السبت 10/مايو/2025

المقاومة سفينة النجاة..

رشيد حسن

صديقي القادم من الأرض المحتلة ،فاجأني بحالة التشاؤم التي تركبه .. وتسيطر عليه ، فبات محبطا .. فقد الابتسامة التي كان يقابلنا بها ، كلما سألناه عن الأوضاع في الأرض المحتلة ، وفقد التفاؤل الذي كان ينثره علينا ، كما ينثر الياسمين ، فيعيد للحياة نبضها بعد موات ..!!

صديقنا المكتئب هذا لم ينتظر تساؤلاتنا ، فأخذ يعدد بأسى بعض مطاهر الخراب الذي أصبح يضرب النسيج الاجتماعي .. كانتشار المخدرات .. وتزايد عدد المتعاطين لهذا البلاء . وتفجير الثارات بين العائلات الفلسطينية ضاربا المثل بعدد الشباب الذين يسقطون بنيران هذه الثارات سنويا في الجليل والمثلث وادي عارة الخ… وقد اصبح دور العدو واضحا في تأجيج هذه الثارات وفي نشر المخدرات ، وأشار الى تفاقم ظاهرة البطالة والتي تتجاوز 80% في غزة بفعل الحصار الصهيوني الظالم ، وحالة الضياع التي دفعت بالعديد من الشباب إلى ركوب البحر هربا من الموت .. فكان الموت في انتظارهم ، كما حدث مؤخرا في بحر ايجة.. وقد جسدت هذه الكارثة، أفظع تراجيديا ومأساة إنسانية يشهدها القطاع ..

ويضاف إلى هذه الظواهر المؤسفة ، تكاثر عدد الجواسيس وسماسرة بيع الأراضي كما تتكاثر الطفيليات والسرخسيات .. وقد نقلت الاخبار دور هؤلاء المخزي في استيلاء الجمعيات اليهودية مثل جمعية «العاد» الصهيونية ، على شقق في سور باهر وغيرها من ضواحي القدس.. وقد ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا حذاء للعدو يدنس ارض الاسراء والمعراج .

كلام صديقنا لم ينته إلاّ بالتأكيد على حقيقة الحقائق وهي:

إن العودة إلى المقاومة الشاملة، هو الكفيل بإنهاء هذه الظواهر والأمراض الخطيرة التي أصبحت كالسوس، أو لنقل كمرض السرطان يهدد ويضرب مناعة شعبنا في الصمود الأسطوري..

وأضاف: لقد أثبتت المقاومة انها البلسم الشافي لهذه الأمراض، التي تثخن الجسد الفلسطيني، وتهدد بنقله الى العناية الحثيثة كما يتمنى العدو الصهيوني..

وقال بصوت تملؤه الثقة: تعالوا لنقارن بين أوضاع شعبنا في ظل انتفاضة الحجارة وأوضاعه المؤسفة اليوم ..

لقد خلقت الانتفاضة بدم شهدائها مجتمعا مقاوما حرا .. مجتمعا واحدا ، موحدا، وهو ما مكنه من الاستمرار في الانتفاضة لأكثر من ست سنوات متواصلة..

المقاومة –يا سادة- توحد ولا تفرق، تقضي على الاحتكار والجشع، تضرب الفساد والمفسدين ، وتستأصل الجواسيس ، وتقطع رؤوس السماسرة وتحيلهم الى محاكم الشعب .. وتقضي على ظاهرة الفقر والبطالة ، فلا تجد بيتا واحدا لا يملك قوت يومه.. وقد خلقت اقتصادا جديدا يقوم على الاعتماد على الذات ، ومبدأ التكافل والتضامن .. ويكفي انها أحيت الكرامة والغزة الوطنية، وجعلت الشهداء ايقونات الشعب الفلسطيني.. وسقت شجرة التضحية والفداء.. فأثمرت كتائب من الفتيان يتسابقون لتدمير دبابات «الميركافا» على غرار البطل الأسطوري فار س عودة..

وبجردة حساب بسيطة .. نجد ان خسارة شعبنا وقضيتنا في ظل الأوضاع الحالية ، أكثر بكثير من خسارته في زمن الانتفاضة المجيدة ..

ندق الخزان من جديد كما أوصى الشهيد الرمز غسان كنفاني.. وندعو أبناء شعبنا والفصائل والأحزاب والتنظيمات الى التقاط اللحظة التاريخية.. وتفجير انتفاضة ثالثة كسبيل وحيد للخروج من اوسلو .. من مرحلة الضياع ..
فلقد بلغ السيل الزبى ..اللهم هل بلغت…!!

عن “الدستور الأردنية”

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...