الأحد 04/مايو/2025

هنية: 8 أولويات لحماس ورؤية مكتوبة قريبًا بشأن المصالحة

هنية: 8 أولويات لحماس ورؤية مكتوبة قريبًا بشأن المصالحة

حدد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” -مساء السبت- 8 أولويات رئيسة لحركته في دورتها القيادية الجديدة، كاشفًا عن تقديم رؤية مكتوبة لمصر في الأيام القليلة الماضية بشأن المصالحة الفلسطينية.

وقال هنية، خلال لقاء مع قناة “الأقصى” الفضائية: إن الأولوية الأولى للحركة هي الحفاظ على القضية الفلسطينية وثوابتها وحقوقها، وعدم التفريط بأيٍّ منها وفي مقدمتها حق العودة.

وأضاف أن الأولوية الثانية هي الاستمرار في مشروع المقاومة وتوسيع رقعتها في الاتجاهات المتعددة، والثالثة استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام.

وذكر أن الأولوية الرابعة هي بناء تحالفات الحركة السياسية، وتوسيع دائرة العلاقات مع المحيط العربي والإسلامي.

وبيّن أن الأولوية الخامسة مدّ جسور العلاقات مع المجتمع الدولي، والاستفادة من الحراكات العالمية والتغيرات المهمة الطارئة على مواقف الشعوب تجاه القضية.

أما الأولوية السادسة فتتمثل في المحافظة على القدس وحمايتها من مخططات الاحتلال، والأولوية السابعة تحرير الأسرى من سجون الاحتلال “الإسرائيلي” وانتزاع حريتهم، وتكرار صفقة وفاء الأحرار.

والأولوية الثامنة هي المحافظة على علاقة وثيقة مع أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات، والاهتمام بقضايا اللاجئين، وفق هنية.

انتخابات حماس
وقال رئيس الحركة: إن الانتخابات في حماس مبعث اعتزاز وفخر لكل من يعنيه أمر الحركة، خاصة أن حماس تلتزم بدورية هذه الانتخابات كل 4 سنوات.

وذكر أن انتخابات حماس حقيقية، وليست صورية، وقوتها تأتي في إجراء الانتخابات واحترام نتائجها.

وبين هنية أن الانتخابات فرصة للتداول القيادي وتكامل الأجيال، وتؤكد على حيوية حماس وقدرتها على استيعاب المتغيرات بما في ذلك التطورات الداخلية لها.

وأكد أن حماس حركة كبيرة ومتعاظمة وممتدة، وانتشارها واسع داخل فلسطين وخارجها.

وأشار هنية إلى أن أحد أسانيد وحدة الحركة وقوتها هو إجراؤها هذه الانتخابات، والتزامها واحترامها لنتائجها في كل المناطق والمواقع، وأنها حركة متعاظمة وقوية وموحدة ومتماسكة.

ونبّه إلى أن قيادة الحركة تركز كثيرًا في الدورة الحالية على بناء مشروع المقاومة في أوساط أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والـ48.

وكشف رئيس المكتب السياسي لحماس أن حركته لديها خطة جديدة في كيفية تفعيل موضوع الحصار الظالم على غزة على المستوى الشعبي والرسمي والعالمي من أجل كسره.

المصالحة والانتخابات
وقال: إن حماس منذ أن انطلقت وحتى هذه اللحظة فعلت كل ما يلزم للمحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده.

وذكّر بأن قرار الحركة المشاركة في الانتخابات عام 2006م منطلق من إستراتيجية الحركة في المحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني.

وأشار هنية إلى أن المصالحة متعثرة، عازيًا ذلك إلى موقف السلطة الفلسطينية غير المتجاوب مع المساعي الكثيرة لإتمامها.

ونبه إلى أن إلغاء الانتخابات من السلطة لم يكن بسبب رفض الاحتلال إجراءها في القدس؛ “بل لربما بسبب خوفها من عدم الفوز بها، وفقدانهم لموقع قيادة المشروع الوطني الفلسطيني”.

وشدد على أن حماس لا تشكل تهديدًا لأيٍّ من القوى والفصائل الفلسطينية.

وأكد أن حماس لا تخشى الانتخابات ولا صناديق الاقتراع، وتثق بإرادة الشعب الفلسطيني وانحيازه لخيار الثوابت والمقاومة.

رؤية للمصالحة
وكشف هنية عن تقديم حركته رؤية مكتوبة لمصر في الأيام القليلة الماضية بشأن المصالحة الفلسطينية، مؤكدا ضرورة الاتفاق على برنامج كفاحي يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

وشدد على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير عبر الانتخابات لاختيار مجلس وطني، وإلى حينه يمكن أن نشكل إطارًا قياديًّا مؤقتًا للترتيب والتحضير للمرحلة القادمة.

وقال: إن المصالحة الفلسطينية لها مساراتها المعروفة، ولا تمر عبر الاشتراطات المسبقة، مثل اشتراط أبو مازن توقيع ورقة بالالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة سابقًا.

وأضاف أن المطالبة بالاعتراف بشروط الرباعية الدولية لا يفتح الأفق.

جولة الزيارات

وأشار إلى أن قيادة حماس نفذت جولة دولية ناجحة، “تمكنّا خلالها من الالتقاء بعدد من المسؤولين والزعماء في المنطقة، وشرحنا ما يتعرض له شعبنا، وما تتعرض له القدس”.

وقال هنية: شبكة العلاقات السياسية للحركة واسعة، وحماس معنية بالكل بدون استثناء، مع التركيز على أن هناك تيارَ مقاومة واسعًا في المنطقة، وحماس ترتكز على هذا التيار لإسناد المقاومة في غزة والقدس.

وحول العلاقة مع مصر، قال قائد حماس: إن العلاقة مع مصر إستراتيجية وثابتة وراسخة، وندير معها علاقة مهمة، ولها دور في ملف المصالحة والحركة التجارية، وملف الأسرى، والتطورات في القدس والسجون.

أما قطر، فأشار إلى أنها على تماسّ مباشر بما يجري في غزة والقضية الفلسطينية، ولها دور رئيس في ملف إعادة الإعمار، وإعادة النهضة للبنية التحتية في قطاع غزة، ومساندة شعبنا في القدس.

وقال هنية: إن اتفاق مصر وقطر على توريد الوقود ومواد البناء الأساسية لمصلحة قطاع غزة، يؤكد حيوية التفاهم القطري المصري بما يخص غزة.

وأشار إلى أن تركيا لها دور أساسي في الموقف السياسي الذي تعبر عنه في المحافل الدولية، وهو موقف مقدر من الشعب الفلسطيني.

ووصف هنية العلاقة مع إيران بأنها إستراتيجية، وتشكل ركنًا مهمًّا جدًّا في مشروع المقاومة، فلا يخفى على أحد أن إيران تقدم دعمًا سياسيًّا وماديًّا وعسكريًّا وتقنيًّا للمقاومة في فلسطين.

وقال هنية: إن حماس كانت وما زالت حريصة على العلاقة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية.

وأضاف: “للأسف الشديد إنّ هناك تغيرًا في السياسة السعودية تجاه حركة حماس خلال السنوات القليلة الماضية، انعكس على بعض الفلسطينيين”.

وأشار إلى أنّ الأحكام السعودية على الفلسطينيين المعتقلين صادمة، خاصة أن التهم الموجهة إليهم هي “تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني”.

وتابع: “استغربنا الأحكام السعودية على الفلسطينيين المعتقلين لديها، ونقول: إن هذه ليست السعودية التي نعرفها بلدًا مساندًا وداعمًا ومحتضنًا لقضية فلسطين”.

ووجّه نداءً لخادم الحرمين الشريفين ووليّ عهده، بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية.

وقال: محاولاتنا لإنهاء ملف المعتقلين في السعودية لم تتوقف، ونحاول من خلال الاتصالات المباشرة وغير المباشرة وعن طريق بعض الوسطاء.

التطبيع شرّ
وعدّ قائد حماس أن التطبيع شرّ كلُّه، ولا يمكن أن يعود بخير على أي دولة عربية، ويشكل اختراقًا سياسيًّا وأمنيًّا وعسكريًّا للمنطقة العربية.

وحيّا المحامين المغاربة الذين تقدموا بدعاوى ضد قادة إسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب تجاه شعبنا، مشددا على أن كل الدول التي طبعت علاقاتها مع الاحتلال لا تستطيع أن تفرض التطبيع على الشعوب.

وذكّر أن حركة حماس لديها أصدقاء كثر في المجتمع الدولي، ولها علاقات واسعة مع العديد من الدول، وهناك لقاءات معلنة وغير معلنة، والاتصالات لا تتوقف مع الشخصيات الرسمية وشبه الرسمية والأحزاب والهيئات.

وقال هنية: ثبت للجميع أن سياسة تصنيف حركة حماس كمنظمة “إرهابية”، أو سياسة حصار حماس وعزلها هي سياسة فاشلة.

وأكد أن الكثير من الأطراف الدولية عبرت أنه لا حلول للقضية الفلسطينية إذا تم تجاوز حركة حماس.

وأشار إلى أن حماس مستعدة وجاهزة، ولا تمانع من فتح أي حوار مع أي دولة في العالم ما عدا الكيان الصهيوني.

كسر الحصار
وأعلن هنية أن حماس ستقوم بكل ما يلزم من أجل إعادة الإعمار، “ونكثف اتصالاتنا مع الأمم المتحدة ومصر وقطر وتركيا، من أجل تسريع وتيرة الإعمار”.

وقال: لا يمكن أن نصمت كثيرًا على استمرار حصار غزة، والعالم يجب أن يدرك أنه قد بلغ السيل الزبى.

وكشف أن طواقم في غزة والخارج شُكلت من أجل وضع خطة متكاملة لكسر الحصار، وعلى الاحتلال أن يدرك أنه لا أحد في العالم سيتراجع عن هذا الموضوع، سواء المتضامنون أو قوافل كسر الحصار بأي طريقة.

وأكد أن المقاومة سوف تسند أي خطوة تقوم بها أي جهة من أجل كسر الحصار عن غزة، وستُقطع ذراع الكيان الصهيوني إذا امتدت على أي جهة تريد أن تكسر هذا الحصار الظالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات