الإثنين 05/مايو/2025

الخليج العربي والتطبيع في جدلية أوستن- بانيتا

حازم عياد

شكلت الصين محور كلمة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في منتدى رونالد ريغن للدفاع الوطني، في حين لم تشغل روسيا رغم التوتر في أوكرانيا وعلى الحدود مع بيلاروسيا وبولندا إلا النزر اليسير من كلمة وزير الدفاع الأمريكي؛ إذ جاء ذكر روسيا في معرض رده على محاوريه في المنتدى، الذين أمطروه بسيل من الأسئلة حول التوتر في أوكرانيا وبولندا وبيلاورسيا، وحول الانسحاب من أفغانستان والاتفاق النووي الإيراني.

روسيا ملف سياسي إقليمي

المتتبع لردود أوستن على محاوريه فيما يتعلق بروسيا، يجد أن الملف سياسيّ إقليمي لا رغبة لديه بمناقشته؛ فالملف في عهدة وزير الخارجية أنطوني بلينكن والرئيس جو بايدن؛ ففي الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية بلينكن يتنقل في القارة الاوروبية، كان أوستن يتنقل بين العواصم الآسيوية من سيؤول في كوريا الجنوبية، إلى هانوي في فيتنام، فسنغافورة وطوكيو و نيودلهي ومانيلا في الفلبين؛ وهي جولة أعلن أنها ستتجدد خلال أيام قليلة قادمة، بحسب أوستن.

ولم يبخل أوستن في الاستفاضة والحديث عن الملف الصيني التايواني، فحذر من الاجتياح الصيني للجزيرة؛ ولم ينف وجود مستشارين أمريكيين في الجزيرة الآسيوية؛ كما حوّل أوستن المنتدى الى منصة لمهاجمة الصين، ودعوة أعضاء الكونغرس إلى زيادة ميزانية الدفاع، وإجراء تعديلات قانونية تسمح بدعم الشركات والابتكارات الحديثة في أمريكا، والقفز على الإجراءات البيروقراطية التي تذمر منها بوصفها “وادي الموت”؛ حيث تموت المبادارت باعتبارها عائق أمام مواكبة الصين “الخصم سريع التطور”.

الصين تحدٍ استراتيجيّ

لويد أوستن اعتبر الصين التحدي الأساسي لبلاده؛ إذ تمثل تحديّا اقتصاديا ودبلوماسيا وتكنولوجيا وعسكريا، وهي تقترب من رفع حجم ترسانتها النووية إلى ألف قنبلة نووية بحلول العام 2030؛ وبذلك أكد أوستن أن واشنطن تعمل جاهدة على مواكبة الصين التي تحولت إلى هاجس امني واقتصادي؛ فأمريكا بحسب أوستن “قوة باسفيكية”، مبتعدا بذلك عن التوصيف التقليدي لها كـ”قوة أطلسية”؛ فالوزير يمهد الطريق لواقع جديد ستفصح عنه الأيام والمبادرات المقبلة في القارة الأوروبية والأطلسي؛ والتي ستقابلها مبادرات وشراكات واتفاقات مماثلة في غرب أسيا والعالم العربي.

أوستن لم يتوقّف عن تعداد المنظمات والشراكات في جنوب شرق آسيا والباسفيك، وفي مقدمة ذلك اتفاق “أوكوس”، الذي يضم بريطانيا وأستراليا وأمريكا؛ والحوار الامني الرباعي “كواد”، الذي يضم الهند وأمريكا وأستراليا واليابان؛ في حين لم يذكر ما يماثلها في المنطقة العربية؛ فالأمر منوط بنتائج الاتفاق النووي والموجة التطبيعية مع “إسرائيل” على الأرجح؛ وهو ملف لم يرغب الوزير التورط فيه، أو معالجة تفاصيله السياسية.

جدلية “أوستن- بانيتا”

لم تحظ المنطقة العربية وغرب آسيا بالكثير من اهتمام أوستن؛ ما دفع مدير وكالة الاستخبارات الامريكية ( CIA) في العام 2009 ووزير الدفاع في العام 2011، ليون بانيتا، إلى انتقاد سياسة وزير الدفاع الحالي أوستن وسياسة الرئيس بايدن، محذرًا من أن الفراغ الناجم عن الانسحاب المتسارع من منطقة الخليج العربي، لن تملؤه المبادرات أو النوايا الحسنة؛ تاركا الباب مفتوحا لروسيا والصين؛ وهو اعتراض يزيد السياسة الأمريكية غموضا تجاه المنطقة ومستقبلها.

فهل تعوّل أمريكا على “إسرائيل” لملء الفراغ، أم تعول على الهند، أم أنها تعوّل على توازنات إقليمية لم تحسم بعد بين تركيا وإيران والعرب، أم تعوّل على التطبيع، أم تعوّل على حضور عسكري غير منقطع، في منطقة باتت مستنقعا للأزمات واستنزاف القوى؟

ختامًا:

ملف غرب آسيا والعالم العربي لم يحسم بعد في الاستراتيجية الأمريكية، وما يزال في حكم المجهول، وسر من الأسرار التي لم يتمكن بانيتا وأوستن من فك شيفرتها؛ فهو وهم من الأوهام الذي لم تعد أمريكا قادرة على الحسم في وجهته، وشكله، ومضمونه على الأرجح.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...