هنا القدس.. عمل يصور إرث يمتد لعقود من الصمود المقدسي

“خلف كل بيت في القدس القديمة، سمعت قصصًا للنضال، تسلمتها أجيال من أجيال، تروي سطورًا من الكفاح لشعب ما يزال صامدًا، وهو مجرد من أي سلاح إلا من إيمانه بربه وإيمانه بقضيته وتمسكه بحقه المشروع، في إقامة وطنه المستقل وعاصمته القدس الشريف”.

بهذه الكلمات يسلط الناشط الكويتي عمر الثويني الضوء على حياة المقدسيين وارتباطهم بالقدس والبلدة القديمة، من خلال سلسلة حلقات تصويرية، أطلق عليها اسم “هنا القدس”، لتصحب المشاهد في جولة لأبرز معالم القدس والبلدة القديمة، كمسجد عمر بن الخطاب وكنيسة القيامة وجمعية المكفوفين العربية ومخبز الكعك.

يقول الثويني، وهو ناشط في المجال الخيري: إن “هذا العمل يهدف إلى خدمة القضية الفلسطينية وإظهار المكانة التاريخية للقدس، وإيصال رسالة مهمة للشعوب العربية والمسلمة عن حياة المقدسي والأسرة المقدسية في ظل وجود الاحتلال”.

ويضيف الثويني في حديثه لـ”قدس برس”: زرنا عائلة مقدسية، وعشنا معها التحدي التي تواجهه في البلدة القديمة، وعملية التهويد التي تتم باستمرار من قوات الاحتلال.

ويشير إلى أن العمل سلط الضوء على بعض المحطات المهمة من مدينة القدس التاريخية؛ لإيصال رسائل مهمة للعالم، أن لا بد من وجود دعم مستمر للمقدسيين لتثبيتهم ومساعدتهم على الصمود.

ويصف الثويني من خلال هذا العمل جمال البلدة القديمة، فيقول: “كم هي متعة نفسية، وأنت تسير في أزقة القدس العتيقة، تشعر بأنك لا تزال تتنفس هواء التاريخ الذي تفوح منه رائحة العصور القديمة المتعاقبة، التي تلبست روح هذه المدينة الخالدة، فأينما ذهبت تُدهشك البيوت القديمة الذي قد يمتد عمر بعضها إلى 1200 عام، في إرث يمتد لسنوات طويلة بالرغم من هبوب رياح التمدّن والتحضّر”.

وعن مسجد عمر بن الخطاب، يعبر الثويني بقوله: “غمرتني نفحات من روح الدين الإسلامي الحنيف، بما يجسده من سماحة مع الديانات الأخرى تتجلى هنا في أبهى صورها. هنا تجذبك الأبنية المتقاطعة، والأعمدة العملاقة التي شكلت المسجد في صورته الحالية، لترسمه تحفة معمارية فريدة امتدت عبر 9 عقود من الزمن”.

انتقالاً إلى جمعية المكفوفين العربية في البلدة القديمة، والتي تحتضن العشرات من المكفوفين خلال أكثر من 90 عاماً يعملون في صناعة المكانس بمختلف أنواعها يدوياً، يصور العمل الإرادة الصلبة التي يتحلى بها أعضاء هذه الجمعية كي يحافظوا على صمودها وحماية المهنة من الاندثار.

وعن أبرز التحديات التي واجهت العمل، يذكر الثويني أن عملية التصوير في مدينة القدس كانت صعبة للغاية، بسبب الانتشار الكثيف والمستمر لقوات الاحتلال. مضيفاً “كنا نحاول التهرب من مواقع قوات الاحتلال لكي نسرق بعض الوقت ونبدأ بتصوير محتوى حلقات هذا العمل”.

يشير الثويني إلى أنه سيعرض هذا العمل كل يوم جمعة عبر حسابه على انستغرام بدءاً من الجمعة 19 تشرين الآخِر/ نوفمبر الجاري.