية.

وأدان العرموطي، في حديثه مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، بأشد العبارات عرض الفيلم، وعدّه خروجًا عن الأطر الدستورية والشرعية والقانونية، وإساءة للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.


صالح العرموطي

ويرى العرموطي أن الفيلم يدعم الكيان الصهيوني، ويؤدي إلى التطبيع معه بالإضافة إلى تشويه صورة النضال الفلسطيني، مضيفا أن الفيلم ينتهك إنسانية الإنسان الأسير وحقوقه، ويتدخل في أمور لا يجوز التطرق لها من كيفية تهريب النطف وتشويه صورتها.

وتساءل العرموطي عن الجهة المسؤولة عن نشر الفيلم وترشيحه لجائزة وسط غياب رقابة نقابة الفنانين التي أدانت الفيلم، وطالبت بسحبه.

كما طالب العرموطي وزارة الثقافة بسحب الفيلم؛ “إذ لا يمكن أن يهان الأسرى ويقال إنه فيلم خيالي وقد جُسّد على أرض الواقع؛ فهو ليس خيالاً بل هو أمر مدبر، الغاية منه تشويش النضال الفلسطيني والأسرى بدلا من دعمهم ماديا ومعنويا”.

وأكد أنه سيتوجه لطرح أسئلة تحت قبة البرلمان في الجلسة القادمة لتوضيح الجهة المسؤولة عن اللجنة الملكية للأفلام وجهة تمويلها والكشف عن القائمين عليها وسبب غياب التنسيق بينها وبين نقابة الفنانين.

رئيس هيئة الإعلام الأردنية، طارق أبو الراغب يؤكد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الهيئة لم تتلقَّ أي طلب رسمي لعرض فيلم أميرة في دور السينما داخل الأردن.

وأشار أبو الراغب إلى أن دور الهيئة هو مراقبة الأفلام التي تعرض في دور السينما داخل الأردن، مبينا أنه في حال تقديم طلب لعرض الفيلم داخل المملكة سيعرض على لجنة الأفلام، وإذا تضمن مخالفات لن يجاز عرضه.

تفتيت رمزيات المقاومة
ويأتي عرض فيلم أميرة متجاوزا محاولات التطبيع الفاشلة مع الاحتلال الصهيوني، ليقدم محاولة لتفتيت وتحطيم رمزيات المقاومة الفلسطينية وأدواتها، وفق رؤية هشام قاسم رئيس الدائرة الإعلامية لحركة حماس في الخارج.


هشام قاسم، رئيس دائرة الإعلام في حماس بالخارج

وقال قاسم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “لا شيء في أدوات المقاومة الفلسطينية أسمى من الأسرى الذين أصبحوا أيقونة برنامج التحرير والمقاومة الفلسطينية”.

ويشير إلى أن توقيت عرض الفيلم وترشيحه لجائزة الأوسكار يتساوق مع حالة الهرولة نحو التطبيع، وهي الحالة التي تبنّتها بعض الأنظمة العربية، ولم تحقق فيها أي تقدم، لتنتقل المحاولات التطبيعية الفاشلة إلى محاولة اغتيال الشخصية النضالية للأسرى وما يمثلونه من إصرار وتضحية.

لكن حجم الهجوم الشعبي الذي تعرض له الفيلم، واتهام الجهات القائمة عليه والممثلين بالعمالة والخيانة، أحدث قلقًا وتوترًا لدى منتجيه، ليتفاجؤوا من جديد بصخرة الرفض الشعبي العربي لأي محاولة للمساس بفلسطين ومقاومتها، وفق قاسم.

ونبه مسؤول إعلام حماس في الخارج إلى محاولة السينما العالمية تشويه الرواية الفلسطينية للصراع مع الاحتلال، وتقديم رواية مزيفة، وبالرغم من ضخامة الأعمال السينمائية التي حاولت تشويه روايتنا، إلا أن الفلسطينيين والعرب وقفوا بوجهها، وحققوا اختراقات ساهمت في تفتيتها.

وقال: “اللافت هنا أن السينما العربية اليوم بدأت في الانضمام إلى تلك المحاولات”، موجها حديثه إلى هؤلاء بتأكيده “ستفشلون فيما فشلت فيه السينما العالمية بكل ملياراتها”.

وأعلنت مبادرة أفلام فلسطين رفضها وتنديدها بهذا العمل وأي عمل فني يشوه القضية الفلسطينية، ودعت أحرار العالم إلى الوقوف ضد مثل هذه الأعمال، ومنعها من الانتشار.

ودعت مبادرة أفلام فلسطين لدعم إنتاج أفلام تدعم حق الشعب الفلسطيني وتروّج للرواية الفلسطينية الصحيحة ليكون لها الأثر الإيجابي الدولي لمساندة القضية الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...