الجمعة 27/سبتمبر/2024

الأسير محمد أبو وردة.. 19 عامًا من الاعتقال وثقة بوعد المقاومة

الأسير محمد أبو وردة.. 19 عامًا من الاعتقال وثقة بوعد المقاومة

تحمل عائلة الأسير محمد عطية أبو وردة (45 عاماً)، من الخليل أملًا كبيرًا بتحرر نجلها القسامي ضمن صفقة تبادل أسرى جديدة تطوي خلالها المقاومة الفلسطينية شوق 19 عامًا من انتظاره بعيدا عنهم في سجون الاحتلال.

اعتقلت قوات الاحتلال الأسير أبو وردة بتاريخ 4/11/2002م، بعد سنوات من المطاردة، وحكمت عليه بالسجن المؤبد 48 مرة، ليصبح صاحب ثاني أعلى حكم في سجونها بعد الأسير عبد الله البرغوثي.

وتنسب له مسؤولية التخطيط لثلاث عمليات نفذتها كتائب القسام وأسفرت عن مقتل 45 جنديا ومستوطنا وجرح ما يزيد عن مائة آخرين.

مطاردة واعتقال

وحسب عطية أبو وردة، والد الأسير محمد، فإن أبناءه الستة ذاقوا مرارة التغييب في سجون الاحتلال، قبل الانتفاضة الأولى وخلالها وبعدها، وقد بلغ أوج تلك الاعتقالات عام 1996م، حيث قضوا فترات متفاوتة في الأسر.

ولفت أبو وردة إلى أن نجله كان مطاردا لعدة سنوات من الاحتلال والسلطة على حد سواء، واعتقل لدى أجهزة أمن السلطة في أريحا، وبعد اجتياح الضفة الغربية في 2002 نقل إلى سجن المقاطعة في الخليل، واستطاع بعدها الهرب لتبدأ مرحلة جديدة من المطاردة انتهت باعتقاله في العام ذاته.

وأوضح أن الاعتقالات المتكررة لأولاده كانت صعبة جدا عليه وعلى العائلة، فتمضي المناسبات بمرارة دون أن يشاركه أحد من أبنائه.

معنويات عالية

وتسرد أم نائل، والدة الأسير محمد سمات يتميز بها نجلها، مشيرة إلى أنه كان هادئا جدًّا يكسب ود الناس، ومقبلا على المسجد ًّللصيام، ومحبوبا لدى الجميع، وكانت سنوات عمره الأولى مثالا للطفل النجيب الذي يتمنى كل أب أن يكون نجله.

ولفتت أم نائل الانتباه إلى أن نجلها درس في رام الله، وعند اشتعال انتفاضة الأقصى شارك وخطط في عدد من العمليات، فتوجهت أصابع الاحتلال ناحيته بعد ذلك.

وأوضحت أنه بعد سنتين ونصف من الاعتقال دون محاكمة، جاء النطق بالحكم على نجلها بـ48 مؤبدا، ولم يكن مفاجئًا بالنسبة للعائلة، كما تقول.

وبيّنت أنها زارت نجلها قبل نحو شهرين، وكان بمعنويات عالية وروح مثابرة، كما عهدته دوما.

وأشارت إلى أن 19 عاما من اعتقال نجلها حملت آلاف المواقف الصعبة، لكن أصعبها عند ولادة نجله “حمزة” بعد شهرين من اعتقاله، موضحة أن أكثر من 100 فرد في العائلة ولدوا لم يعرفهم الأسير محمد إلا من خلال الصور.

زواج من رحم المطاردة

أما “أم حمزة”، فقد أوضحت أن اشتراط محمد لزواجه منها أن تكون صابرة تتحمل تبعات الطريق الذي سيسلكانه معا، فإما الشهادة أو الاعتقال.

وأوضحت أم حمزة أن الزواج كان في ظروف معقدة وصعبة، حيث إنه كان مطاردا عندما تقدم لخطبتها، ثم معتقلا لدى أجهزة أمن السلطة، وبعد اجتياح مدينة الخليل أطلق سراحه مع آخرين.

وأضافت أم حمزة أنها عاشت معه شهرين من الزواج تحت المطاردة، لا تتحرك إلا متخفية وتحت ظروف المطاردين.

وبعد 7 أشهر من المطاردة لزوجها حيث كان بعيدا عنها، ومتوقعا اغتياله في أية لحظة، جاء خبر اعتقاله صبيحة 4 نوفمبر 2002، إلى جانب عدد من إخوانه المطاردين في كتائب القسام.

وأوضحت أن التهمة الأساسية التي وجهت لزوجها هي تجنيد ثلاثة من الاستشهاديين القساميين، وهم مجدي أبو وردة، وإبراهيم السراحنة، ورائد الشرنوبي، والذين نفذوا عمليات ناجحة جدًّا.

وأشارت إلى أنها هي الأخرى أسيرة محررة اعتقلت عام 2011م لمدة 4 أشهر منها شهر في “التحقيق الصعب”، وكانت الشهور الأصعب عليها في حياتها وعلى نجلها حمزة الذي افتقد والديه، كما تضيف.

ثقة بالمقاومة

وتعرب عائلة الأسير أبو وردة عن ثقتها البالغة بالمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام بتحرير الأسرى، وفي مقدمتهم نجلها محمد.

وأكدت “أم حمزة” أنها تنتظر بشدة إنجاز صفقة تبادل جديدة على غرار “وفاء الأحرار” وتبييض السجون وتحرير كل الأسرى والأسيرات.

وتحتفظ كتائب “القسام” بـ4 من جنود الاحتلال لديها، اثنان منهم أسرتهم خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، وتشترط الإفراج عن عشرات المحررين من “وفاء الأحرار” المعاد اعتقالهم، للبدء في مفاوضات صفقة جديدة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات