وادي غزة.. هل يستعيد أمجاده كمحمية طبيعية؟!

عادت في الآونة الأخيرة رحلة الاستكشاف البيئية تتوافد توافدًا ملحوظًا إلى وادي غزة الذي كان يمثل أكبر مكرهة صحية في القطاع، بعد أن كان ما قبل التسعينيات من أكبر المحميات الطبيعية، ولكنه تحول مع تقادم الزمن إلى مكب لتصريف مياه الصرف الصحي، بيد أنه بدأ بالتعافي بعد تدخلات عديدة، ساهمت بإمكانية عودته كمحمية طبيعية.
ما هو الوادي؟
مع قدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة في العام 1994، أعلنت عن الوادي أنه محمية طبيعية، ولكن مع تراجع الاهتمام الحكومي والبيئي بالوادي تحول إلى مكبّ للنفايات والصرف الصحي، وأصبح يستوعب أكثر من 25 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي الخام.
ويبدأ مجرى الوادي من أعالي جبال الخليل شمالاً، ويصل حتى مدينة الزهراء وسط قطاع غزة جنوباً ليستكمل مجراه حتى البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ طوله تقريباً نحو 77 كيلومترًا، ويمتد في القطاع نحو 9 كيلومترات فقط.
واضطر الكثيرون من أهالي ضواحي الوادي إلى الهجرة نحو مناطق أبعد بعد تحول الوادي إلى مكرهة صحية، في حين بقي الآخرون يكابدون مرارة العيش حول تلك المكرهة بسبب قلة ذات اليد، حتى الطيور البرية المهاجرة والأسماك النادرة هجرت الواد، واستوطنته الحشرات والقوارض الضارة، في حين ترك المزارعون الفلاحة في محيط الواد الخصب.
بداية التعافي
الخبير الزراعي نزار الوحيدي أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أكّد أن الجزء الشرقي للجسر فوق وادي غزة بدأ فعلياً بالتعافي بعد إتمام مشروع محطة المياه المركزية في البريج.
وأوضح الوحيدي أنّ الخبراء وأصحاب الاختصاص بدؤوا يلاحظون عودة ملحوظة للبرمائيات والطيور المهاجرة والنادرة المختلفة بأنواعها، بعد غيابٍ طويل عن الوادي، الذي بدأ يستعيد عهده كمحمية طبيعية.
وأشار إلى أنّ الروائح الكريهة بدأت تغيب عن الوادي بوضوح غيابا ملموسا لدى سكان المناطق المحيطة، في حين عادت النباتات تنمو على ضفاف الوادي نموًّا ملحوظًا أيضاً، لافتاً إلى أنّ الجزء السفلي الغربي للوادي لا يزال على حاله في انتظار استكمال المشروع لعودته كمحمية طبيعية واضحة.
وبدأت بلدية النصيرات قبل نحو عامين مشروعاً يهدف إلى تطوير منطقة وادي غزة لتحويله إلى محمية طبيعية، والتي تشمل تغطية جميع أنحاء النصيرات بشبكات مياه وصرف صحي في غضون العامين المقبلين.
وأكّدت البلدية في حينه، أنّ وادي غزة سيكون محمية طبيعة خاليًا من مياه الصرف الصحي، ولن تدخل المياه مخيم النصيرات إلا عن طريق ممر مائي فقط للمعالجة المائية بأجهزة كبيرة، وسيتم استثمار مياه الوادي، بالإضافة لتشجير أرض الوادي وإعادة تأهيلها ليكون متنفسًا للمواطنين.
تحسين الحياة
وأشار الخبير الزراعي الوحيدي، أنّ عودة الوادي محمية طبيعية سينعكس بآثار إيجابية على مناحي الحياة كافة في قطاع غزة، لأنه سيمنع الحشرات، ويخلق منطقة سياحية جديدة، كما سيوقف تلوث الخزان الجوفي في القطاع.
وبيّن المهندس الزراعي أنّ عودة الأسماك والقشريات لتعيش في الوادي سيعطي مجالاً أوسع لتحسن الثروة السمكية عمومًا في القطاع، وعودة الكثير من الأسماك التي هجرت بحر القطاع.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

اليمن تقصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الصهيونية بصاروخ فرط صوتي
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، أنها نفذت عملية عسكرية استهدفت قاعدة عسكرية جوية للاحتلال الصهيوني بصاروخ باليستي فرط...

مجزرة دامية .. 6 شهداء باستهداف الاحتلال بيت عزاء في بيت لاهيا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني، اليوم الجمعة، مجزرة دامية بعدما استهدفت بيت عزاء لشهداء من عائلة المصري في بيت لاهيا،...

استشهاد الشاب عمر أبو ليل برصاص الاحتلال عقب محاصرة منزل في مخيم بلاطة
نابلس- المركز الفلسطيني للإعلاماستشهد الشاب عمر أبو ليل، صباح اليوم الجمعة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب محاصرة منزل في مخيم بلاطة شرق مدينة...

الصليب الأحمر: الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار التام
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار التام، جراء حرب الإبادة الجماعية التي...

الاحتلال يحاصر منزلا في مخيم بلاطة ويصعّد عدوانه شرق نابلس
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، منزلا على مدخل مخيم بلاطة، وذلك في سياق تصعيد عدوانها في...

عدوان إسرائيلي يستهدف سفينة أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة الليلة الماضية، إحدى سفن أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، قرب مالطا، مما أدى إلى اندلاع حريق...

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...